صدر حديثًا كتاب "البديل من العبرية"- كلمات عربية مقترحة لألفاظ عبرية شائعة.
الكتاب من إصدار مجمع القاسمي ومكتبة كل شيء.
إليكم مقدمة الكتاب، حيث يتناول المؤلف رؤيته حول الموضوع الذي يتناوله ويقترح فيه:
هذا الكتاب:
لا مشاحّة أن استخدام الألفاظ العبرية في نسيج الجمل العربية في اللغة الدارجة أصبح مألوفًا بين العرب في إسرائيل، فأنت لا تكاد تسمع أية جملة بكلمات عربية قحّة، بل ثمة مزجُ كلمات فيها هنا وهناك مما يرد بالعبرية، والأنكى من ذلك أن يلفظ أحدهم الكلمة العربية بلُكنة عبرية، لا لسبب إلا لأنه سمعها من يهود المدينة القريبة. هذا هو حال المثقفين من محامين وأطباء ومهندسين وغيرهم، وكم بالحريّ إذا استمعت لسبّاك أو نجار أو أي صاحب مهنة، فعندها توقن أن (اللغة العِـرْبِــيّـة) هي اللغة الطاغية، هذه العربية المعبرنة هي التي تواجهنا شئنا أم أبينا، فاللغة تحيا وتقوى في مدى استخدامها، وهي أولاً وقبلاً وسيلة اتصال سريعة بين المرسل والمتلقّي.
من هنا نعي وندرك حجم المشكلة، فإذا تنادينا للوقوف ضد تيار كاسح جارف فلن نخدع أنفسنا بأننا ننجح في الصدّ والردّ، ولكنها هنا وفي مثل هذا الكتاب اقتراحات مختارة أجدها بديلة لألفاظ عبرية مستحكمة ومتحكمة، فإن أقنعت نفرًا منا أن يستخدم البديل فذلك ما يبعث الرضا في نفسي، وإلا (وأنا واثق من عسر الأمر وشبه استحالته) فحسبي أنني تحركت وحاولت، ومن لا يحاول فإنه لا يخطئ.
ليثق قارئي أنني بذلت سابقًا، وأبذل اليوم جهدًا جهيدًا، وأنقب في المصادر، وأسأل ذوي الاختصاص، وأراجع لا أقل من عشر مرات قبل أن أقترح مادتي، ومع ذلك جل من لا تفوته شاردة أو واردة، وأنا قد لا أقنع هذا أو ذاك في كل مقتَرح، فلا بأس! فإذا لم يرُق لكم ما أدعو إليه فلا تحولوا دوني والاستمرار في غيرتي على عربيّتي!
ثم أقول: لا غضاضة إن أفدنا من تطور أية لغة بما فيها العبرية، ولكن العيب كل العيب أن نخلط الكلمات العبرية في جملنا اليومية حتى نكاد نتجاهل هويتنا، واللغة هوية!
ثم أٌقول: جدير بنا أن ندرس العبرية- لغة الجوار، واللغة الرسمية الأولى في بلادنا، بل أن نكون ممن يحسنونها، ويتفوقون على أصحابها بها.
ولكن بربكم، هل لغتنا ضعيفة إلى هذا الحد حتى تعبّروا عن معانيكم بألفاظ هجينة، بل تجعلون اللفظة العبرية وَفق قواعد العربية، فيقول أحدكم: أزمنت كرطيسين؟!
يسرني أن الحلقات الخمسين في هذا الكتاب قد لاقت النشر والاستحسان والمتابعات والتعليقات في المواقع وفي الصحف المحلية، فلهم الشكر، وحسن الذِّكْر.
على إثر ذلك بادر مجمع القاسمي برئاسة د. ياسين كتاني لنشر هذا الكتاب، بما فيه من اقتراحات ومناقشات، فله الشكر الأجزل والأمثل على هذا الحرص الوافي والأمين.
ولا يسعني إلا أن أشكر السيدة مريم شايب على إعدادها المعجم في نهاية الكتاب، والسيدة سائدة أبو صغير على إخراج هذا الكتاب، والسيد حسام الشايب على تصميم غلافه.
وإلى لقاء في محاولة أخرى مخلصة لعربيّتنا، مؤمنة أن أدبنا ولغتنا وثقافتنا أهل لأن ننذر أنفسنا لخدمتها، ورفع شأنها، ما أوتينا إلى ذلك سبيلا.
[email protected]
أضف تعليق
التعليقات
المتصفح لهذا الإصدار الجديد يصعق من كثرة الأغلاط في تشكيل الكلمات والتعابير العبرية! ياسر
حبذا أن تذكر ذلك نفعًا للقراء، ولو في رسالة خاصة. أسلوب "يصعق" عيب في خطاب أفنى عمره في العطاء.
الذي شكل العبرية هو الأستاذ المعروف بإتقانه العبرية أ. جميل غنايم، وقد ترجم نحو عشرين كتابًا من العبرية وإليها. بريدي الألكتروني يمكنك أرسال تصويباتك والحق أحق! [email protected]