افتتح قبل قليل في قاعة ميس الريم -عرعرة معرض المنتوجات العربية صنع في بلدي" بحضور المئات من أبناء المجتمع العربي ومن بينهم شخصيات قيادية، فحضر الشيخ رائد صلاح رئيس الحركة الإسلامية الشمالية والسيد محمد زيدان رئيس لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية وعدد من الشخصيات.
وتم قبل قليل قص الشريط إعلانًا لإنطلاق المعرض الذي تارك نحو 40 شركة محلية عربية والذين يعرضون منتجاتهم محلية الصنع من كافة المجالات ، منها الأدوات الكهربائية والتكنولوجية ، المواد الغذائية ، الأثاث وشركات البرمجة وغيرها.
وسيتمر المعرض حتى مساء يوم غد السبت 7.12 وذلك في قاعة ميس الريم على الشارع الرئيسي قرب عرعرة.افتتح ظهر اليوم الجمعة معرض "صنع في بلدي" الثاني الذي تنظمه جمعية إعمار للتنمية والتطوير الاقتصادي في البلاد ، والذي يستمر على مدار يومي الجمعة والسبت (6-7\12\2013)، في قاعة ميس الريم في عرعرة.
وتشارك في المعرض عشرات الشركات العربية المصنّعة والتي تعرض منتجاتها وخدماتها أمام جمهور المستهلكين العرب وجمهور أصحاب الأعمال والتجّار الذين يزورون المعرض.
مشاركة لشخصيات اعتبارية ورجال اعمال من المجتمع العربي وأصحاب شركات معروفة
انطلق المعرض بمؤتمر صحفي شمل كلمات ترحيبية بمشاركة الشيخ رائد صلاح رئيس الحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني ، والسيد محمد زيدان رئيس لجنة المتابعة العليا، بالاضافة الى العشرات من رجال الأعمال وأصحاب الشركات وشخصيات اعتبارية في المجتمع العربي.
وبدأ المؤتمر بتلاوة قرآنية عطرة بصوت الشيخ نضال أبو شيخة، في حين رحّب السيد يوسف عواودة مدير جمعية إعمار بالحضور فردا فردا متحدثا حول هدف هذا المعرض الذي يرمي الى أن تلتقي القوة الشرائية العربية بالمنتجات العربية، قائلا:" فنحن نعتقد أن نهوض مجتمعنا اقتصاديا يحتاج إلى تطوير صناعاته، ومن أجل تطوير هذه الصناعات لا بد من قوة شرائية تختار وتفضل منتجات هذه الصناعة، وعندها ستحدث الدورة الاقتصادية التي سنستفيد منها جميعا عاجلا أو آجلا".
د.سليمان أحمد
الدكتور سليمان أحمد رئيس جمعية إعمار، رحب بالحضور وضيوف المعرض شاكرا الشركات التي ترعى هذا المعرض وهي وكالة مشارقة، المشهداوي،عمر المختار وباطون مواسي.
كما وحيّا جميع الشركات والمصانع المشاركة في هذا المعرض سواء من الداخل الفلسطيني أو من شطر الوطن الآخر ، مؤكدا أنه آن الأوان الى أن يتوحد الاقتصاد الفلسطيني في كآفة أرجاء الوطن ، لا سيما في ظل سياسة التمييز العنصري التي تنتهجها المؤسسة الاسرائيلية ضد فلسطينيي الداخل حيث تقصيهم من الخارطة الاقتصادية ، مؤكدا ان فلسطينيي 48 يعانون كما يعاني الإخوة في الضفة وقطاع غزة.
ونوّه الدكتور سليمان الى أن فكرة المعرض بدأت قبل عامين، متطرقا الى التجربة التركية التي تعقد مؤتمر موصياد وكيفية نموّ هذه الفكرة ونجاحها اقتصاديا برعاية رئيس الوزراء التركي السيد رجب طيب أردوغان.
كما وثمّن رئيس جمعية إعمار المنتوجات العربية في الداخل مؤكدا أن الإمكانيات واسعة لكي ننمو حيث لدينا القدرات العلمية المميزة بالتكنولوجيا والحاسوب وكل أنواع الصناعات، مما يتوجب توفير الدعم المكثف للتميز في صناعاتنا ، مضيفا" آن الأوان أن نصنع صناعة بجودة مميزة وباتقان لانتاج منتج ينافس الوسط اليهودي، لايجاد البديل للمستهلك العربي في الداخل الفلسطيني.
