شهدت مدينة الطيرة، مساء السبت الأخير، مشاركة حاشدة، في حفل تأبين القائد الشيوعي والمناضل الوطني طيب الذكر محمد عبد الكريم منصور، أبو العبد.
وكان المئات من أبناء المدينة من ممثلي كافة الهيئات والحركات السياسية فيها ومن سائر أنحاء البلاد، قد لبوا دعوة لجنة التأبين المكونة من بلدية الطيرة، فرعي الحزب الشيوعي والجبهة في المدينة وآل الفقيد.
افتتح الحفل، السكرتير العام للشبيبة الشيوعية، الرفيق أمجد شبيطة، مرحبا بالحضور "حيث يجمعنا الفقيد بحسن ذكره وخلود إرثه برسوخ جذره، وطيب ثمره.."
ومن ثم تم عرض فيلم خاص بالمناسبة، قام بإنتاجه فرع الحزب الشيوعي في الطيرة، تخليدا لذكرى الفقيد، إلى جانب إصدار كتيب "حادي المسيرة" الذي يوثق أهم المحطات الكفاحية في حياة القائد الباقي فينا، علما أن الفقيد كان قد مثل جبهة الطيرة في مجلس البلدة المحلي طيلة عشرين عاما وأشغل مهام القائم بأعمال رئيس البلدية الأسبق كما أنه أشغل عضوية اللجنة المركزية في الحزب الشيوعي.
الكلمة الأولى كانت لرئيس بلدية الطيرة، المحامي مأمون عبد الحي، الذي أبى إلا أن يقطع إجازته المرضية لمشاركة ذوي الفقيد في حفل التأبين هذا، وعدد عبد الحي مناقب الفقيد ودوره الهام بقيادة بلدية الطيرة، ليس فقط، في الماضي حينما أشغل عضوية المجلس البلدي ومهام القائم بأعمال رئيس البلدية الأسبق، إنما حتى الأيام الأخيرة من حياته حيث أصر دوما على تقديم المشورة لإدارة البلدية.
عبد الحي، أبلغ الحضور عن قرار المجلس المحلي بالإجماع بتخليد ذكرى الفقيد من خلال إطلاق اسمه على مركز العلوم والفنون في الطيرة (إشكول بايس) ليصبح اسمه "مركز محمد عبد الكريم منصور للعلوم والفنون" وقد لاقت هذه البادرة حسن الاستقبال من المشاركين.
الرفيق عادل عامر، سكرتير منطقة المثلث الجنوبي في الحزب الشيوعي، ألقى كلمة تطرق فيها إلى معرفته الشخصية بالفقيد وهو صاحب دور مركزي بالعمل الدؤوب على تحدي السلطة وإحياء ذكرى مجزرة كفر قاسم الرهيبة.
عامر أشار إلى ما تميز به الفقيد من وضوح بالرؤى والتزام متفان وشدد على أهمية توثيق السير الذاتية للمناضلين الشيوعيين من الرعيل الأول لما فيها من عبر للأجيال القادمة.
المربي والكاتب تميم منصور، أشار في كلمته إلى جرأة الفقيد الذي اختار منذ شبابه المبكر الانضمام إلى صفوف الحزب الشيوعي مع إدراكه التام للمخاطر بسلوك هذا الدرب، كما لم تثنه الاعتقالات والملاحقات وقطع رزقه، وأشاد منصور بثبات الحزب الشيوعي وأدائه على مستوى الجماهير العربية، تاريخيا وحتى اليوم.
الرفيق محمد نفاع، الأمين العام للحزب الشيوعي، أشار إلى معرفته منذ أمد طويل بالفقيد منذ ريعان الشباب ووصولا إلى عملهما المشترك في اللجنة المركزية للحزب الشيوعي، وحيا قرار البلدية بتخليد ذكراه كما توقف عند أهم التحديات التي رحل عنا الفقيد ونحن في أوج مواجهتها، وهي من صنائع الثالوث الدنس: الامبريالية، الرجعية العربية والصهيونية.
وعبّر نفاع عن أسفه كون الفقيد ومعه كثر من الشيوعيين المخلصين ممن وافتهم المنية الذين لن يتمكنوا من المشاركة باحتفالية 95 عاما على تأسيس الحزب الشيوعي في البلاد، وأكد نفاع هنا أن الحزب الشيوعي راسخ الجذور باق ويواصل التجذر والنمو في هذه البلاد.
الرفيق سامح عراقي، سكرتير جبهة الطيرة والقائم بأعمال رئيس بلدية الطيرة قدم كلمة أشار فيها إلى تعرفه فتى يافعا على الفقيد وقد كان ذا صوت جهوري يجول ساحات المدينة جمعا للإغاثة أو دعوة للتظاهر، وأسماه عراقي بـ "مؤذن الواجب" وتوقف عند دوره البطولي في كل المفاصل المركزية بالإصرار على إحياء ذكرى مجزرة كفر قاسم وبقيادة الجماهير رغم الاعتقال التعسفي في يوم الأرض وقيادة حملة التضامن انتفاضة شعبنا الأولى، وتوفير الإغاثة له لكسر الحصار عنه.
عراقي توقف طويلا عند تجربة منصور في العمل البلدي إذ كان، وإلى جانب خصاله القيادية، شخصية إدارية من الدرجة الأولى، وأشار عراقي أيضا إلى المكانة التي تحلى بها منصور بين رفاقه في الحزب، حيث كان محط اجماع واحترام.
ودعا عراقي أيضا إلى توثيق المحطات التاريخية للرفاق الأوائل مؤكدا أن صون الرواية التاريخية مركب أساس من مركبات النهوض بالشعوب، وأكد أن فرعي الحزب والجبهة سيظلان دوما على درب الفقيد.
عراقي حيا عائلة الفقيد، زوجته وأبنائه على التضحيات الجسام التي فرضت عليهم في ظل تغيب الوالد عنهم لأوقات طويلة انشغالا بهموم البلدة والحزب.
وكانت الكلمة الأخيرة، باسم عائلة الفقيد، فقدمتها شقيقته، عربية منصور، التي تحدثت بتأثر بالغ عن مكانة الفقيد كونه أكبر أشقائه وعميدهم، وشكل لهم النموذج الانساني والأخلاقي وكان بمثابة الأخ والأب معا لأشقائه كما اعتنى باخلاص بأسرته الصغيرة.
شقيقة الفقيد، أشارت إلى معاناة العائلة في ظل فقدان الشقيق الأكبر بعد سنوات قليلة على فاجعتها فقدان ابنها عثمان، الذي راح غدرا، وكان لأبي العبد الدور الكبير بمواساة العائلة ومؤازرتها.
وأخيرا شكرت عربية منصور باسم العائلة، القائمين على تنظيم حفل التأبين والمشاركين فيه.
[email protected]
أضف تعليق