كشف سكرتير الحركة الأسيرة في الداخل الفلسطيني (الرابطة) ايمن حاج يحيى مؤخرًا النقاب على ان جلسة عقدت بينه وبين وزير الاسرى والمحررين في الحكومة الفلسطينية عيسى قراقع وعدد من قيادات الصف الاولى في القيادة الفلسطينية تم إعلامهم من خلالها على أن هنالك مؤشرات سلبية تتعلق بإطلاق سراح أسرى الداخل الفلسطيني القدامي، ضمن الدفعة الرابعة.
" مؤشرات سلبية من الجانب الإسرائيلي"
وفي حديثٍ مع الحاج يحيى، قال: هنالك اجتماعات دورية تتم كل اسبوع مرتين لمتابعة قضايا الاسرى بشكل عام وقضية اسرى الداخل القدامى المنتظر الافراج عنهم في الدفعة الاخيرة بشكل خاص. اللقاء الأخير كان ضمن هذه اللقاءات الدورية وهدف إلى متابعة ما وصلت اليه الامور، وللاسف هناك مؤشرات سلبية من الطرف الاسرائيلي، علمًا انه كان هناك اتفاق فلسطيني اسرائيلي برعاية امريكية ان يتم الافراج عن 104 اسرى، من الذين اعتقلوا قبل اوسلو في العام 1993، على دفعات، مقابل عدم ذهاب السلطة الفلسطينية لمحكمة الجنايات الدولية ضد اسرائيل لمدة 9 اشهر، وهذا الاتفاق غير مرتبط بالمفاوضات".
" اسرائيل تحاول التنصل من هذا الاتفاق"
وقال الحاج يحيى: نذّكر أن اسرائيل رفضت الافراج عن أسرى الداخل القدامي ضمن الـ3 دفعات الأولى، وابقتهم للدفعة الاخيرة، التي من المقرر ان تكون في 29 من الشهر الجاري. وكان قد تم الافراح عن حوالي 76 اسيرًا وبقي حاليا من هذه القائمة (الـ 104- المحرر) حوالي 30 اسيرًا جميعهم محكومين بالمؤبدات امضوا ربع قرن فما فوق داخل السجون وهناك من امضى 31 عامًا. في الايام الاخيرة نلمس أن هناك محاولة اسرائيلية للتنصل من هذا الاتفاق، وذلك واضح للعيان والقيادة الفلسطينية والطرف الامريكي.
" حملة ميلاد ستكون بداية التحرك الاولي..."
وعن رد الفعل لهذه المُماطلة والتهرب الإسرائيلي والإعلان عن حملة "ميلاد" والتي تبدأ بسلسلة مظاهرات غدًا السبت قال الحاج يحيى: بحال لم يستجيبوا لمطالبنا ولم يفرجوا عن الاسرى، كما أتفق، سيكون هناك ردًا شعبيًا وردًا رسميًا اتفق مع الرئاسة الفلسطينية عليه. بالنسبة للرد الشعبي فقد اطلقنا حملة من الفعاليات، اطلقنا عليها اسم ميلاد، وميلاد هو الابن الافتراضي للاسير وليد دقة الذي يحلم ان يتحرر منذ 27 عامًا ويتمم زواجه وينجبه، تيمنا بهذا الاسم، وليكون ميلاد متجدد لكل الاسرى المغيبين لمدة 30 عاما وراء القضبان، أعلنا أن يوم السبت سيكون بداية التحرك، وهذا تحرك أوليّ، التظاهرات ستكون في 11 موقعا في الداخل وفي موقعين بغزة وموقع برام الله (بجانب دوار المنارة)، وعلى الاقل حاليا في مدينتين في ايطاليا، وما زال الاعداد لتظاهرات اخرى في مدن اوروبية وعربية مختلفة قيد المعالجة، جميع المظاهرات تتم في نفس الساعة الـ 15:30.
" سنفعل كل ما يلزم لإلزام الحكومة الإسرائيلية على تنفيذ الإستحقاق"
وأضاف: يلي هذا النشاط نشاطات اخرى مواجه لسياسات الإحتلال. هنالك احتمال ان نضطر للتصعيد في فعاليات نوعية وكمية، ونؤكد في هذه الحالة أنه لا يوجد سقف للاحتمالات التي وضعناها ولا حدود، سنفعل كل ما هو مطلوب منا، وما يجب ان نفعله، من اجل الزام الحكومة الاسرائيلية، لتنفيذ استحقاها. من جانب اخر فان القيادة الفلسطينية وعدتنا في الثلاث لقاءات، والوعد كان على لسان السيد الرئيس ابو مازن، انه وبحال اخلت اسرائيل في الاتفاق ورفضت الافراج عن اسير واحد وليس الـ14، فان السلطة الفلسطينية لن تلتزم بأي اتفاق وستوقف المفاوضات ايضا، وعمليا ستقلب الطاولة السياسية وستتوجه السلطة مباشرة الى محكمة الجنايات، ونحن راضون عن هذا الموقف الفلسطيني لانه ليس بالبسيط مقابل الضغوطات التي تمارس على السلطة الفلسطينية.