وتطرق الى الحملة التي قامت بها جمعية إعمار التي دعت فيها الى مقاطعة بضاعة المستوطنات والتي لاقت نجاحا باهرا رغم التضييقات الحكومية على المؤسسات الداعمة للحملة. مؤكدا أننا سائرون بطريقنا نحو التميز والصناعة بجودة عالمية ، كما وأشار الى أن مؤتمرا لعرض المنتوجات التركية سيُعرض في تركيا حيث سيوفر هذا المعرض لعرض المنتوجات الفلسطينية داعيا رجال الأعمال من الداخل والضفة والقطاع للمشاركة فيه ، اذ سيكون تخفيضا خاصا بنسبة 50% للمشاركين الفلسطينيين، والذي سيشارك به أكثر من 5 آلاف رجل أعمال من الشرق الأوسط والعالم.
مضر يونس
من جهته، اعرب السيد مُضَر يونس رئيس مجلس محلي عرعرة عن بالغ سروره لاستضافة هذا المعرض الذي يجمع الصناعة والمنتج الفلسطيني والذي يساهم من رفع الاقتصاد العربي الفلسطيني، شاكرا جمعية إعمار والراعين لهذا المعرض، كما ودعا يونس المنتجين الى تواصل أكثر وأقوى مع المواطن لتكون صناعاتهم محل اهتمام واختيار للمواطن العربي بعيدا عن الصناعات الأخرى ، لتبقى ايرادتها في مجتمعنا لتطويره بالحفاظ على الجودة المميزة.
محمد زيدان
أما السيد محمد زيدان رئيس لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية في الداخل الفلسطيني فقد أكد أن المؤسسة الاسرائيلية منذ عام النكبة تتعامل مع المجتمع الفلسطيني في الداخل على أنه مجتمع مستهلك وليس منتجا ، اذ يبقى خارج الخارطة الاقتصادية ، على الهامش، في الوقت الذي نرى أن مجتمعنا داخل الخط الأخضر يحتاج الى أفكار لتحويله من لمجتمع ذو قدرات تطويرية كبيرة من مجتمع مستهلك الى مجتمع منتج ، فإذا التقت القدرات القدرات والمهنية والمبادرات ورجال الأعمال وأصحاب رؤوس الأموال، بالارادة القوية ، فلا شكّ أن الاقتصاد الفلسطيني سيفرز انتاجا وجودة عالية ، مشيرا الى أن هذه الأفكار التي بدأت تنمو وتتطور كان قد طرحها الشيخ رائد صلاح من خلال فكرة المجتمع العصامي.
كما وثمن رئيس لجنة المتابعة دور جمعية إعمار في تشكيل رافعة اقتصادية في الداخل مباركا خطوات القائمين على الجمعية ، كما ودعا الى تكوين رؤية ودراسة موضوعية وعلمية لبناء معادلة صحيحة بين المنتج والمستهلك ، مؤكدا أن قوة الأمة مرهون بقوة اقتصادها.
رجل الأعمال عامر صالح
بدوره أثنى السيد عامر صالح رئيس الغرفة التجارية والصناعية على هذه المبادرة التي تأتي في ظل طريق شائكة ووعرة ، مؤكدا أن قوة الاقتصاد اثرها يكون ايجابيا لبناء مجتمع قوي متماسك سليم، متمنيا النجاح لهذا المعرض وداعيا الى المشاركة في معرض تركيا التي تعتبر شريكا أساسيا للعمل الاقتصادي في الداخل الفلسطيني .
السيد تيسير صفدي
هذا وتحدث في المؤتمر السيد تيسير صفدي نائب رئيس اتحاد الصناعات الغذائية في فلسطين، الذي أكد أن هذه المناسبة تتميز بتلاحم أبناء الوطن في شطريْه ، حيث ترتقي الصناعات الفلسطينية خطوة الى الأمام عبر هذا المعرض في الداخل الفلسطيني، الذي يشكّل رافعة لمستقبل اقتصادنا.
وأشار صفدي الى أن قطاع الصناعات الغذائية في فلسطين يشكّل ما نسبته 23% من حجم القطاع الصناعي ويشغل ما يزيد عن 15 الف مستخدم وفرصة عمل، حيث أن رأس المال المستثمر في هذا القطاع يزيد عن 580 مليون دولار ، كما أن الأسرة الفلسطينية تنفق ما يقارب 36-38% من دخلها على الغذاء.
وأكد أن ما يميز هذا المعرض هو مشاركة عدد من مصانع الضفة الغربية الى جانب مصانع من الداخل الفلسطيني ، وامتيازه بتكامل في المنتجات والمستوى العالي للجودة، كما أن المعرض يتميز بأنه يلعب دورا كبيرا في زيادة الفرص التسويقية للمنتجات الفلسطينية في الداخل ويعمل على ابراز المعنى الحقيقي لأهمية الاعتماد على المنتج الوطني وتعزيز عبارة "صنع في بلدي" الذي من شأنه أن يرتقي بالاقتصاد الفلسطيني ويحد من ظاهرة البطالة، ويزيد من فرص العمل. معربا في الوقت ذاته عن ألمه من عدم قدرة عدد كبير من المصانع والشركات الصامدة في غزة من المشاركة في هذا الحدث الكبير نتيجة للحصار المفروض على غزة .
