أرسل الشيخ رائد صلاح رئيس الحركة الاسلامية في الداخل الفلسطيني رسالة لبابا الفاتيكان فرانسيس الأول لمناسبة زيارته للمسجد الاقصى المبارك يوم الاثنين الماضي بمرافقة قوات الاحتلال الاسرائيلي وجنوده وادواته الامنية .
وقد أكد الشيخ بأن مبدأ زيارة البابا للقدس مرحب به واعتبر الشيخ أن الاحتلال الاسرائيلي قد استغل هذه الزيارة لاغراض احتلالية ، وجاء في رسالة الشيخ للبابا في هذا الشأن : " فإن القرآن الكريم لا يزال ينادينا ويناديكم في الآية (64) من سورة (آل عمران) إلى كلمة سواء : { قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ألا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئاً ولا يتخذ بعضنا بعضاً أرباباً من دون الله فإن تولوا فقولوا اشهدوا بأنا مسلمون } , وهي آية تؤكد أن القرآن جاء يحفظ لأهل الكتاب مكانتهم الخاصة وجاء يدعونا ويدعوهم إلى إخلاص العبادة لله وإفراده بالربوبية , وجاء يدعو إلى حوار مع أهل الكتاب يقوم على الحجة والدليل { ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي احسن } (46 سورة العنكبوت) وجاء يكشف لنا عن وجود المودة عند النصارى خاصة { ولتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا إنا نصارى } (82 سورة المائدة) , وهو الرباط الأصل الذي جاء القرآن ليربطنا به مع أهل الكتاب بعيداً عن أي تعصب ديني أعمى أو أي حقد تاريخي مرفوض , ولقد كان رسول الله يستقبل وفود أهل الكتاب ويحاورهم بالتي هي احسن , وهذا ما جعلنا نؤكد أن مبدأ زيارتك للقدس مرحب به وأن نؤكد في نفس الوقت أن هذه الزيارة كان من الواجب أن تبقى صافية , ولكن مع شديد الأسف فإن الاحتلال الإسرائيلي قد استغل زيارتك للقدس أبشع استغلال ويبدو أن من اصطحبتهم معك من مستشارين لم يحسنوا أن يقدموا لك الرأي الصواب".
وقد اعتبر الشيخ ان الاحتلال الاسرائيلي قد اوقع البابا في اكثر من مأزق خلال زيارة الاخير لمدينة لقدس وللأقصى المباركين، واعتبر اصرار الاحتلال على نقل البابا عبر خط بيت لحم – مطار بن غوريون –القدس اول هذه المآزق حيث جاء في الرسالة : "فهو الاحتلال الإسرائيلي الذي أصر أن تنتقل بموكبك من بيت لحم إلى مطار (بن غوريون) بطائرة عمودية أردنية ثم أن تنتقل من مطار (بن غوريون) إلى القدس المحتلة بطائرة عمودية إسرائيلية , وكان بالإمكان أن تنتقل مباشرة من بيت لحم إلى القدس المحتلة بالطائرة العمودية الأردنية , ولكن الاحتلال الإسرائيلي أصر على طريق (بيت لحم – مطار بن غوريون – القدس المحتلة) حتى يبتز منك إقراراً بسيادته على القدس المحتلة , وكأن الدخول إلى القدس المحتلة يبدأ من تل أبيب ".
وذكر الشيخ في رسالته ان اصرار الاحتلال على اصطحاب البابا في ثلاث سيارات حراسة مدنية اسرائيلية داخل الاقصى " حتى يبتز منك إقراراً بسيادته على المسجد الأقصى المحتل وكأنه لا دخول إلى المسجد الأقصى المحتل إلا بإذن من الاحتلال الإسرائيلي" .
وتمنى الشيخ على البابا لو اعلن رفضه زيارة الاقصى في ظل قيام الاحتلال الاسرائيلي بمنع المسلمين من الدخول الى الاقصى خلال هذه الزيارة .
واعتبر الشيخ صلاح قيام البابا بوضع ورقة داخل حائط البراق، وهو تقليد يهودي، و " ليست من ضمن الطقوس المسيحية " اقرارا للاحتلال الاسرائيلي " بالسيادة عليه , ولا معنى آخر لذلك" كما ذكرت الرسالة .
وانتقد الشيخ وقوف البابا بخشوع امام مجسم الهيكل المزعوم الذي وضع قرب حائط البراق ، مبررا انتقاده بان البابا ومستشاريه يعلمون ان الاحتلال الاسرائيلي يسعى لبناء هذا الهيكل مكان قبة الصخرة المشرفة .