" ليس لدينا موقف رسمي من المفاوضات وبجعبتنا الكثير الكثير"
واوضح قائلاً: هناك نقطة يجب ان نتحدث عنها وهي موقف الرابطة من المفاوضات، نحن كرابطة غير معنيين بالجانب السياسي من المفاوضات، فتلك من صلاحيات الاحزاب والحركات، نحن نتعاطى مع المفاوضات فقط من المنظور الجزئي لتحرير الاسرى فقط لا غير، قد نكون مع او ضد كافراد ولكن ليس بالمفهوم الكلي والرسمي للرابطة. مسألة تاييد ومعارضة الحل السياسي هي مسالة اخرى، القيادة الفلسطينية الرسمية تعهدت لجميع الاسرى بما فيهم اسرى الداخل بشكل واضح لا يقبل التأويل، اما إطلاق سراح كل الاسرى بما فيهم اسرى الداخل، وللتوضيح العودة لبيوتهم وليس ابعاد وليس نفي ولا تحت اي سقف من الشروط التعجيزية، واما قلب الطاولة وقف العملية السياسية، والتوجه المباشر الى المم المتحدة ومحكمة الجنايات، والغاء كل ما تم التوصل اليه حتى الان، هذا موقف نتمنى ونطالب السلطة الفلسطينية ان تستمر بالتمسك به في حال الاخلال، ونحن على الجانب الشعبي لدينا في جعبتنا الكثير والكثير من التحركات. يوم السبت سيكون تحرك اولي سيتفاجأ الطرف الاسرائيلي من مدى التفاف الشارع الفلسطيني في الداخل او في الضفة او في القطاع او حتى في انحاء العالم ككل حول قضية الاسرى، وكما قلت لن يكون سقف او حدود لطبيعة ونوعية الفعاليات".
" ابتزاز اسرائيل مرفوض، والاتفاق يقضي بالافراج عن الاسرى وعدم ابعادهم او نفيهم"
ومضى يقول:" في الدفعة الحالية هناك 30 اسيرًا كما ذكرت بدياة حديثي، من قائمة الـ 104، يشمل 14 اسرى من الداخل، نحن بالرابطة مكلفين بمتابعة قضية الـ14 تحديدًا، لا يوجد تفضيل لاسم دون اسم، جميعهم كما ينص الاتفاق اسروا قبل اتفاقية اوسلو، ونحن نطالب باطلاق سراح كجزئية واحدة غير منفصلة، لا نقبل الافراج عن 7 منهم او 3 منهم أو إطلاق سراح الجميع وابعاد اسيرين. نحن نتوقع ان تحاول اسرائيل تجزئة القضية، ستحاول افراغ الاتفاق من مضمونه وفق شروط تعجيزية، ما اعرفه وليس بشكل رسمي، ان اسرائيل تخرج كل يوم باشتراط جديد تحاول ان تبتز الطرف الفلسطيني والامريكي حول قضية الـ14. فـ يوم تطرح جزئية الاعتراف بيهودية الدولة مقابل الافراج عنهم، يوم شرط تمديد المفاوضات، يوم شرط توقيع اتفاق اطار، كل يوم تطرح طرح جديد مقابل الافراج عنهم، لدرجة انني بت اشعر بان الطرف الاسرائيلي لا يعلم ما الذي سيطرحه في المرة القادمة، اسرائيل تعي ان اسرى الداخل مهمين للفلسطينيين لذلك فانها تحاول ابتزازهم قدر الامكان، هذا الابتزاز مرفوض.
" واثقون من النصر ومستعدون للمعركة"
وأضاف:" واثقون من اننا سننتصر في هذه المعركة سواءً في 29 الشهر الجاري او بعد ذلك، ليس هناك اي مسوغ قانوني او سياسي او اي مسوغ اسرائيل تستطيع ان تبرر احتجازها. في السابق اسرائيل افرجت عن تنظيم سري يهودي بدون اي سبب. العشرات من المعتقلين اليهود الذين ادينوا بقتل مواطنين عرب مدنيين، فقط لانهم عرب افرجت اسرائيل عنهم بعد عام او عامين رغم انهم حكموا بالمؤبد. قاتل الثمانية العرب في مجزرة عين قرا يقضي اسبوعًا في السجن وآخر في الخارج في اجازات وتزوج وهو اسميًا سجين. مع هذه المعلومات بأي حجة ستبقيهم اسرائيل؟ اذا اصرت حكومة الاحتلال على ابقائهم فانا ابشرها، ان جاز التعبير، بمعركة شعبية كما قلنا سابقا قد يعرفون اين تبدأ ولا احد يعرف كيف تنتهي".
" اسروا من اجلنا... وهناك للاسف من ينشغل عنهم في الاحزاب السياسية"
وعن رسالة الاسرى قال: رسالة الاسرى للقيادة الفلسطينية التوصل على ما اتفق عليه بما وعدت به القيادة الفلسطينية والتزمت به، ورسالتهم الى القوى والشعبية والوطنية والسياسية ان يلازموهم بهذه المعركة، هؤلاء اسروا من اجلنا ضحوا بزهرة شبابهم من اجلنا، جاء الوقت ان نقف معهم بالقضية التي اصلا هي قضية الجميع وليس قضيتهم، هي قضية وطنية يجب ان تلتزم كل القوى والاحزاب، للاسف مؤخرًا هناك انشغال في الاحزاب السياسية في الداخل ببعض القضايا على حساب قضية مصيرية مثل الاسرى، والوقت يمر، لدينا ثلاث اسابيع لنخوض هذه المعركة، ولإرغام الطرف الاسرائيلي بالالتزام بالاتفاق".
[email protected]
أضف تعليق