شارف كأس العالم 2014 الذي يقام في البرازيل حالياً على النهائية, حيث بلغ اربعة منتخبات الدور النصف النهائي هم هولندا والارجنتين والبرازيل وألمانيا, اذ لم يسفر دور الثمانية عن اي مفاجآت تذكر كما حصل في دور الـ 16 والدور الأول لاسيما بعد خروج اسبانيا وانجلترا وإيطاليا.
غياب نجوم بالجملة فنياً عن المونديال, وظهور مواهب صاعدة تبشر بالخير للمستقبل, ودخول كوستاريكا التاريخ من أوسع الأبواب بتأهلها للربع النهائي حيث كانت قريبة من اقصاء هولندا الا ان الحظ ابتسم للأخيرة في ركلات الترجيح, كما لا يسعنا ان ننسى الإنجاز العربي بتأهل الجزائر للدور الثاني, وأمور اخرى نلخصها لكم في النقاط التالية..
لا ندع إحلامنا تحدد مصيرنا!
نعم هو إنجاز عربي بتأهل منتخبنا الجزائر الى الدور الثاني واقصاء روسيا بقيادة كابيلو خارج المنافسة, وحتى اجبار المانيا اللعب شوطين اضافيين في دور الـ 16 هو إنجاز مغاير للإنجاز الأول وله نكهة خاصة, اذ كان التأهل وارد وبقوة لو تحققت نصف الفرص الضائعة, لكن قدر الله ما شاء فعل, هنا يبقى السؤال.. لماذا يجب ان تكون أحلامنا محدودة! لماذا لا نفكر بالربع النهائي, فهل اسماء لاعبي كوستاريكا هي اهم من اسماء لاعبي الجزائر الذين ينشطون في أهم الدوريات الأوروبية, أحلامنا يجب ان تكون بلا حدود في اي منافسة, لأنها باتت هي التي تحدد مشاركتنا ومصيرنا في هكذا بطولات عالمية.
سبب الظهور القوي للمنتخبات المغمورة
الأداء الكبير للمنتخبات المغمورة, إعتبره البعض انه بمثابة مفاجأة كاس العالم, والبعض الآخر اعتبر ان المنتخبات الكبيرة متدني مستواها مما فتح المجال اما غيرها في التألق على حسابها, لكن ذلك غير صحيح نهائياً, فكرة القدم اصبحت مكشوفة خططها امام الجميع, والثقافة الرياضية اصبحت عالية جداً لديهم, اذ مكنت اي طرف في التعامل مع قوة خصمه بشكل صحيح, لكن بالعمل الجهيد لاسيما اللياقة البدنية والتحضير الجيد, فوضع استراتيجية صحيحة مبنية على قراءات فنية معمقة هو الأهم قبل انطلاق كأس العالم, وهو ما صنعته هذه المنتخبات المغمورة مما مكنها من التفوق في الكثير من الأمور على المنتخبات الأخرى, فالأخيرة من الطبيعي انها اتبعت النهج عينه, لكن الفرق بين الطرفين هو الرغبة في تحقيق الفوز والروح القتالية.
خروج أبرز المرشحين.. وإحترام الخصم!
لا أحد كان يتوقع ان يحصل هذا الأمر مع اسبانيا وإيطاليا, بعد ان كانا من ابرز المرشحين لنيل اللقب خصوصاً الأولى صاحبة اللقب وامتلاكها نجوم من الطراز الرفيع, فالأسباب كثيرة, منها تفوق الخصم, وسوء تركيز اضافة الى خيارات ليست بمكانها, لكن السبب الأبرز يبقى ان هذه المنتخبات لم تعطي اي اهمية لخصمها في المنافسة وكان التأهل للدور الثاني يراودها قبل انطلاق كأس العالم, فلو كان هناك اهتمام بسيط بقدرات الخصوم وإحترامها لما حصل هذا الأمر بما ان جميع الإمكانيات الفنية كانت حاضرة, فقط كان ينقصها احترام الخصم.
قيمة الأفراد الفنية
بالفعل حزين من لا يملك هذه الخاصية في صفوفه, فجميع المنتخبات التي بلغت النصف النهائي تمتلك من النجوم ما يكفي لأن تكون بأمان وهو السبب الرئيسي في تواجدها هنا, فلو نظرنا في المنتخب الإيطالي مثلاً او حتى اسبانيا لوجدنا كم هائل من النجوم, لكن الجماعية غابت عنهما, اضافة الى انهما لا يملكان ذلك اللاعب الذي بإمكانه ان ينهي اللقاء بلمسة او بتمريرة مستفيداً من موهبته, فالمنتخب الألماني يلعب متحد الصفوف وهو ما يميزه عن البقية, والمنتخبات الثلاثة الأخرى نراها تمتلك من المواهب ما يكفيها لأن تعبر اي حاجز أمامها.
[email protected]
أضف تعليق