يعتبر الحديد أحد العناصر الضرورية للجسم والحياة، ونقصه في الدم قد يؤدّي إلى أعراض تتراوح بين التعب والنعاس وحتى فقر الدم وما يترتب عليه من مشاكل صحية. السبب الأساسي في نقص الدم يكمن في التغذية، إلا أنه قد تكون هناك أسباب أخرى، منها أن الجسم لا يمتص الحديد بما يكفي رغم توفره داخله، وهذا ما يُعرف باضطراب الامتصاص. وهناك سبب آخر لنقص الحديد وهو نزيف الدم، فالجسم يفقد الحديد مع أي نزيف، حتى لو كان صغيرًا.

إصابة الأطفال بضعف الدم هي ظاهرة مألوفة، وقد تصل إلى نسبة 50% عند الكثير من الشعوب، ويتبيّن من الأبحاث أن ضعف الدم يؤثر سلبًا على نموّ وتطوّر الطفل. هناك عدّة طرق للتغلّب على ضعف الدم عند الأطفال، ومنها إضافة الحديد أو إعطاء الطفل تغذية معزّزة بالحديد لتزويد الجسم بكمية الحديد المطلوبة. متيرنا، الشركة الرائدة في مجال تغذية الأطفال والرّضّع، قامت بتطوير عصائد متيرنا المعززة بالحديد، كونها من أغذية الفطام الأولى التي يتناولها الطفل وفقًا لتوصيات وزارة الصحة.

لمعرفة المزيد عن نقص الدم، أسبابه وطرق الوقاية والعلاج، أجريت لقاءات خاصة مع كل من البروفيسور لطفي جابر - إختصاصي في طب الاطفال، الدكتور حسين شمالي – إختصاصي طب أطفال والجهاز الهضمي، والدكتور يوسف نجم - مدير قسم الأطفال والخُدّج في مستشفى الناصرة – الإنچليزي.

البروفيسور لطفي جابر:إذا تعذّر إرضاع الطفل فيجب أن تُقدّم له تغذية معزّزة بالحديد. 

البروفسور لطفي جابر، إختصاصي طب الأطفال، يقول: إن ظاهرة إصابة الأطفال بضعف الدم هي ظاهرة مألوفة وقد تصل الى نسبة 50% عند الكثير من الشعوب، وهذه التي نحن في واردها تحدث بين جيل 6-24 شهرًا. وقد ظهر جليّاً أن ضعف الدم عند الأطفال يؤثر سلبًا على تطوّر الطفل، ومن المعلوم أن نصف حالات ضعف الدم هذه ناتج عن نقص في عنصر الحديد في الدّم، وهو مكوّن أساسي لمادة الهيموﭼلوبين.

يتحدّثون عن نقص مستوى المادة الناقلة في الجهاز العصبي أو اضطراب في وظائف هذه الناقلات، كذلك يتحدّثون عن أثر ضعف الدم على إمداد المخ بالأكسجين، وهذا يفعل فعله على الوظائف المعرفية. وقد يقولون إن لنقص الحديد أثرًا غير مباشر على السلوك, إذ نلاحظ أن هؤلاء الأطفال يعانون من صعوبات في التركيز وفي ردود الفعل. من هنا يكون التواصل معهم صعبًا ويكونون أقلّ تفاعلًا مع المحيط.

الإضطرابات السلوكية واضطرابات التطور هي من أهم الأمور التي تثير الإنتباه والقلق في جيل مبكّر، خاصة وأن النقص الغذائي هو أكثر وضوحًا بجيل 6-24 شهرا. وهذه فترة يكون بها تطور المخ في أَوجهِ, خاصة وأن نقص الحديد في جيل مبكّر قبل فطم الطفل له آثار مستديمة، ونستطيع إصلاحها بطريقة جزئية فقط. وعلى النقيض من ذلك, فأن نقص الحديد الذي يحصل في جيل متأخّر تكون له أيضا آثار سلبية، ولكن هذه قابلة للإصلاح وذات طبيعة مختلفة. من هنا يقول الباحثون إن النقص في مادة الحديد له أثر هام، وحجم هذا الأثر يتناسب مع مدى ذلك النقص وقابلية علاجه.

