من المحتمل ان يحل يوم الغفران لدى اليهود وعيد الأضحى لدى المسلمين في الرابع من اكتوبر القادم، رغم ان علماء الدين يرجحون ان يكون الأحد(يوم صومكم يوم نحركم) وبحسب العادات والتقاليد الدينية اليهودية فلا يسمح للسيارات السفر في هذا اليوم الذي يصوم فيه اليهود.
كل عكي عربي كان أم يهودي يستذكر احداث الغفران من عام 2008 ، وكانت الشرارة حادث عرضي حيث دخل مواطن عربي بسيارته حي تسكنه غالبية يهودية(فولفسون)،ما ادى الى رجم السيارة بالحجارة من قبل شبان يهود وتطويق البيت الذي لجأ اليه،وانتشرت الشائعات كما النار في الهشيم ان الشاب لاقى مصرعه،وهنا اختلط الحابل بالنابل وحدثت مواجهات بين العرب واليهود وتسبب ذلك بحرق عدد من البيوت وتحطيم وتكسير واجهات حوانيت وحرق عدد من السيارات،هذه الاحداث استمرت عدة ايام ووقفت الشرطة عاجزة امام هذا المشهد!!
مراسل بكرا التقى حاخام عكا وشيخ جامع الظاهر عمر ليستفهم منهما ماذا هما فاعلان لكي يمر هذا اليوم بسلام وضمان عدم العودة الى احداث 2008 .
للطرفين مصلحة باستمرار العيش المشترك
وقال حاخام عكا يوسف يشار:لسنا متأكدين لغاية الان من ان عيد الاضحى سيوافق يوم السبت الخامس من اكتوبر وهو يوم الغفران،لكن هناك احتمالات واردة جدا ان يتزامن العيدين في نفس اليوم،من جهتنا علمنا بذلك منذ اشهر وقد بدأنا العمل بشراكة مع وجهاء عكا ورجال الدين لتدارك الوضع وعدم العودة الى الاحداث المؤسفة التي حدثت في يوم الغفران قبل ست سنوات،لذلك فقد اجتمعنا يوم امس في دار البلدية مع عدد من وجهاء عكا وضم الاجتماع نائب رئيس البلدية ادهم جمل والشيخ عباس زكور واخرين،ودار الحديث حول القيام وبذل كل جهد مع جميع الاطر والمؤسسات العكية بما في ذلك الشرطة تحسبا لكل طارئ في اليوم الموعود.
وتابع يشار: اعتقد جازما ان اهالي عكا عربا ويهودا قد اعتبروا من احداث يوم الغفران المشؤوم وتعلموا الدرس جيدا،لذلك فللطرفين مصلحة كبيرة في ان يستتب الامن والأمان في عكا واستمرار العيش المشترك.
وختم يشار:اناشد اصحاب المحلات التجارية العرب اغلاق محالهم في يوم الغفران لكي لا يشكل الأمر ذريعة للمواجهات،وقد علمت ان الشرطة ستنتشر بكثافة في ذلك اليوم وستغلق عددا من الشوارع منعا للاحتكاك وتدارك الاخطار.
احترام الاخر هو الضمان لتجاوز هذا اليوم
أما القيادي وامام مسجد الظاهر عمر، الشيخ عباس زكور فقال:شبه مؤكد ان عيد الاضحى سيتزامن مع الغفران في الرابع من اكتوبر القادم،واذا قدر الله ان يتزامن العيدان في نفس التوقيت فهو بمثابة امتحان للفريقين،لذلك علينا ان نتحلى بالصبر وان يحترم الواحد الاخر،فعيد الاضحى هو عيد مقدس لدينا وكذلك يجب ان نع ان الغفران ايضا مقدس لدى اليهود،لذلك فقد شمرنا عن سواعدنا وبدأنا العمل بجدية لتجاوز هذا اليوم بسلام.
وتابع يقول:" ويوم امس اجتمعنا في البلدية وبحثنا ذلك مع عدد من الاطراف".
وعن خطط وبرامج عملية لتجاوز هذا اليوم بسلام قال الشيخ زكور:" قبل ست سنوات واجهت عكا احداثا مؤسفة لكن يمكن القول ان عكا تجاوزت تلك الاحداث على مدار السنوات الست،وتابع زكور: الخطة لغاية الان غير مكتملة لكننا خرجنا باتفاق وشعار الاحترام المتبادل وتحت عنوان تهيئة الاجواء اعلاميا من خلال محاضرات وندوات ولقاءات تؤكد على ان هذا اليوم غير طبيعي وعلينا ان نخرج منه بأسلم ما يكون دون اجبار أي طرف على حساب الطرف الاخر،ومن هنا بدأنا الحوار ونقاش الامر مع تجار عكا وأئمة المساجد لتكون النتيجة طيبة".
وختم زكور حول سؤال مراسلنا انه من الممكن اي عمل فردي ان يفجر الوضع فقال:هذا موضوع مهم جدا وفي نفس الوقت لا يمكننا اتهام كل اليهود نتيجة عمل فردي ليهودي والعكس صحيح،لذلك نحن نعمل بكل ما اوتينا من قوة لتخرج من هذا اليوم بسلام وأمان،واذا صدقت النوايا وعملت كل الاطراف على استمرار العيش المشترك فلن تكون مشكلة بتاتا".
[email protected]
أضف تعليق