صادف يوم امس الثاني من نيسان يوم التوحد العالمي، وقد وصلت حالات التوحد في المجتمع العربي في البلاد مؤخرا الى حوالي 3000 حالة، ويُعد التوحد من أشد وأصعب إضطرابات النمو، وتأثيره ليس فقط على الفرد بل على أسرته أيضا لما له من تأثير على النمو والتفاعل والتواصل الإجتماعي والأدراك الحسي والتفاعلي.
مرض التوحد
التوحد تعني العزلة او الانعزال وهو حالة مرضية تنتج من اضطراب في الجهاز العصبي مما يؤثر على وظائف المخ في مجال الحياة الاجتماعية ومهارات التواصل ، وهو لا يعني فقط الانعزال والانطواء بل عادة ما يواجه الاشخاص المصابون بالتوحد صعوبات في مجال التواصل غير اللفظي والتواصل الاجتماعي وصعوبات في الانشطة الترفيهية.
مراسل "بكرا" تجول اليوم في بيت الورود حيث البيت الدافئ للتوحديين والتقى مع مديرة النزل شيرين فرح ومع سعيد صبح والد بيان الذي يعاني من هذه الحالة، وكذلك تجولت عدسة "بكرا" في محل تشغيلهم لترصد العدسة مشهدا متدفقا من الاحاسيس والمشاعر الإنسانية
نحتضن حالات التوحد من جيل ثماني سنوات
تقول شيرين فرح في حديثها لموقع "بكرا": نستقبل في هذا المركز حالات التوحد من جيل ثماني سنوات، والاستقبال يتم من خلال بعض المؤسسات كالرفاه الاجتماعي، ونستقبل حالات متنوعة من التوحد، فهناك حالات صعبة واخرى اسهل، لا شك ان التعامل مع هذه الحالات وخاصة على العائلة ليست بسهلة مطلقا، فالمصاب بحالة التوحد لا يجيد التعبير واللفظ الكلامي في اغلب الاحيان.
وأضافت: في هذا البيت نستقبل حالات التوحد من جميع القرى والمدن العربية، ونقدم الخدمات لهؤلاء الاطفال منذ صغرهم من خلال علاج نفسي وصحي متكامل، بالاضافة الى الفعاليات الترفيهية، ويمكن القول ان التواصل مع هؤلاء الاطفال يتم من خلال الصور.
يُشار إلى أن الطفل يتعلم بمدرسة خاصة حتى الساعة الرابعة بعد الظهر، وبعد الدوام يعود الى بيت الورود حيث نتواصل معه على مدار ساعات حتى تحين ساعة نومه- قالت فرح .
ظاهريا لا يمكن تمييز المتوحد عن الطبيعي
وحول الفرق بين المتوحد والطبيعي تتابع فرح: لا يمكن اكتشاف الحالة وهو جنين، وحتى بعد الولادة لا يمكن معرفتها وتنجلي الحقيقة الدامغة بعد سن سنة او سنة ونصف، فالطفل المصاب بحالة التوحد لا يعبر ولا ينطق كسواه من الاطفال بالاضافة الى حالة العزلة المطلقة ومزاجه العصبي، لكن ظاهريا لا يمكن تمييز الطفل المصاب بهذه الحالة عن غيره. نحن نرعى هؤلاء الاطفال من جيل ثمان سنوات كما اسلفت حتى جيل 21 سنة، بعد ذلك يتم نقلهم الى مركز التشغيل وهناك يعمل هؤلاء الشباب في اعمال يدوية وفنية مختلفة.
وأشارت فرح الى ان المصاب بحالة التوحد لديه ابداعات، فمثلا الشاب بيان صبح يهوى الموسيقى كثيرا ويختص بايقاعات خاصة واخر مبدع في الرسم .
رسالة مجتمعية
وختمت فرح حديثها متوجه برسالة الى مجتمعنا العربي وخاصة العائلات التي تعاني من طفل لديها بهذه الحالة قائلة: لا شك ان هذه الحالة لها تداعيات ليست سهلة على حياة العائلة، لكن على العائلة ادراك الحالة والتكيف معها بدون ان يتأثر باقي الاطفال في البيت، فالطفل المتوحد بحاجة الى رعاية دائمة وعلى العائلة مراعاة مشاعر الاطفال الاخرين في العائلة والاهتمام بهم بنفس القدر.
سعيد صبح والد بيان
ويقول سعيد صبح والد بيان (22 عامًا) المُصاب بهذه الحالة: في البداية لاحظنا ان بيان لا يتعاون معنا، ولم يكن ينظر الينا، والتعبير يكاد يكون صعبا للغاية وكثير البكاء، ومن هنا بدأت مرحلة العلاج حتى اكتشفنا انه يعاني من التوحد، في البداية لم تكن لدينا خلفية ومعلومات عن هذه الحالة، لكن بعد ادراكنا بالحالة صدمنا كثيرا، ومن ثم انتقل بيان للدراسة في مدرسة خاصة للتوحديين في الناصرة حتى جيل ثماني سنوات لينقل بعدها الى هذا المركز في شفاعمرو.
وتابع الوالد: لا شك ان العائلة عانت كثيرا في البدايات بسبب جهل هذه الحالة والتعامل معها بالاضافة الى سلوكيات بيان غير المفهومة، لكن يمكن القول اننا تكيفنا مع هذه الحالة واليوم يمكن القول ان هذا النزل يقوم بعمله على اكمل وجه، ونحن نثمن دوره عاليا....شاهدوا الفيديو
[email protected]
أضف تعليق