بالنسبة لمعظمنا، فإن العمل على المشاريع وإنجازها بأنفسنا أصبح أمراً نادراً جداً. وبطبيعة الحال، فإننا إما أن ننضم إلى فرق قائمة، أو نعمل على تشكيل فرق جديدة، أو نجتمع في مجموعات.
وفي الواقع، كشفت دراسات تستهدف مديرين وعاملين في مجال المعرفة، أنهم يقضون ما بين 25٪ -80٪ من وقتهم في الاجتماعات، مما يوحي بأن "العمل الجماعي" هو الأداة الرئيسة والحديثة لرجال وسيدات الأعمال اليوم، وأن الأوقات المخصصة للاجتماعات آخذة بالازدياد منذ عام 2008.
ولأن المجموعات تعتمد على مدى التوافق بين أعضاء الفريق، فإن كل واحدة منها لها ديناميكية خاصة بها، مما يتطلب منك التفكير بشكل مختلف. وخلافاً لنموذج الفريق الذي يكون من دون قائد، فإن لدى معظم فرق العمل أحد ما قادر على صناعة القرارات المرتبطة به.
وهذا يشير إلى أنك تترك انطباعاً عن ذاتك في كل مجموعة قد تنضم لها. وسأذهب إلى حد القول بأن الاجتماعات والمشاريع الجماعية، هي عبارة عن تجربة أداء مستمرة لعملك، إذ إنك تقوم بتدريب الآخرين على كيفية نظرتهم تجاهك، وعلى طريقة معاملتهم لك، لاسيما في حال كنت عضواً جديداً في الفريق، فإن ذلك يدفعك على تبني استراتيجية معينة لكيفية اندماجك في الفريق، وإمكانية تأثيرك عليه بقيمة إضافية.
ولوضع بصمتك الخاصة وإحداث الأثر المطلوب في الفريق، وللسيطرة على انفعالاتك أثناء العمل في المجموعات، ما عليك إلا أخذ الاستراتيجيات التالية بعين الاعتبار:
- يجب أن يكون لديك وجهة نظر محددة وواضحة أمام الآخرين، وقدرة على إجراء مقارنات نقدية بين وجهات النظر الأخرى. وعليك أيضاً الاستفسار عن كيفية التوصل إلى استنتاجات بخصوص المتغيرات التي تطرأ على سير العمل.
- ابحث عن نقاط تواصل بينك وبين قائد الفريق، فإذا كنت تريد منه النظر إليك على أنك أحد أعضاء الفريق الذي باستطاعته معالجة المشكلات الصعبة والتعامل معها، لا تتصرف معه باحترام مبالغ به. واظهر إيمانك بذاتك من خلال معرفة أنك تستحق التواصل مع كبار المناصب. وفي الوقت الذي تتواصل فيه معهم، عليك الطلب منهم بالتوسع في مواضيع يطرحونها، والتعبير عن اهتمامك بها أو مدى خبرتك فيها.
- تقييم حيوية ونشاط الفريق: لا شك أن الشيء الذي يهمك في اليوم الأول لعملك مع فريق ما، سيكون مختلفاً عما ستركز عليه بعد السنة الأولى؛ ففي البداية، عليك تحقيق التوازن بين أسلوبك في العمل وبين ثقافة المجموعة، واعلم أن أسلوب التواصل يؤثر على نقاط الاتفاق أو الاختلاف بين أعضاء الفريق. واجعل أهدافك سامية، وكن صادقاً في حال كنت تريد تحقيق هذه الرؤية فعلاً.
إن النجاح في تثبيت بصمتك في بدايات انضمامك للفريق، يترك انطباعاً حسناً عنك ممن هم حولك.
[email protected]
أضف تعليق