يبدأ يوم غد وهو العاشر من أيلول كل عام موسم قطف ثمار التفاح، في هذه الأيام تبدأ رحلات قطف التفاح بالانطلاق من مختلف أنحاء البلاد إلى الجولان السوري المحتل، ويبدو الموسم وفيرا جدا وبجودة عالية بخلاف الموسم الماضي الذي كان شحيحا للغاية حسب ما يؤكد المزارعون.
المزارع محمد صالح من مجدل شمس، يقول لمراسل "بكرا" اعتدنا منذ 20 عاما على استقبال أخواننا من عرب الداخل، حيث يقومون بتنظيم رحلات إلى الجولان السوري المحتل، وقد باتت تعرف "برحلة التفاح"، حيث يقوم هؤلاء الضيوف بزيارة بساتين التفاح وقطف ثمار التفاح بأنفسهم، ويبتاعون التفاح عالي الجودة وبأسعار أقل بكثير من السوق الإسرائيلية.
ويضيف:" يبدأ غدا التفاح، والموسم وفير جدا وبجودة عالية بحمد الله، ونحن ننتظر إخواننا من عرب الداخل زيارتنا، ومن يرغب بزيارة الجولان لتنشيط السياحة المحلية فنحن على أتم الاستعداد لاستقبال إخواننا كما جرت العادة من كل عام ومشاهدة الطبيعة وقطف التفاح مباشرة من الشجر.
لم يتأثر تسويق التفاح رغم الأزمة السورية
وعن تسويق التفاح لسوريا خلال الأزمة التي يشهدها هذا البلد، قال صالح: بدأت عملية تسويق التفاح إلى سوريا قبل 15 عاما، وفي كل موسم نقوم بتسويق كمية من التفاح تصل إلى حوالي 18 ألف طن، ولا يمكننا تسويق كل المحصول إلى سوريا لان إسرائيل تمنعنا من ذلك، فالسوق الإسرائيلية بحاجة إلى 40% من التفاح الجولاني لسد احتياجاتها من التفاح، وفي العام قبل الماضي تم تسويق 18 ألف طن إلى سوريا أما الموسم الماضي فكان شحيحا جدا، لذلك نحن نؤكد أن الأزمة في سوريا لا تؤثر بتاتا على تسويق التفاح لسوريا الأم إطلاقا، ونحن نتوقع هذا الموسم زيادة في التسويق حيث سيصل إلى 20 ألف طن
وتابع قائلا أن القتال بين المعارضة والجيش العربي السوري لن يؤثر على موسم التفاح أو رحلة التفاح، لأنه يتم بعيد جدا عن قرى الجولان المحتلة، ويبدو واضحا أن بعض وسائل الإعلام تبالغ كثيرا في توثيقها للأحداث، والدليل أننا نعمل في بساتين التفاح وقبلها في الكرز دون خوف أو وجل، والحرب الدائرة بين جبهة النصرة والجيش السوري هي في جنوب سوريا وهي عبارة عن عملية كر وفر وبعيدة عن قرى الجولان، كما ذكرت، لذلك فالأوضاع هادئة في قرانا والحياة عادية "وتعالوا زورونا"، فلا شيء خطير على الأرض بتاتا والحياة عادية.
نبذة عن زراعة التفاح في الجولان المحتل
وتعود زراعة التفاح في الجولان إلى بدايات الخمسينيات من القرن الماضي، حيث تم جلبه من لبنان، وتحولت على مدار السنوات الماضية إلى مصدر رزق رئيسي لمواطني الجولان، وشكلت عاملاً أساسياً ساعدهم على البقاء في أرضهم، ووفر ركائز لاقتصاد محلي مستقل، وفر سبل العيش الكريم بكل متطلبات الحياة، من مؤن وحاجيات، ومشاريع عائلية كالزواج والبناء، وتحسين الأرض بشكل يضمن استمرارية البقاء فوقها، وحمايتها من إخطبوط الاستيطان والمصادرة الإسرائيلية. فقد بلغت مساحات الأراضي المثمرة، التي زرعها مواطنو الجولان، ما يقارب الـ: 21.079 ألف دونم، شكلت زراعة التفاح منها 18.272 ألف دونم، ، والكرز1.848 دونما، واحتلت أشجار الدراق118 دونما، فيما بلغت مساحة أشجار الخوخ 727 دونم، وأشجار المشمش56 دونم، إضافة إلى 48 دونم من اشجار الأجاص، وهذه المساحة تشكل أكثر من 42% من المساحة الإجمالية لأراضي المواطنين العرب السورين، الذين بقوا في أرضهم بعد احتلال عام 1967، والبالغة حوالي 50 ألف دونم، سلمت لغاية اليوم من مصادرة السلطات الإسرائيلية لها، بسبب التصاق المزارعين العرب السوريين فيها، ودفاعهم المستميت عنها.
[email protected]
أضف تعليق