أصدر التنظيم النسوي "كيان"، بحثًا غير مسبوق، هو الأول والأوسع من نوعه، تحت عنوان "اتهاك حقوق النساء الفلسطينيات العاملات لدى مشغلين من القطاع الخاص في المجتمع الفلسطيني في إسرائيل"، أسفر عن معطيات مثيرة ومقلقة، استعرضت جوانب بارزة منها، في مقابلة مع "بكرا" المحامية راوية حندقلو، مع شرح الخلفيات والمسوغات.

ومن هذه المعطيات أنّ 88% من النساء الفلسطينيات العاملات في القطاع الخاص يحصلن على أجور تقل عن أجر الحدّ الأدنى في إسرائيل (البالغ 4300 شيكل)، بل إنّ 65% من هذه الفئة يحصلن على أقل من القليل، بكثير: ما بين 5-15 شيكل مقابل ساعة كاملة (بينما الحد الأدنى يراوح (23) شيكل للساعة).

ساكتات قسرًا!

وعن أسباب استمرار واستفحال هذا الواقع المرير، قالت المحامية "حندقلو"، استنادًا إلى البحث، أنّ 85% من العاملات صامتات صاغرات بسبب غياب البدائل، فيما تصرّح 74% من العاملات بأنهن مستعدات لمجابهة المشغلين بشأن حقوقهن "لكن هذا لا يحدُث دائمًا خوفًا من المجابهة مع الأهل والبيئة الاجتماعية القريبة"!

وعن دوافع اختيار العاملات في القطاع الخاص تحديدًا هذا الاختيار جاء على خلفية سيل من الشكاوى حول انتهاكات في الحقوق من اجور وظروف وشروط عمل وكانت في غالبيتها هوية المشغل من المجتمع الفلسطيني في إسرائيل.

من المهم ذكره أن انتهاك حقوق العاملات الفلسطينيات لا يقتصر فقط على القطاع الخاص الفلسطيني في إسرائيل، إنما أيضًا على القطاع الخاص اليهودي، ( 40% من العاملات العربيات متواجدات في القطاع الخاص، و60% في القطاع الخاص).

لا ترحموا المستغلّين!

وناشدت المحامية راوية حندقلو النساء العاملات عدم السكوت عن الظلم والغبن والإجحاف، وعدم الرأفة بالمشغلين الظالمين المستغلين "فإذا بقيت المرأة مستغلة وبائسة الحال في العمل، تبقى بائسة المكانة في المجتمع، والعكس صحيح". وأضافت أن البحث يهدف إلى اكساب النساء العاملات أدوات لمعرفة التعامل مع بيئة العمل وإلى تذويت المجتمع لأهمية عمل المرأة ونيلها حقوقها ليتطور المجتمع ويسير قدمًا، وليتسع خروج المرأة إلى ميادين العمل.

وأضافت في هذا السياق إلى أنّ نتائج البحث أقلقت مؤسسات الحكومة والمسؤولين وقد بادر البعض منهم وتوجه إلى كيان، التي أكدت أنها ستتابع العمل على سُلم الأولويات وعلى أجندة متخذي القرارات.

عيّنة مأخوذة من الواقع

وردًا على سؤال حول الجدل الذي دار حول مصداقية هذا البحث، من حيث عدد النساء اللاتي تم سؤالهن واستجوابهن (عينة مكونة من 27 امرأة) - قالت المتحدثة أنّ هذه العيّنة تعكس جيدًا، بما فيه الكفاية، وضعية وواقع النساء العاملات، حيثُ حرص معدو البحث على الاستناد إلى الخبراء والخبرة، وإلى توزيعة تشمل الفئات العمرية المختلفة والمهن المختلفة، والمناطق المختلفة، بالإضافة إلى الاستفادة من معطيات وتجارب وحقائق مثبتة ومعروفة. 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]