واختتم صفدي قوله أن اتحاد الصناعات سيسعى بكل ما يملك لدعم مسيرة الصناعات الغذائية ودعم الشركات الصناعية للوصول بها نحو المنافسة للأفضل ونحو التطور المنشود ، آملا أن يلبي هذا المعرض احتياجات الجميع وأن يكون البوابة لوصول منتجاتنا الى الدول العربية والى العالمية.
الشيخ رائد صلاح
وألقى الشيخ رائد صلاح رئيس الحركة الإسلامية ، الكلمة الأخيرة في المؤتمر الصحفي ، مرحّبا بالجميع خاصا بالذكر الأهل من القدس والضفة الغربية وقطاع غزة.
وقال:" من حقنا أن نحلم في يوم قريب نأكل فيه مما نصنع ونلبس فيه مما نصنع ، ولكن ليس حلما خياليا ، بل حلم واقعي يقوم على قاعدة ذاك المصلح الكبير الذي قال من ضمن ما قال ، إن واقع اليوم هو احلام الماضي وأحلام اليوم هي واقع المستقبل، على هذا الاساس يجب أن نمضي".
وتابع:" كلي قناعة اننا نملك كل المقومات لتحقق لنا فرصة النجاح الكبير، والمطلوب ان لا تكون متفرقة وان نجمع بين هذه المقومات لتكون قوة تزداد يوما بعد يوم ، ومما تعلمت من الثقافة الاقتصادية التي تبثها فينا مشكورة جمعية اعمار ، ان هنالك شيء اسمه حركة اقتصادية حتى تكون منا والينا يجب علينا ان نحافظ على أمرين ، الأول قوة شرائية يجب ان تكون منا والينا ، والأمر الثاني جودة انتاج من أيدينا ومن قدراتنا لتكون منا والينا أيضا ، اذا ما توفرت هذه الأصول فعلا نحن نطمع ان نضع اقدامنا على الخطوة الأولى وان كان الطريق بعيدا، وهذا ليس مهم، المهم ان لا ننام وان لا نتعثر ، المهم أن نسير الى الأمام وسنحقق ما يظنه البعض مستحيلا".
وأردف قائلا :" يوم أن نصل الى بداية حركة قوية في نمو اقتصاد قوي ، سننقذ أجزاء من مصيرنا هنا هي عرضة ان تضيع ، وأقولها بلا تردد على سبيل المثال اتساءل ، من سينقذ سهل البطوف قبل ان يضيع ، هو في خطر ضياع الآن ، من سينقذ سهل طمرة قبل ان يضيع ، وسهل المثلث، كلها بين أيدينا الآن، نريد قوة حتى تنقذها كي لا نبكي غدا على شيء قد يضيع الآن، فالاقتصاد يعني الشيئ الكثير وليس عبثا ان نجد الربط العظيم بين اقتصادنا وقوة اقتصادنا واعتزازنا بأنفسنا وحفاظنا على هويتنا".
وأشار الشيخ رائد صلاح قائلا :" من ميادين الاقتصاد هناك حرب على وجبة الحمص والفلافل، هل هي بهويتها العربية او الهوية المصطنعة المفروض عليها بقوة السلاح ، وراح عند البعض اسم "حمص وفلافل اسرائيل"، واخشى يوما ان يكون حربا على الزعتر والمناقيش الفلسطينية ونجد أنفسنا في حالة نقول فيها هل هي زعتر ومناقيش اسرائيلية؟".
واختتم قائلا :" ما نعيشه اليوم لا أقول هو خطوة أولى وأخيرة ، بل هو محفز نحو الأمام ليس الا ، واسأل الله ان يكون قويا وناجحا حتى نسير سوية جنبا الى جنب ، فعلا أشكر كل الإخوة في اعمار على هذه المبادرات الطلائعية المتحدية في كل معنى الكلمة، ونشكر قاعة ميس الريم على حسن الاستضافة وأهلا وسهلا بكم ".
اختتام اليوم الأول للمعرض
وفي ختام المؤتمر الصحفي، قامت جمعية إعمار بتكريم الراعين للمعرض فضلا عن الشركات والمصانع المشاركة والمساهمة في انجاح المعرض بدروع تقديرية ومن ثم التوجه الى قاعة المعرض وقص شريط الافتتاح وسط أجواء احتفالية وتغطية إعلامية محلية وعالمية . حيث تجوّل المشاركون في زوايا المعرض الذي جمع منتجات كبرى الشركات والمصالح العربية المنتجة والمصنعة في الداخل الفلسطيني.
[email protected]
أضف تعليق