كما وانتقد الشيخ زيارة البابا لقبر هرتزل الذي وصفه بـ "المنظر الاساس للمشروع الصهيوني الذي رفع شعاراً قال فيه (نريد أرضاً بلا شعب لشعب بلا وطن) " وتساءل الشيخ عن معنى هذه الزيارة قائلا :" فهل معنى ذلك أنك توافق هرتسل على تنظيره الذي أدى إلى نكبة فلسطين".
وحول زيارة البابا لمبنى "ياد فشيم" وتقديمه الاعتذار لليهود على ما وقع عليهم قال الشيخ :" وكنا نتمنى عليك أن تقول : إن وقوع هذه الويلات على اليهود في أوروبا لا يعطي مبرراً للمشروع الصهيوني أن يوقع مثل هذه الويلات على الشعب الفلسطيني" ولام الشيخ البابا لانه لم يقدم اعتذاره للشعب الفلسطيني عن الدعم الذي قدمته اوروبا للمشروع الصهيوني ولأنه لم يقدم اعتذاره للامة المسلمة عن الحروب الصليبية التي كانت بمثابة حرب عالمية .
واختتم الشيخ رسالته بالقول :" حضرة البابا فرانسيس الأول عظيم الفاتيكان كنا نتمنى عليك ألا يستدرجك الاحتلال الإسرائيلي إلى سلسلة هذه العثرات والأخطاء , وسنبقى مطالبين أن نكشفها , لأن صدورها عنك ليس كصدورها عن أي قسيس في الفاتيكان , فنرجو أن يتسع صدرك لقراءة هذه الرسالة , ونطمع أن نتلقى الرد عليها من طرفكم في أقرب وقت"
بسم الله الرحمن الرحيم
حضرة البابا فرانسيس الأول عظيم الفاتيكان
تحية طيبة وبعد ,
فإن القرآن الكريم لا يزال ينادينا ويناديكم في الآية (64) من سورة (آل عمران) إلى كلمة سواء : { قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ألا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئاً ولا يتخذ بعضنا بعضاً أرباباً من دون الله فإن تولوا فقولوا اشهدوا بأنا مسلمون } , وهي آية تؤكد أن القرآن جاء يحفظ لأهل الكتاب مكانتهم الخاصة وجاء يدعونا ويدعوهم إلى إخلاص العبادة لله وإفراده بالربوبية , وجاء يدعو إلى حوار مع أهل الكتاب يقوم على الحجة والدليل { ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي احسن } (46 سورة العنكبوت) وجاء يكشف لنا عن وجود المودة عند النصارى خاصة { ولتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا إنا نصارى } (82 سورة المائدة) , وهو الرباط الأصل الذي جاء القرآن ليربطنا به مع أهل الكتاب بعيداً عن أي تعصب ديني أعمى أو أي حقد تاريخي مرفوض , ولقد كان رسول الله يستقبل وفود أهل الكتاب ويحاورهم بالتي هي احسن , وهذا ما جعلنا نؤكد أن مبدأ زيارتك للقدس مرحب به وأن نؤكد في نفس الوقت أن هذه الزيارة كان من الواجب أن تبقى صافية , ولكن مع شديد الأسف فإن الاحتلال الإسرائيلي قد استغل زيارتك للقدس أبشع استغلال ويبدو أن من اصطحبتهم معك من مستشارين لم يحسنوا أن يقدموا لك الرأي الصواب , ولذلك فقد أوقعك الاحتلال الإسرائيلي في أكثر من مأزق :
1. فهو الاحتلال الإسرائيلي الذي أصر أن تنتقل بموكبك من بيت لحم إلى مطار (بن غوريون) بطائرة عمودية أردنية ثم أن تنتقل من مطار (بن غوريون) إلى القدس المحتلة بطائرة عمودية إسرائيلية , وكان بالإمكان أن تنتقل مباشرة من بيت لحم إلى القدس المحتلة بالطائرة العمودية الأردنية , ولكن الاحتلال الإسرائيلي أصر على طريق (بيت لحم – مطار بن غوريون – القدس المحتلة) حتى يبتز منك إقراراً بسيادته على القدس المحتلة , وكأن الدخول إلى القدس المحتلة يبدأ من تل أبيب .
2. أصر الاحتلال الإسرائيلي أن يصحب موكبك بثلاث سيارات حراسة مدنية إسرائيلية اقتحمت المسجد الأقصى المحتل عندما دخلته من باب الأسباط وصعدت إلى سطح قبة الصخرة المحتلة يوم الاثنين الموافق 2014/5/26 , وقد قام الاحتلال الإسرائيلي بذلك عن سبق إصرار حتى يبتز منك إقراراً بسيادته على المسجد الأقصى المحتل وكأنه لا دخول إلى المسجد الأقصى المحتل إلا بإذن من الاحتلال الإسرائيلي .
