لا أعلم بما اصف الشروط التي يضعها الأرجنتيني ليونيل ميسي على طاولة إدارة ناديه برشلونة لتحسين عقدة، وليس للتجديد معه، فاللاعب مرتبط بعقد مع النادي لسنة 2018، ولكن بعد ثورة الريال على صعيد الأرقام الفلكية التي منحها لمهاجميه، البرتغالي كريستيانو رونالدو، هداف الليجا –الى الآن- والويلزي جارث بيل، الذي تجاوزت صفقة ضمه المائة مليون يورو، فما يطالب به اللاعب من شروط يمكن وصفها على انها تمرد، او تعجيز الإدارة، او الإستخفاف بها، او تصغيرها اما الجماهير، وامامه شخصياً. فلا خلاف ابدأً ان تستشير إدارة النادي لاعب كبير في تعاقداتها، وصفقاتها، وتعرض الأسماء عليه، لأخذ رأيه ومشورته فحسب، ولكن ان يشترط لاعب لتجديد عقده التعاقد مع زميله، والتجديد لزميل آخر، تربطه علاقة صداقة معه، فذاك امر يدعو للسخرية، فمع احترامي وتقديري لميسي، وابداعه، ومستواه الفني، وإن هبط وتراجع كثيراً في العام الجديد باكمله، ليس من حقه إشتراط التعاقد مع مواطنه اجويرو، لاعب مانشستر سيتي الإنجليزي، والتجديد للحارس الإسباني بنتو الذي يرتبط بعلاقة صداقة وطيدة معه، ويُعتبر الصديق الأول لميسي في أغلب سهراته الليلية، فذلك تدخل سافر في شؤون إدارة النادي الكتلوني، ومهما كان وزن اللاعب وقيمته بالفريق، يفترض من اللاعب ألا يتدخل بشؤون النادي الفنية، وان ينأى بنفسه من هذه الممارسات والمطالب، التي لاتليق بلاعب محترف.
على ميسي التركيز في شروطه المنطقية والمعقولة التي طالب بها، قبل ان يقحم نفسه بدائرة السخرية، والإستهجان من جماهير النادي التي ترفض مثل هذه الشروط التعجيزية، وهنا اختلف وانتقد تصرف اللاعب، وشروطه من حيث المبدأ بغض النظر عن حاجة الفريق الفعلية للأرجنتيني اجويرو، او التجديد لحارسه بنتو.

فما طالب به ميسي مسبقاً وما تردد ان الإدارة توصلت لإتفاق معه، هي شروط منطقية ومعقولة، فاللاعب طالب بأن يمتد عقده لغاية 2018, فيما تريد الإدارة التجديد لغاية 2019.

والشرط الثاني ان يحصل اللاعب على ربح الإعلانات والرعاية التجارية التي يقوم بالكامل، فيما ترغب الإدارة بالحصول على نصف تلك العوائد، والشرط الآخر الذي طالب به ميسي هو ان يكون الأغلى أجراً بالعالم، ليتفوق على رونالدو وبيل، ويحصل على 20 مليون يورو سنوياً.

عموماً قد تتحمل إدارة النادي الكتلوني مسؤولية تجاوزات ميسي، فهي من اعطته الضوء الأخضر لمثل هذه الطلبات، فهو من رشح واختار مدرب الفريق الأرجنتيني تاتا مارتينو، خلفاً للراحل فيلانوفا إثر تعذر استمرار قيادته الفريق بعد تردي حالته الصحية، كما يتردد ان الإدارة لم توقع عقد البرازيلي نيما إلا بعد ان موافقة ميسي. عموماً لا نختلف على قيمة البرغوث في المستطيل الأخضر والفارق الذي يصنعه فهو الهداف الأول للبرسا وصاحب الأرقام القياسية العديدة وهو أيضاً من حمل الكرة الذهبية لـ4 مرات متتالية، لكن هل يمنحه ذلك تلك الصلاحيات التي لم تمنح لأساطير من قبله أم أن “ميسي غير”.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]