شهدت مدينة اللد يوم السبت الماضي، 15.03.2014، أمسية شعرية موسيقية تحت عنوان "مكان"، في قاعة مدرسة العلوم والتكنولوجيا الثانوية العربية (أورط) بحي المحطة.
نظم الأمسية موقع "قديتا نت" الثقافي بالتعاون مع مركز "مساواة" بحيفا، في إطار موسم "آذار الثقافة 2014"، وقد شارك فيها العشرات من أبناء المدينة، خصوصًا الجيل الشاب، برز من بينهم الأسير المحرر مخلص برغال.
المكان شعرًا وموسيقى
استضافت الأمسية عددًا من الشعراء والشاعرات الذين قدموا قصائد تتمحور حول عنوان الأمسية وموضوعها، تناولت "المكان" من منظوراتهم الشخصية والإبداعية الشعرية، فتعدد لديهم ما بين الذاتي والجماعي، الخاص والعام، الضيق والفسيح، الفلسطيني والعربي والكوني العالمي، وأيضًا المتخيّل الغرائبيّ. أما الشعراء فهم: أسماء عزايزة من دبورية (ألقت نصوصًا من سيرة وشعرِ رحلةٍ قيد النشر)؛ وشيخة حليوى من يافا (ألقت: للعيد في يافا قصّتان، وعلى مرمى الحلم)؛ وعلي مواسي من باقة الغربية (ألقى: الذباب الأزرق، ومزاد، ومكان، وشارع الرينبو)؛ ومحمود أبو عريشة من الفريديس (ألقى: قيامة أبدية، ولدي من يهتم، وغياب قصير، وأفكر باليرموك)، وهزار يوسف من دبورية (ألقت: مدينة العشق الممنوع من البث، وأنام على قلبي المنتفخ، وهذا الكوكب مكانٌ خرائي، وأنت الذي جلست معي ذات مرة، وحالة افتراضية).
واستضافت الأمسية أيضًا الموسيقيين نزار الخاطر (اللد – بيانو) ونور دراوشة (الناصرة – غناء)، الذين قدما وصلة موسيقية غنائية تضمنت أربع أغنيات حول "المكان" والشعر، هي: "وطني" (فيروز)، و "لبيروت" (فيروز)، و"ورق" (أمل مرقص)، و"حلوة يا بلدي" (داليدا).
لماذا "مكان"؟
وقد جاء في كلمة الأمسية الافتتاحية التي قدمها الشاعر علي مواسي بعنوان "لماذا مكان؟"، حديثٌ عن حضور المكان وتجلياته في القصيدة العربية وعلاقته بها وبشعريتها منذ الوقوف على الأطلال وتعليقها على جدران مكانه الأقدس، الكعبة، انتهاءً بالأماكن وتفاصيلها وملامحها في انتفاضات وثورات الشعوب العربية التي حضرت بقوة في الشعر العربي الحديث خلال السنوات القليلة الماضية؛ بالإضافة إلى حجم حضور القصيدة الكبير في كافة مواد حياته من عمارة، وفنون، وأثاث، وأدوات حرب، وزينة، بل وحتى في الثياب وغيرها.
وأنشد مواسي مقطعًا من قصيدة الشاعر العراقي الكبير، محمد مهدي الجواهري، التي كتبها إثر زيارته لفلسطين في أربعينات القرن الماضي، واصفًا يافا واللّدّ التي حطت طائرته في مطارها قدومًا من بغداد، لينتقل بعد ذلك للحديث عن النكبة وتبعاتها وأثرها في تشكيل المكان وحضوره في فنون الفلسطينيين وآدابهم المختلفة، وخصوصًا الشعر.
النص حدثًا قائمًا بذاته
وحول تنظيم الأمسية والغاية منها جاء: "هي واحدة من سلسة أمسيات أدبية فنية يبادر إليها مهتمون ومحبون للمجال، تجمع بين الحديث المتناصِّ مع الموروث، وتقدم أسماء من أجيال مختلفة لتتعارف وتتواصل، وتكشف عن طاقات إبداعية كامنةٍ جديدة، تتخذ كل واحدة منها ثيمةً مغايرة تتمحور حولها النصوص"؛ وجاء أيضًا: "يراد لهذه الأمسيات أن تؤكد على أن النص يمكنه أن يكون حدثًا قائمًا بذاته، يقدم مقولة ورؤية وموقفًا في قالب جمالي، لا على هامش حدث سياسي، أو اجتماعي، أو ثقافي عام، كما هو متبع في المشهد الثقافي الفلسطيني عادة."
يذكر أن موسم "آذار الثّقافة 2014"، والذي يقوم عليه مشروع "الحقوق الثقافية" في مركز "مساواة"، ينظم بالتعاون مع قرابة الأربعين مؤسسة أهلية وثقافية وبلدية في الداخل الفلسطيني، ويشهد أكثر من ستين حدثًا ثقافيًّا في أكثر من ثلاثين بلدة ومدينة عربية على شرف اليوم الوطني للثقافة الفلسطينية ويم الأرض الخالد.
[email protected]
أضف تعليق