ايام عصيبة عاشتها الطيبة على مدار الاسابيع الفائتة جراء المواجهات العنيفة التي اندلعت على مدخل المدينة بين الشبان الغاضبين من جهة، وقوات الشرطة المدججة بالسلاح والدوريات، لوحظ خلال ذلك استعمال الاساليب المختلفة العنيفة لتفريقهم.
الطيبة كانت البلد الاولى في الداخل التي اطلقت هذه الهبة، التي سرعان ما وصلت الى باقي البلدات بالمثلث ومن ثم الى منطقة الجليل، شهدت هذه الهبة انقسام بالآراء فقسم ايدها والقسم الاخر رفضها.
مراسلنا استطلع آراء القيادات بالطيبة حول هذه الاحداث، مستقبلها وطبيعتها... واعد التقرير التالي.
ايمن حاج يحيى: المؤسف ان البعض تعاون مع السلطات لاحباط هذه الهبة
ايمن حاج يحيى، من الحركة الوطنية بالطيبة، قال في حديثه لمراسلنا: الهبة المشرفة ووقفة العز لشبابنا هي رد فعل طبيعي على المجازر والمذابح الاسرائيلية التي ترتكب بحق ابناء شعبنا، لم يتوقع احد ان ردة الفعل على الاهوال التي نشاهدها على التلفاز ستكون مجرد رفع شعارات وهتافات فارغة، هناك ردة فعل غير طبيعية على عمل غير طبيعي.
وأضاف الحاج يحيى: غالبية الفعاليات عشوائية من شباب وطني غاضب، والحقيقة ان الهبة اخرت الهجوم على غزة ليومين على الاقل حسب اعترافات الإسرائيليين. المؤسف بالموضوع هو الشريحة المتخاذلة لقلة ممن يسمون انفسهم بالعقلاء سواء على مستوى السلطات المحلية او المستوى السياسي التي دفعتها مصالحها الشخصية او الخوف للتعاون مع السلطات الاسرائيلية لإحباط هذه الهبة، حتى انهم نشروا الاكاذيب بان هناك اعتداءات على الممتلكات العامة ولم نر اي اعتداء على الممتلكات باي بلد عربية خلال المواجهات.
وتساءل ايمن حاج يحيى خلال حديثه: هل بالفعل خاف هؤلاء على حاوية نفايات تم احراقها او اغلاق الطريق بها؟ المفروض على من يريد ان يجلس في بيته ان يصمت على الاقل اذا لم يكن بين المتظاهرين. عليهم أن لا يصفوا الشباب المنتفض بالفاظ سلبية، في النهاية كل أختار سبياه في النضال، وفق قناعته الشخصية، وعلى مسؤوليته الفردية. من أختار النضال "الناعم" عليه أن يصمت وان يحترم من اختار اسلوب نضال حقيقي وفاعل.. لم نسمع من هذه الشريحة القليلة أي لوم او محاسبة للشرطة على قمعها للتظاهرات.
اما حول رؤيته المستقبلية لهذه الاحداث فقال: الاحداث التي تجري هي من ستحدد ان كان سيكون هناك تصعيد ام لا.
د.حسام عازم: الاحتجاجات بهذا الشكل... لا تستطيع ان تطول
اما الدكتور حسام عازم من الجبهة فقال: اننا نرى خروج شبابنا للشارع غاضباً ومحتجاً ومستنكراً مقتل الشاب الفلسطيني محمد ابو خضيرة وما رافقه من حملة تحريض عنصرية بشعة على الشعب الفلسطيني وعلى جماهيرنا العربية، الا احتجاجا شرعيا وشجاعا. واننا نحيي الشباب الواعي الذي خرج ليصرخ بوجوه حكام اسرائيل، ويقول لهم كفى للعدوان على شعبنا وكفى للسياسة العنصرية اتجاه جماهيرنا العربية . واننا نرى ان السبب الرئيسي للاشتباكات بين المتظاهرين والشرطة، هو تواجد الشرطة في مداخل الطيبة وتصرفاتها الاستفزازية .. ومن هنا نطلب شرطة اسرائيل بالكف عن سياستها القمعية اتجاه شبابنا واطلاق سراح كل المعتقلين.
ومضى يقول: من ناحية اخرى نرى انه من واجب الشباب اتخاذ الحذر بتصرفاتهم، فاننا ندعو كافة شبابنا وجماهيرنا، الى ان يكون اي عمل احتجاجي عملا يصب في خدمة قضايانا الوطنية وعلى راسها قضية بقائنا في وطننا، وان يكون عملا مسؤولا يتجاوب مع قيمنا واخلاقنا الوطنية. واننا اذ نحيي همة شبابنا في التعبير عن سخطهم على جرائم الاحتلال ندعوهم الى الحفاظ على ممتلكات شعبنا ووجهه الحضاري الذي يصون كرامة الانسان اي انسان ويحافظ على قيم نضالنا الانسانية والاخلاقية والحضارية. هكذا ، فقط ، نستطيع وقف تمرير كل المؤامرات التي تحاك ضد جماهيرنا" .
