تستمر حملة التحريضات والعنصرية ضد "فلسطيني الـ48 "، بالتحديد هذه الفترة، في ظل التطورات الاخيرة والعدوان الاسرائيلي الغاشم على غزة والدعم الواضح من قبل "فلسطيني الـ48" لأخوتهم في غزة سواءً بالمظاهرات أو بحملات التضامن المكثفة التي بدأت.
ونشهد في الاونة الاخيرة إنشاء عدة صفحات على موقع التواصل الاجتماعي الفيسبوك تدعو الى مقاطعة العرب اقتصاديًا وإجتماعيا والتضييق عليهم. ووصل إلى موقع "بكرا" حتى الآن العشرات من الشهادات من عمال تم فصلهم في أعقاب تصريحاتهم وإعلان تضامنهم مع أهلهم في غزة، رغم أن هذا التضامن لا يحمل في طياته أي تحريض ويرتكز على القيم الإنسانية ناهيك على أن عملية الفصل نفسها غير قانونية، حيث يمنع فصل أي عامل على مواقفه السياسية.
والمستهجن هو التفاعل الشعبي مع تلك الصفحات، وإن كان هذا التفاعل يعكس الموقف الرسمي العنصري تجاه الأقلية العربية في إسرائيل.
حتى يتعلم الشعب النصراوي كيف يحترم اليهود..!
احدى الصفحات التي رصدناها نادت بدون خجل بحرمان اقتصادي على العرب، وأوضحت أن مقاطعة العرب هي تجارية وإجتماعية، مطالبة بعدم التعامل مع التجار العرب عامةً وفي الناصرة خاصةً.
معقب على الصفحة قال: بأنه يدعم حملة المقاطعة منذ فترة وانه لا يتعامل تجاريًا مع التجار في الناصرة ولا يشتري من "البيج فاشن"، حتى يتعلم الشعب النصراوي كيف يحترم اليهود الذين يعيلونه!
كما دعت احدى المعقبات اليهوديات العرب ان يتذكروا الايام التي قاموا بها بمقاطعة العرب تجاريا كيف كان وضعهم وكيف كانوا "يتوسلون"- على حد تعبيرها الشعب اليهودي بأن يشتري منهم مجددًا وخاصة مدينة الناصرة!.
القيادة السياسية تصعد الحملة ومكتب رئيس الحكومة يحاول منع كرة الثلج من التدحرج!
وزير خارجية إسرائيل رئيس حزب "يسرائيل بيتنا" أفيغدور ليبرمان، صعد بدوره الحملة مشجعًا بذلك "العنصريين" بالتنافس فيما بينهم لمقاطعة فلسطيني الداخل على خلفية إضرابهم ومظاهراتهم الاحتجاجية على مجازر تقترفها حكومته بحق شعبهم في غزة، حيث طالب ليبرمان، الذي سبق ودعا لإلزام فلسطينيي الداخل بقسم الولاء لإسرائيل مقابل مواطنتهم في صفحته على الفيسبوك، طالب الإسرائيليين بمقاطعة المصالح التجارية لفلسطينيي الداخل انتقاما من موقف سياسي مناهض للعدوان!.
وردًا على هذا الموقف، قال ايمن سيف- من مكتب رئيس الحكومة معقبًا على تصريحات ليبرمان ودعوته للمقاطعة لـ "بكرا": نحن في مكتب رئيس الحكومة نتواصل مع الجهات المعنية لوقف تدحرج كرة الثلج في هذا الشأن، ولسنا صامتين، ونعمل بهدوء لتعزيز العلاقة الاقتصادية بين الوسطين العربي واليهودي، وفي هذه المرحلة لن اطيل الحديث في هذا الموضوع وسيكون لنا حديث اخر بعد انتهاء هذه العدوان".
قانون تكافؤ الفرص في العمل
وفي تعقيبٍ للمحامية غدير نقولا، مديرة فرع جمعية عنوان العامل في الناصرة، قالت لـ "بكرا": رصدت في الفترة الاخيرة أحداث عديدة تعرّض من خلالها العمال العرب لإهانات في أماكن عملهم، واعتداءات ومطالبات بطردهم وفصلهم ومقطاعة مصالحهم، خاصة، عند مشغليّن يهود وفي أماكن عمل في المدن المختلطة، وذلك نتيجة للأوضاع السياسية المتوترة السائدة، وبدورنا، كجمعية للدفاع عن حقوق العمال العرب في سوق العمل نتابع بقلق هذه الأحداث ونواصل ونتواصل مع العمال لمنع أي ضرر أو مس بهم وبحقوقهم من قبل المشغليّن، ووفقا لقوانين العمل على المشغل توفير الحماية للعامل وتوفير ظروف عمل انسانية وغير مهينة.
وتابعت المحامية نقولا: يعتبر قانون تكافؤ الفرص في العمل القانون الاكثر شمولية من حيث تناوله لقضية المساواة وعدم التمييز في العمل، ووفقا لبند 2 من القانون يمنع المشغل من التمييز بين العمال على خلفية قومية أو نتيجة لمواقف وآراء سياسية للعامل، وهذه الحماية تسري في كافة مراحل العمل: كالقبول للعمل، الترقية، أو الفصل من العمل".
[email protected]
أضف تعليق