بعد 23 عاما في زنازين الاحتلال الاسرائيلي وبعد انتهاء عرس التحرير التاريخي الذي لاقاه الاسيران اسرار سمرين وموسى قرعان في "مدينة الآبار" بعد الافراج عنهما قبل عدة اشهر، ها هما اليوم على رأس عملهما الوطني وفي مسقط رأسهم في مدينة البيرة وبين احبابهم للمشاركة في تهيئة المدينة بأكملها للعرس الوطني الثاني – عرس الشهداء – عرس استقبال جثامين ابناء مدينتهم – عادل وعماد عوض الله و عامر شكوكاني.
ففي اروقة جمعية ابناء البيرة وضمن التلاحم الوطني البعيد عن الشكليات العائلية او العشائرية او السكانية اوالحزبية يناقش الاسيران مع زملائهم من ابناء وبنات المدينة اخر الاستعدادات والمعلومات لاسترداد الجثامين – على امل اطفاء غليل سكان المدينة بشكل عام وامهات وعائلات الشهداء بشكل خاص.
فبالرغم من عدم وجود قانون سمائي او ضمير انساني للعقاب الجماعي الذي تمارسة سلطات الاحتلال بحجز جثامين ابناء عمومتهم في مقابر الارقام التي تستند الى همجية العصور الوسطى في عسكرتها وترتيبها وتركيبتها للعوامل الطبيعية كالامطار والرياح وتحركات التربة فكلهم امل لنقل الجثامين الى مقبرة الشهداء – مقبرة الفخر والاعتزاز في مدينة البيرة لينضمو للشهداء العرب والفلسطينيين الذين حملو الوطن على ظهورهم وسطروا بدمائهم الزكية اروع ملاحم التصدي والبطولة فداء لتحرير هذا الشعب والانسان .
وكل هذا على امل مساعدة العائلات على اقفال ملف التشكيك بوجود ابنائهم مكلبشين في ظلمات السجون السرية او احياء مطاردون ليلا ونهارا او مقيدين في مستشفيات الاحتلال يخضعون لتجارب طبية وفحوصان نفسية كما سمعو ويسمعو من اقاويل واحاديث متكرره خلال 15 عاما مضت – بالرغم من امكانية كون وعد التسليم هذا كاذب كباقي الوعود التي نطق بها الاحتلال.
ففي مساء يوم بارد وعلى دفء القلوب المجتمعة انعقدت اللجنة المنبثقة من الجمعية وبلدية البيرة وكان على اجندتها جمع الاستاذ سالم خلة وزملاءه من اللجنة الوطنية لاسترداد جثامين الشهداء مع ممثلين عن عائلات الشهيدان عادل وعماد عوض الله لفتح النقاش المتبادل عن سيناريوهات الاستلام بناء على تجارب سابقة وتوقعات العائلة نحو التنسيق المشترك واللائق لاستقبال شهداء مدينة البيرة.
بدوره بادر السيد خلة بشكر الموقف الثابت للسلطة الوطنية بعدم استلام جثمان اي شهيد لم يتم تحديد هويته– لعدم وجود مختبرات وكوادر متخصصة في الاراضي الفلسطينية قادرة على القيام بفحوصات الحمض النووي وبذلك عدم تكرار المواقف السابقة باستلام جثامين غير معروفة ودفنها او الاحتفاظ بها كما هي – بالرغم من امكانية تأكيد هوية بعض الشهداء من خلال المقتنيات المعادة مع الجثامين. ويشار ذكرة بأن حسب سجلات الاحتلال فأن 18 من 91 جثمان غير معروف الهوية حتى هذة اللحظة وفي هذة المرحلة يفترض الافراج عن 36 جثمان من بينهم شهداء مدينة البيرة .
ويكمل خلة بالتنويه عن مقابر الارقام بانها مقابر مغلقة تتولى سيطرة الاحتلال العسكرية عليها، حيث تدفن الجثامين فقط 50 سم تحت الارض ويكون القبر متراص مع القبر المجاور مما يسهل تحرك الجثمان من مكان لاخر بمساندة العوامل الطبيعية وجغرافية الارض ناهيك عن الترميز الرقمي الغير محكم لكل جثمان. فحين يقرر الاحتلال تسليم الجثمان يقوم بنقله الى مختبر متخصص في فحص الحمض النووي لمطابقته مع عينات اخذت من العائلات سابقا – وبناء على نظريتهم بتأكيد الهوية يقومو بتسليم كل جثمان على حداه للجانب الفلسطيني مع المقتنيات المرافقة للدفن مرفقة بمذكرة التسليم التي تشمل الاسم وتاريخ الميلاد ورقم الهوية وتصنيف الاستشهاد (معركة –اغتيال – استشهاد) وعادة ما سيكون التسليم في الفترة المسائية كما عهدنا عند الافراج عن الاسرى المحررين.
بدوره وبالنيابة عن افراد العائلات الموجودين ثمن عامر عوض الله – اخ الشهيدين - الجهود التي تبذل من قبل لجنة المتابعة وبالاخض جمعية ابناء البيرة وبلدية البيرة واللجنة الوطنية ولاعطائهم الوقت والجهد لتكريم وحفظ كرامة الشهداء وركز على افتخار العائلة بالتلاحم الوطني والشعبي والعمل العلمي الممنهج لاستقبال وتشييع وتأبين شهداء النصر والتحرير – وبالاخص الاخوين عادل وعماد عوض الله. املا عدم تكرار الاحتلال لسيناريو انيس دولة الذي ما زال الاحتلال ينكر وجود جثمانة بالرغم من افادات استشهادة داخل السجن من قبل زملاءة ووثائق تشريحة في معهد ابو كبير او المماطلة في تسليم الجثامين كالفترات السابقة او تسليمهم بشروط تعجيزية ك "التشييع الهاديء" كما طالبو في فترة سابقة.
وفي نهاية الاجتماع عرض المشاركون على العائلات اخر التحضيرات التي اقرت من قبل جمعية ابناء البيرة الخيرية وبلدية البيرة والتي تشمل تسمية ميدان جديد باسم الشهيدين عادل وعماد عوض الله بالاضافة لرفع 6 يافطات كبيرة تحمل صور الشهداء الثلاثة في اماكن مميزة من المدينة لتهيئة سكان المدينة للترحيب بجثامين ابنائهم بالاضافة لخطوات مكثفة لتفعيل العمل الاعلامي.
ومن ثم قاموا بمراجعة اللوجستيات التحضيرية وتفاصيل استلام الرفاة ومجلس العزاء وحفل التأبين الذي ستقيمه البلدية والجمعية على شرف ابنائها والجدول الزمني الذي ما زال بانتظار ساعة الصفر على امل استرداد الجثامين واعطاء الفرصة لاهاليهم بتشييعهم من خلال احترام حقوقهم وتأبينهم من خلال العادات والتقاليد والمراسم الدينية التي تحترم الجثامين وعائلاتهم. املين عدم المماطلة بتسليم الجثامين وبالذات استثنائهم من فرضية تطابق الحمض النووي بروح وزمام "الانتقام" الاحتلالي كما حدث سابقا مع جثمان الشهيدة دلال المغربي في صفقة تبادل شبيهة
[email protected]
أضف تعليق