وفيما يلي النصائح الهامة لتخفيف ظاهرة ضعف الدم عند الأطفال:

لا شك أن الغذاء المثالي للطفل هو حليب الأم، حيث يُنصح بإرضاع الطفل حتى جيل سنة. ولكن إذا تعذّرت الرضاعة فيجب أن يُقدّم له بديل حليب معزّز بالحديد.الأطفال الذين يتغذون من حليب أمهم فقط يجب أن نُقدّم لهم مضاف الحديد بين جيل 4-12 شهرًا. يجب أن تشمل تغذية الطفل والرّضيع أغذية غنيّة بالحديد المتاح، مثل: اللحوم، الحبوب المعزّزة بالحديد والبقوليات، إلى جانب الفواكه والخضروات الغنية بڤـيتامين C.

مضاف الحديد يُقدّم ابتداءً من عمر 4 أشهر، بواقع 7.5 ملغم باليوم، وذلك حتى جيل 6 أشهر، وبعد ذلك يجب مضاعفة الكمية الى 15 ملغم حتى جيل سنة.

في جيل 9 أشهر يجب أن يجرى للطفل فحص دم (CBC)، وإذا تبين أن الفحص سليم نوقف العلاج الوقائي، أما إذا كانت مادة الهيموجلوبين منخفضة فيجب الاستمرار في إعطاء مضاف الحديد حتى جيل 18 شهرًا.

إذا كانت مادة الهيموجلوبين متدنية، أي أقل من 10.5% غرام، فلا بد من إجراء الفحوصات اللازمة وتقديم العلاج المناسب.

على الطبيب والكادر الصحي الذي يعمل مع الأطفال أن لا يألو جهدا ويكرّر توصياته للأمهات والتركيز على إعطاء مضاف الحديد من جيل 4-12 شهرًا على الأقل.

ومن النصائح السريعة للأمهات، بالاضافة لما ذكر حول التغذية الصحيحة والسليمة خلال السنوات الثلاث الأولى من حياة الطفل, ما يلي:

تغذية الطفل يجب ان تكون متوازنة، مع التركيز على الفواكه، الخضروات، الفواكه المجففة، البيض، الأسماك، عصائر الفواكه، بما في ذلك البرتقال الطبيعي وطبعًا اللحوم. يجب الإمتناع عن تقديم حليب البقر في السنة الأولى على الأقل. يفضّل عدم تقديم الشاي للطفل في السنة الأولى من حياته.يجب الاهتمام بتقديم مضاف الحديد.يجب زيارة مركز رعاية الأم والطفل للحصول على الإرشاد المتواصل والتعامل بإيجابية مع الممرضات.

الدكتور حسين شمالي: حليب الأم وبدائل الحليب المعزّزة بالحديد هي مصدر جيّد لتزويد الأطفال بالحديد، الا أنهما ليسا كافيين وحدهما. 

الدكتور حسين شمالي، إختصاصي طب الأطفال والجهاز الهضمي في المستشفى الفرنسي في الناصرة، يقول عن كمية الحديد اليومية الموصى بها للطفل إنه يوجد في جسم المولود 0.5 غرام من الحديد، بينما الكميّة في جسم المراهق هي 5 غرام، وهذا يعني أنه مع نموّ الجسم هناك حاجة لزيادة كمية المنتجات التي تحتوي على حديد.

خلال الـ 15 سنة الأولى من الحياة يستهلك جسم الإنسان 1 ملغم من الحديد يوميًا، علمًا أن الجسم يمتص حوالي 10% من المجموع الكلّي لكمية الحديد التي يستهلكها، لذلك يجب عليه أن يتناول نحو 10 ملغم من الحديد يوميًا لكي يصل إلى 1 ملغم من الحديد، وهي الكمية التي يحتاج اليها.

يتم امتصاص الحديد الذي في حليب الأم أكثر بـ 2-3 أضعاف بالمقارنة مع الحديد الذي في حليب البقر.

وحول المأكولات التي تساعد على امتصاص الحديد بصورة أفضل يقول د. شمالي، إن ﭬـيتامين C الموجود في عصير الفواكه يحسّن امتصاص الحديد، بينما الفوسفات المتوفّر في البيض، الجبنة والحليب يقلّل من الامتصاص.

