صدر هذه الأيام المؤلف الثامن للكاتب سعيد نفاع إصدارا خاصّا وهو مجموعة قصصية، يقع الكتاب في 116 صفحة ويضم 12 قصة قصيرة وحكاية، أربع منها من دفاتر الكاتب القديمة تعود ولادتُها للعقود الأخيرة من القرن الماضي، وكانت نُشرت في الصحف والمجلات المحليّة، وقدّ ضمّن الكاتب كتابه بدلا للمقدمة مقالا نقديّا تحت عنوان "ملاحظات قاريء...النقاد الأوائل- بين الإفراط والتفريط".
أما في الإهداء فقد جاء:
"إلى أمهات وزوجات وبنات وأخوات تزغردن نهارا فوق أجساد باردة وداعا،
وإذا ما جاء الليل تبللن الوسائد دموعا مع ذكريات دافئة فراقا...".
وقد أطلق الكاتب على المجموعة عنوان "ناصية القصص" فيها، القصة الأولى في المجموعة : محكمة سيدي بوزيد (سمائيّة البوعزيزي)، والتي اقتطف الكاتب منها وعلى الغلاف الأخير:
"حامت روح محمد بوعْزيزي في سماء سيدي بو زيد وانضمت إليها تباعا أرواح العشرات، عجز آذن المحكمة رغم قدرته السماويّة عن حصرها بدقة، لكنه وكواجبه المنوط به أراحها في ردهة فيها كل وسائل الراحة، ولكلها دون تمييز، بغض النظر عمّا يمكن أن يسفر عنه القرار المنتظر في حقها من المحكمة المنعقدة تباعا.
الضغط عليها في العقود الأخيرة زاد، فالأرواح تنهال عليها بالمئات لا بالآلاف آتية على الغالب من فلسطين وأفغانستان والعراق والصومال وبكثرة، والآن وعلى غير انتظار من تونس. كثيرة هي الأرواح الآتية محملة بدعاء "شهداؤنا في الجنة وقتلاهم في النار" مما أضاف على الضغط ضغطا.
القرارات في مصير هذه الدّفعات صعبة على غير المألوف ورغم أنها ليست الدفعات الأولى ولن تكون الأخيرة بدء بصفين والجَمل. استدعى الأمر في الكثير من الأحيان تدخل سيّد القضاة رغم أن قدرات قضاته ورئيسهم قاضي القضاة لا حدود لها إلا تلك النابعة من إرادة سيّد القضاة، تأتي هكذا دون سابق علم كأنْ تصل الأروقة تزامنا أرواح من كربلاء وأخرى من رصافة بغداد وبعض تلك زهقت بيد تلك والأخرى زهقت بيد الأخرى وتلازما".
[email protected]
أضف تعليق