تشهد بلدات الدّاخل الفلسطينيّ، ومنذ مطلع شهر آذار، فعاليّات وأنشطة ثقافيّة مكثّفة ومتعدّدة في إطار موسم "آذار الثّقافة 2014"، والّذي يُطلقه ويُشرف عليه مشروع "الحقوق الثّقافيّة" في مركز "مساواة" بحيفا للسّنة الثّالثة على التّوالي، وذلك على شرف اليوم الوطنيّ للثّقافة الفلسطينيّة، ويوم الأرض الخالد، واليوم العالمي لمناهضة العنصرية، ويوم المرأة.
أكبر تظاهرة في الداخل الفلسطيني
ويُعتبر موسم "آذار الثقافة" أكبر تظاهرة ثقافية وفنية فلسطينية تشهدها البلاد، إذ يُنظّم في إطاره هذا العام، كما في أعوام سابقة، 56 حدثًا ثقافيًّا، في 26 بلدًا، بين الجليل والمثلث والنقب، تشارك في تنظيمها أكثر من 40 مؤسسة أهلية، وثقافية، وبلدية.
تتنوع أحداث هذا الموسم لتشمل كل حقول الفنون المتاحة، من أدب، وسينما، ومسرح، وتصوير فوتوغرافي، وموسيقى، وفنون تشكيلية، وعروض كوميدية، ومحاضرات، ورحلات ثقافية، وحلقات حوارية، ومعارض كتب، وتطريز ، وخط عربي، وورشات، وبازارات ثقافية، ودون ذلك.
دعمًا للطاقات الإبداعية والثقافية في الداخل الفلسطيني
وتعتمد هذه الأحداث في غالبيتها العظمى على الإبداعات والإنتاجات الفلسطينية، دعمًا للطاقات الفلسطينية، وخصوصًا المقيمة في الداخل الفلسطيني، خاصةً في ظل غياب المؤسسات الداعمة، وغياب وزارة ثقافة، أو هيئة ثقافية عليا راعية، تساند الفنانين والمبدعين والمثقفين، والمؤسسات العاملة في المجال الثقافي؛ وأيضًا في ظل سياسات الاجتثاث والطمس والتمييز العنصري التي تنتهجها المؤسسة الإسرائيلية ضد الثقافة العربية الفلسطينية.
يمنح موسم "آذار الثقافة 2014" مساحات ومنابر حرة ومتعددة للمبدعين والمثقفين ليعرضوا إنتاجاتهم وإبداعاتهم، متواصلين مع أكبر شريحة ممكنة من الجمهور، وهو يشدد على الحضور الشبابي في الأحداث المنظمة.
سلمان ناطور: الثقافة فعلٌ مقاومٌ بامتياز
وحول "آذار الثقافة 2014" يقول الأديب سلمان ناطور، الذي يشرف على مشروع "الحقوق الثقافية" في مركز "مساواة": "رسالتنا في ’آذار الثقافة 2014‘ هي نقل خير ما في ثقافتنا إلى العالم وخير ما في ثقافة العالم إلينا، وأنه أينما تحضر الثقافة تهرب الهمالات، وأن المكتبة العامة يجب أن تكون بيتًا للكتاب والكاتب أيضًا، وأن يجب علينا النظر إلى الماضي لنرى المستقبل أوضح، وأنه لا لمقولة ‘لا نبي في وطنه’، بل نعم لمقولة: ’لا يخرج نبي إلا في وطنه‘، هذه هي شعاراتنا في هذا الموسم."
وأضاف: "لقد حان الوقت لنقل الثقافة من الهامش إلى المركز، فالثقافة ليست فعلًا للتسلية والترفيه فقط، هذا واحد من أدوارها، لكنه ليس الدور الوحيد، إذ أن الثقافة فعل لصياغة الهوية ونشر القيم الإنسانية، ولرسم واقع بديل أفضل من الواقع الراهن. وإذا كنا نطمح لأن نعيش في واقع أفضل وأجمل وأرقى، فهل يمكن الوصول إلى ذلك بغير الثقافة؟ الثقافة فعل مقاومة بامتياز، مقاومة الظلم، والقمع، والاحتلال، والجريمة، والتخلف، والفقر، والتعصب القبلي العقائدي، والخطايا الصغرى والكبرى."
كُتَيّبٌ، ونشرةٌ، وموقع
وقد أصدر مشروع "الحقوق الثقافية" في إطار موسم "آذار الثّقافة 2014"، كُتَيّبًا يضم كافة الأحداث ومواقعها، ومواقيت انعقادها، والجهات المنظمة لها، وشرحًا مختصرًا لمضامينها، بدأ بتوزيعه في كافة البلدات العربية.
وأصدر المشروع أيضًا نشرةً في 56 صفحة، عنوانها "ثَقافَتُنا – الواقع الثقافي في الداخل الفلسطيني عام 2013"، حررها علي مواسي، عضو طاقم المشروع، وهي تضم عشرة مقالاتٍ وتقارير، كتبها عددٌ من المختصين والعاملين في الحقول الثقافية والفنية المختلفة.
ومن المزمع خلال الأسبوع القادم إطلاق موقع "منصّات ثقافيّة"، وهو موقعٌ يرصد الحراك الثقافي الفلسطيني في الداخل خصوصًا، وفي مجمل فلسطين التاريخية عمومًا، وهدفه تقديم الخدمات الثقافية والإخبارية للأفراد والمؤسسات.
يُذكر أن مشروع "الحقوق الثقافية" تركزه عرين عابدي منذ عام 2011، وأنه مدعوم من الاتحاد الأوروبي، وأن موسم "آذار الثقافة 2014" يُنَظّم بالتعاون مع جمعيّة "المشغل – الجمعية العربية للثقافة والفنون"، و"الرواد"، و"اللجنة القطرية لرؤساء السلطات المحلية العربية"، و"منتدى الجمعيات الثقافية"، و"فلسطينما – مجموعة سينمائيين عرب"، و"شقحة".
[email protected]
أضف تعليق