كذلك فإن الشاي أيضًا يعيق عملية امتصاص الحديد، ولذلك لا يُنصح بتقديمه للأطفال.

يأتي الحديد من مصدرين:مصدر حيواني، مثل: اللحوم الحمراء، الأعضاء الداخلية (الكبد، الطحال والكلى)، الأسماك واللحوم الأخرى.مصدر نباتي: الجوز، اللوز، الحمّص، الطحينة، الأوراق الخضراء والفواكه المجفّفة.

ومن هنا أود أن أشير إلى أن امتصاص الحديد من مصدر حيواني يصل حتى 20%، فيما تبلغ نسبة الامتصاص من مصدر نباتي 10% فقط.

وردًا على السؤال حول مدى الفائدة الموجودة في منتجات الحليب المعزّزة بالحديد، أجاب د. شمالي أن حليب الأم وبدائل الحليب المعزّزة بالحديد هما مصدر جيّد لتزويد الأطفال بالحديد. إلا أنهما ليسا كافيين لوحدهما، ولذلك يجب إضافة الحديد عبر مستحضرات حديد تُعطى عن طريق الفم. الهدف من ذلك هو تزويد جسم الطفل باحتياجاته الفيزيولوجية، وعليه إبتداءً من عمر 4 أشهر وحتى سنة ونصف ينصح بإضافة الحديد لجميع الأطفال، بغض النظر عما إذا كانوا يرضعون أو يتغذّون ببديل حليب معزّز بالحديد.

وفي ردّه على سؤال حول أهمية تقديم العصائد للأطفال يقول الدكتور يوسف نجم، مدير قسم الأطفال والخُدّج في مستشفى الناصرة – الإنـﭼليزي إن العصائد تعتبر تغذية مكمّلة للاحتياجات الغذائية والتطوّرية للطفل المولود والآخذ بالنمو.

بحسب توصيات وزارة الصحة يُنصح بالبدء بتغذية الأطفال بالعصائد من عمر نصف سنة وما فوق. (أبدأ بتقديم كميات قليلة للتذوّق منذ عمر 4 أشهر حيث تم ذلك بنجاح وبدون أية مضاعفات). يوصى بتقديم العصائد كغذاء فطام أولي.

توجد اليوم عصائد معزّزة بكمّية جيّدة من الحديد والڤيتامينات والمعادن، ولكن كمية الحديد لا تعالج نقص الحديد، وإنما تزوّد الجسم بكمية حديد وقائية، ولذلك يجب الاستمرار في إعطاء الطفل نقط حديد بكمية أقل من تلك التي يحصل عليها الأطفال الذين لا يتناولون العصائد.

حسب رأيي، يجب إجراء أبحاث في هذا الموضوع.

 السيدة سيلـڤيا فرح،مديرة تسويق متيرنا في الوسط العربي: نحن في متيرنا نهتم أن نكون دائمًا الأقرب إلى الأم

السيدة سيلـڤيا فرح، مديرة تسويق متيرنا في الوسط العربي تقول: «نحن في متيرنا نهتم أن نكون دائمًا الأقرب إلى الأم، وأن نوفّر لطفلها المكمّلات الغذائية الضرورية التي يحتاجها في كل مرحلة من مراحل تطوّره منذ لحظة الولادة.

وكجُزء من ذلك طوّرنا عصائد متيرنا المعزّزة بالحديد باعتبارها من أغذية الفطام الأولى التي يتناولها الطفل وفقًا لتوصيات وزارة الصّحة.

وجبة من عصائد متيرنا تزوّد الطفل بحوالي 40% من كمّية الحديد اليومية الموصى بها، وبذلك تساهم في الحدّ من خطر تكوّن فقر الدم الناجم عن نقص الحديد. بالإضافة إلى ذلك فهي تزوّد الطفل بالـﭬـيتامينات والمعادن الملاءَمة لتغذية الأطفال، بدون إضافة سّعرات حرارية كبيرة. لذلك تُشكّل العصائد تركيبة غذائية مثالية لتطوّر الطفل".

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]