3. كنا نتمنى أن يعلم مستشاروك وأن يعلموك أن الاحتلال الإسرائيلي قد منع المسلمين من دخول المسجد الأقصى المحتل في صباح زيارتك له يوم الاثنين الموافق 2014/5/26 , وكنا نتمنى عليك أن تعلن فوراً رفضك لدخول المسجد الأقصى المحتل ما دام الاحتلال الإسرائيلي يَدَّعي أنه بسببك قد منع أهله المسلمين من دخوله .
4. لقد لاحظ كل العالم عليك عندما وضعت ورقة في حائط البراق الذي يدعّي الاحتلال الإسرائيلي زرواً وبهتاناً أن اسمه حائط المبكى , ولقد بات الكثير يسألون : لماذا وضعت هذه الورقة وهي ليست من ضمن الطقوس المسيحية أم وقعت تحت ضغوط الاحتلال الإسرائيلي ؟! ليت مستشاريك قد لفتوا انتباهك أنك يوم أن وضعتها وأنت في ضيافة الاحتلال الإسرائيلي فهذا يعني أنك تقر لهم بأن هذا الحائط هو حائط المبكى وليس حائط البراق وتقر لهم بالسيادة عليه , ولا معنى آخر لذلك .
5. ثم واصل مستشاروك صمتهم عندما استدرجك الاحتلال الإسرائيلي وجعلك تقف بخشوع أمام مجسم الهيكل الموهوم الذي نصبه الاحتلال الإسرائيلي بقوة سلاحه قرب حائط البراق , ويبدو أن الاحتلال الإسرائيلي قد تعمَّد تصويرك وأنت على ذاك الحال وتعمَّد أن يبث الصورة في كل العالم لأنه يُفهم من الصورة وكأنك من أنصار بناء هذا الهيكل الموهوم علماً أنك تعلم ومستشاريك يعلمون أن الاحتلال الإسرائيلي يصر على بناء هذا الهيكل الموهوم على أنقاض قبة الصخرة التي تقع في مركز المسجد الأقصى المحتل .
6. ثم إنك زرت فيما بعد قبر هرتسل علماً أنك تعلم أنه المنظر الأساس للمشروع الصهيوني الذي رفع شعاراً قال فيه (نريد أرضاً بلا شعب لشعب بلا وطن) , فهل معنى ذلك أنك توافق هرتسل على تنظيره الذي أدى إلى نكبة فلسطين , وإلا ما معنى هذه الزيارة ؟! .
7. ثم إنك زرت فيما بعد الموقع الذي تُطلق عليه المؤسسة الإسرائيلية اسم (يد واسم) ثم قدّمت اعتذارك عما وقع على اليهود من ويلات في أوروبا خلال الحرب العالمية الثانية وكنا نتمنى عليك أن تقول : إن وقوع هذه الويلات على اليهود في أوروبا لا يعطي مبرراً للمشروع الصهيوني أن يوقع مثل هذه الويلات على الشعب الفلسطيني , لأنك البابا عظيم الفاتيكان , وكل كلماتك محسوبة لك أو عليك , سواء التي قلتها أو التي كان يجب أن تقولها ولم تقلها .
8. وكان من الواضح أنك قدّمت هذا الاعتذار عن سبق إصرار وفي المقابل لم تقدم الاعتذار للشعب الفلسطيني عن دعم أوروبا للمشروع الصهيوني بالمال والسلاح والخبراء والمتطوعين حتى الآن , ثم لم تقدم الاعتذار عن الحروب الصليبية التي كانت بمثابة حرب عالمية شنتها أوروبا على الأمة المسلمة عن سبق إصرار ؟! قبل أن ترتكب أوروبا ويلات الحرب العالمية الثانية .
9. حضرة البابا فرانسيس الأول عظيم الفاتيكان كنا نتمنى عليك ألا يستدرجك الاحتلال الإسرائيلي إلى سلسلة هذه العثرات والأخطاء , وسنبقى مطالبين أن نكشفها , لأن صدورها عنك ليس كصدورها عن أي قسيس في الفاتيكان , فنرجو أن يتسع صدرك لقراءة هذه الرسالة , ونطمع أن نتلقى الرد عليها من طرفكم في أقرب وقت .
باحترام
الشيخ رائد صلاح _ رئيس الحركة الإسلامية
الخميس 2014/6/5
[email protected]
أضف تعليق