أمضتْ ازدهار ما يُقارب الثلاثين عامًا، تعمل مُوّلدة " داية"، متنقلة من مستشفى إلى آخر، وازدهرتْ معها حياتها المهنية وتطورتْ في هذا المجال.

إذ أفنتْ الكثير من أجل راحة النساء الحوامل والوالداتْ حديثًا، وإعطائهن النصائح، وتثقيفهن بالمعلومات الخاصة بفترة الحمل والولادة وما بعد ذلك، سواء في مُستشفيات الناصرة أو خلالها مكوثها في هولندا مقر سُكناها الحالي، حيثُ عملتْ أيضًا مُثقفة ولادة.

لم تتوقع ازدهار قبل سنتين، حين عادتْ من هولندا من أجل العمل على رفع الوعي لدى النساء الحوامل وتوجيههن، باختيار أسلوب وطريقة الولادة الأكثر أمنًا وصحة لجسدها ونفسيتها، تسلُم قرار فصلها بعد مرور خمسة أشهر من توظيفها، لم يكُن هُناك سبب يقنعها بهذا القرار، وحين سألتْ عن السبب كان ردُّ مديرتها " لديك قُدرة على التواصل وتأثير نفسي مع النساء وعليك أن تستغليها بشكل جيد"، لم تُدرك مديرتها أنها كانت الشرارة الأولى لنقطة التحول في حياة ازدهار، التي لم تتعثر أمام هذا الفصل بل انطلقت نحو بداية حياة مهنية جديدة، وحوّلت محنتها إلى منحة غيرتْ حياتها إلى الأفضل.

مُدربة تنمية بشرية للمرأة العربية في هولندا..

حين عادتْ ازدهار لحياتها في هولندا، قررتْ أقامتْ منتدى نسائي في بيتها، للتمنية البشرية، الذي جمعتْ فيه نساء عربيات من مختلف الجنسيات العربية، ومن خلاله تعمل على تُعزيز مكانة المرأة، وهكذا تُساعد آلاف النساء بدل من أن تكون حصرًا على مجموعة مُعينة من النساء، من خلال محاضرات التنمية البشرية التي تقوم بها،مُشيرة أن التنمية الذاتية بشكل عام هي استثمار الإنسان في نفسه، وأكدتْ أنها تميل إلى المرأة كونها عملتْ مُوّلدة لأكثر من ثلاثين عامًا، وأدركتُ من خلال عملها أن للمرأة قُدراتٍ جدًا عظيمة، وعليها أن تستغل قُدراتها.

كما وتحدثتْ ازدهار عن إصرارها لتحدي كل الصعوبات والحواجز، وذلك عزمها وإرادتها بتخطيها، فرغم سنها المتقدمة، استطاعتْ أن تتخطى حاجز اللغة وكما هو معروف اللغة الهولندية ليست بالسهلة، كما وأنها نجحت في التأقلم بمعيشتها والحصول على عمل، ولم تنس دعم زوجها لها في تخطي ذلك.

وعن مشاريعها المستقبلية قالتْ: أنها أتت بزيارة إلى البلاد من أجل تنظيم فعاليات خاصة بمكانة المرأة وتعزيز ثقتها بنفسها، في مدينة شفاعمرو، الأول عبارة عن أمسية نسائية يوم الثلاثاء 29 نيسان، والمشروع الثاني هو أمسية اسمها " الولادة بالحُب والتربية بالحُب"، وهي مخصصة للنساء الحوامل ورجالهم، مطلع الشهر المقبل.

وفي النهاية أسدتْ ازدهار بنصيحتها للمرأة العربية " إذا في أي امرأة ناجحة تصدر نجاحها إلى العالمية أو على الصعيد المحلي، تأكدي بأنه بإمكانك أنت أيضًا أن تكوني ناجحة، ونصحتها أن يكون لديها سلامًا مع نفسها، وأن تكون ذاتها، فحين تكوني ذاتك تُبدعين وتنجزين وتنجحين.
 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]