"وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَىٰ فِي خَرَابِهَا ۚ أُولَٰئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَنْ يَدْخُلُوهَا إِلَّا خَائِفِينَ ۚ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ" قران كريم
لقد أمنا ومازلنا نؤمن بان المس او الاعتداء على أماكن ودور العبادة المختلفة يعتبر جريمة كبرى صاحبها اظلم الظالمين كما بينت الآية الكريمة السابقة . وقد صان إسلامنا العظيم دور العبادة والمقدسات للمسلمين وغير المسلمين وحرم الاعتداء عليها بأي شكل من الأشكال،والتاريخ على ذلك أكبر شاهد .
ولذلك فإننا نرى في مسلسل الاعتداءات المستمر على مقدساتنا الإسلامية والمسيحية على حد سواء، سواء بالحرق او بالكتابات العنصرية التحريضية او بالاقتحام او غير ذلك ،ليس إلا جريمة وإرهابا ينبغي وقفه فورا ، لان عواقبه ستكون وخيمة اذ انه قد يشعل صراعا دينيا مدمرا ،وهو ما لا يتمناه عاقل .
ان تسجيل اكثر من سبعة اعتداءات على مساجد وكنائس فلسطين الداخل(منطقة 48)، ابتداء من حرق مسجد طوبا الزنغرية ومرورا بالاعتداء على كنيسة الطابغة في طبريا ،ثم الاعتداء على مسجد باقه الغربية،وعلى دير العذراء في بلدة رفاة غربي القدس وانتهاء بالاعتداءين الآثمين على مسجدي ابو بكر الصديق في ام الفحم والرحمة في الفريديس ،على يد الجماعة الارهابية التي تطلق على نفسها "جباية الثمن"،ليس امرا اعتيادا بل انه امر فادح وخطير ومخطط من قبل زعماء دينيين ومستوطنين حاقدين يريدون تطهير البلاد من أهلها الشرعيين لينفردوا هم بها،والخطير في الأمر ان هذا المسلسل الإجرامي المتصاعد يحظى على ما يبدو بغطاء سياسي حكومي،وقوات الشرطة والمخابرات مقصرة في وضع اليد على كل أعضاء هذه المنظمة ومنظريها،بدليل تمادي هذه الجماعة في إجرامها وإرهابها.
وإننا في مجلس الأئمة إذ ندين هذه الاعتداءات ونعتبرها أعمالاً إرهابية، تشكل رسالة تهديد ودعوة لترحيلنا، فاننا نرى انها نتيجة فعلية لتصاعد الخطاب العنصري تجاه الفلسطينيين عامة، والفلسطينيين في إسرائيل خاصة، والتي جاءت بصيغة قوانين عنصرية وسياسات تمييزية ترافقها عملية غسل دماغ عنصرية للشارع الإسرائيلي والتربية العنصرية التي تنشرها تصريحات الوزراء بأعلى الهرم الحكومي، والداعية للترانسفير والترحيل وتبادل السكان!وما الانتهاكات والاقتحامات شبه اليومية للمسجد الاقصى الا انعكاس واضح لهذا الخطاب ومن يرعاه.
وبناء عليه نطالب وندعو الى ما يلي:
نطالب الحكومة الإسرائيلية الإعلان عن جماعة "تدفيع الثمن" كجماعة إرهابية والتعامل معها على هذا الأساس مما يفرضه القانون.
ندعو السياسيين اليهود الى تغيير خطابهم العنصري تجاه المجتمع العربي لان هذا النوع من الخطاب يغذي العداء بين العرب واليهود وينمي مثل هذه الأعمال العدوانية.
ندعو رجال الدين اليهود القيام بدورهم في التوعية والتوجيه الرشيد لهؤلاء المتطرفين وأمثالهم،وان ينزعوا الغطاء الديني عن جرائمهم برفضهم لمثل هذه الممارسات التي يترفع عنها المؤمنون.
ندعو أهلنا في الداخل الى مزيد من الوحدة ورص الصفوف في مواجهة هذا الإرهاب وان لا تخيفهم مثل هذه الممارسات.
ندعو أهلنا الى الحذر واخذ الحيطة من كل حركة مشبوهة خصوصا حول المساجد والتصدي لها بحكمة هذا من جهة ،ومن الجهة الأخرى عدم الانجرار وراء ردود فعل غير عقلانية أو محسوبة،فمنهجنا يختلف عن منهجهم،وطريقنا ليس طريقهم.
نطالب الشرطة وأجهزة الأمن الإسرائيلية ان يتعاموا مع هؤلاء المجرمين بيد من حديد كما يتعاملون معنا-نحن العرب- لو كان الفاعلون منا.ونحملهم المسؤولية كاملة عن كل ما يمكن ان يترتب على عجزهم من نتائج وردود فعل.
حفظ الله مقدساتنا من كل شر وسوء
والخزي والعار للمتطاولين عليها
[email protected]
أضف تعليق