واكد قائلا: ان استمرار الاحتجاجات الشبابية بهذا الشكل لا يستطيع ان يطول كثيرا ، ولكن الحكمة في هذه الظروف تحويل الغضب والاحتجاج العشوائي الشبابي غير المنظم لقوة احتجاجية منظمة، تقوم بنشاطات نضالية ناجعة تخدم مصالح بلدنا وبالاساس مصالح الشباب .
الحركة الاسلامية بالطيبة: نرفض حالة الانفلات والفوضى والاعتداء على الاملاك ومن حقنا التظاهر
الحركة الاسلامية، فضلت نشر المقتطفات من البيان الذي اصدروه مؤخرا حول مجمل الاحداث على الساحة، والذي تناول ايضا قضية المواجهات بين شبان الطيبة والشرطة، حيث جاء في البيان: تؤكد الحركة الاسلامية على حقنا كأقلية مقموعة ومهددة من قبل قطعان المتطرفين في الطيبة وغيرها أن ندافع عن أنفسنا وأن نذود عن كرامتنا ونحمي ممتلكاتنا. ومن حقنا التظاهر تعبيرًا عن استنكارنا وتضامننا مع شعبنا الفلسطيني الذي يعاني من ظلم الاحتلال ودموية المستوطنين.
ومضى بيان الحركة الذي وصلنا نسخة عنه، يقول: وفي نفس الوقت تؤكد الحركة الإسلامية وتدعو إلى التعبير والتظاهر المسؤول والمنظم والوحدوي، وترفض حالة الانفلات والاعتداء على الأملاك العامة وحالة الفوضى التي شهدتها بعض البلدان العربية في الأيام الاخيرة.
د.زهير الطيبي: ما زالت السياسة الممنهجة ضد العرب قائمة فان الشبان سيستمرون بالخروج
من جانبه قال الدكتور زهير الطيبي رئيس اللجنة الشعبية في مدينة الطيبة: ان هذا الحراك الشبابي الذي نزل الى الشارع جاء ليعبر عن الغضب الكبير على إعدام الفتى محمد أبو خضير بهذه الطريقة البربرية البشعة والتي جاءت كمحصلة للحملة العنصرية الهوجاء والمحمومة ضد الفلسطينيين والتي وصلت أوجها عشية قتل الشهيد محمد أبو خضير .والمسؤول الأول عن بث سموم العنصرية هو رأس الهرم نتنياهو وحكومته. اضافة لتجند الاعلام الأسرائيلي بمجمله الذي تحول الى بوق للتحريض على العرب.
وأضاف: ان هذا الحراك بعنفوانه الشبابي جاء أيضاً ليعبر عن احتقان وغضب تراكمي على سياسة التمييز القومي ضد العرب في كل المجالات. وخاصة في الطيبة التي تم اغتصاب حقها الديمقراطي وتعيين لجنة معينة التي ما زالت جاثمة على صدور أهلنا في الطيبة رغم معارضة أغلبية جماهير الطيبة، أضف الى ذلك فاننا نعاني من وضع اقتصادي اجتماعي صعب فنسبة البطالة تصل الى ٢٥٪ ، نسبة الفقر ثلاثة أضعاف النسبة عند اليهود وهنالك أزمة سكن حادة لا سيما لدى الأزواج الشابة في ظل سياسة الخنق التي تنتهجها السلطة ضد الجماهير العربية والتي بدلا من إعطاء أجوبة حقيقية على احتياجات الجماهير العربية فانها تتبع سياسة البولدوزر لهدم البيوت . وهنالك فجوة كبيرة في مستوى التعليم في كل المراحل وتقييدات على قبول الطلاب للجامعات وبعد ذلك باستيعاب الخريجين بأماكن عمل.
ومضى يقول: أضف الى ذلك ، ففي السنة الاخيرة هنالك اعتداءات متكررة على البلدات العربية من قبل عصابات "تدفيع الثمن"في ظل تقاعس الشرطة وفي ظل تشجيع رسمي من قبل حكومة اليمين نتنياهو ليبرمان بنيت.
وإستطرد قائلا: كل هذه التراكمات أدت الى احتقان والذي تفجر على شكل حراك شبابي غاضب الذي عبر عن موقفه الرافض لهذه السياسة المتنكرة لحقوقنا الاساسية كأقلية قومية في هذه البلاد.
وأردف قائلا: ان المستقبل في ظل هذه الحكومة لا يبشر بالخير فهذه الحكومة تعمل بشكل منهجي لإغلاق أي فرصة للسلام ومن جهة فإنها تتبع سياسة تمييز منهجي ضد الجماهير العربية في كافة المجالات ولذلك فمن الطبيعي أن يخرج الشباب ليعبروا عن غضبهم ما زالت هذه السياسة منتهجة ضد الجماهير العربية.
[email protected]
أضف تعليق