ما زال الأطفال الفلسطينيون يتعرضون لانتهاكات واعتداءات مستمرة من قبل قوات الاحتلال والمستوطنين، الذين أقدموا في الآونة الأخيرة من هذا العام بشن حملة "شرسة" ضد الأطفال القصر، شملت اعتقال عشرات الأطفال منهم ، في المحافظات الشمالية، بما فيها القدس المحتلة.
واشار تقرير للحركة العالمية للدفاع عن حقوق الأطفال فرع فلسطين، الى ان الأطفال في دولة فلسطين يمثلون ما نسبته 52 % من المجتمع الفلسطيني، تعرض العديد منهم في انتفاضة الأقصى عام 2000، إلى اعتداءات متكررة واستهداف مباشر، نتيجة القصف الإسرائيلي وإطلاق النيران عليهم، والاعتقالات المستمرة بحقهم،حيث ستشهد أكثر من 1518 طفلا، وجرح أكثر من 6000 طفل، ولا يزال في سجون الاحتلال 200 طفل حتى تاريخ 4/11/2013، في حين بلغ مجموع حالات اعتقال الأطفال منذ عام 2000 ولغاية نهاية شهر أكتوبر/ تشرين أول 2013، (10000) طفل.
واضاف التقرير انه لوحظ تصاعد في عدد حالات اعتقال الأطفال منذ بداية هذا العام حتى نهاية شهر تشرين أول أكتوبر، حيث وصل عدد الأطفال المعتقلين إلى 570 طفلا، تعرض 95% منهم للتعذيب والاعتداء خلال اعتقالهم، الذي عادة في الفترة ما بين منتصف الليل والخامسة صباحا، على يد جنود مدججين بالسلاح، ويتم على الفور عصب أعينهم وربط أيديهم بالبلاستيك، بالإضافة إلى اعترفات بالإكراه، وعدم وجود إلى محام أو أفراد من العائلة أثناء الاستجواب. يشار إلى وجود 36 طفلا من محافظة القدس، ما زالوا يقبعون في سجون الاحتلال.
700 طفل يعتقلون سنويا
تقوم قوات الاحتلال سنويا باعتقال أكثر من 700 طفل في كافة محافظات الوطن، والتهم الموجهة لهم الاخلال بالنظام العام والقاء الحجارة على قوات الاحتلال والمستوطنين.
وتأتي هذه المناسبة (الاحتفال باليوم العالمي للطفل) في ظل تصعيد غير مسبوق بحق الأطفال، الذين يوميا يعانون من عذابات الاحتلال ، خاصة الأطفال المتوجهين إلى مدارسهم على الحواجز العسكرية، المقامة على مداخل المدن والقرى الفلسطينية.
بالإضافة إلى معاناة الأطفال بسبب اعتداءات الاحتلال المستمرة، فأن يواجهون مشاكل الفقر المتفشي ، بسبب الوضع الاقتصادي المتردي، والحصار المستمر خاصة في قطاع غزة، مما يضطر الكثير من الأطفال إلى ترك مدارسهم والتوجه إلى سوق العمل.
وبحسب تقرير للجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني لعام 2013، فقد بلغت نسبة عدد الأطفال الفلسطينيين الملتحقين بسوق العمل من الفئة العمرية من 10- 17 عاما % 4,1، وفي آخر تقرير لوزارة العمل، أشار إلى أنه يوجد 102 ألف طفل فلسطيني يعملون دون سن 18 عاما، فيما كان عددهم عام 2011 يبلغ 65 ألف طفل.
عمالة الأطفال في مستوطنات الأغوار:
بحسب إحصائيات مركز معا حول عمالة الأطفال الفلسطينيين في مستوطنات الأغوار الزراعية،فإن من عشرة آلاف إلى عشرين ألفا، عدد الفلسطينيين العاملين في تلك المستوطنات بينهم ما نسبته(% 5,5) من الأطفال (13- 16) عاما، يعملون من 7 إلى 8 ساعات يوميا، ويتقاضون أجرا يقرب من ثلث الحد الأدنى للعامل الإسرائيلي.
وتعد الظروف السيئة التي يواجهها الطلاب في مدارسهم السبب في انتشار هذه الظاهرة، فالمدارس في الأغوار تعاني من نقص حاد في التمويل والمرافق الكافية، وغالبا ما تقع بعيدا عن منازل الأطفال،الذين يتركون مدارسهم من دون أي بديل سوى العمل.
ومعظم الأطفال العاملين يعملون بصورة غير رسمية، ولا يحصلون على أية فوائد وسط ظروف عمل غير آمنة عموما.
وبين التقرير ان سياسات الاحتلال تعمل على تكريس وضع اقتصادي خطير في الأغوار، وتدفع الأطفال الفلسطينيين لترك مدارسهم، والتخلي عن أحلامهم، ودخولهم سوق العمل قبل الأوان، مقابل أجور زهيدة، ومثل هذه الأعمال المهينة فهي بلا شك مضرة، وتؤثر سلبا على تطور ونمو الطفل.
اطفال مدينة القدس المحتلة:
85%ٌ من الأطفال المقدسيين يعيشون تحت خط الفقر، وبحسب جمعية حقوق المواطن ، فإن عدد سكان مدينة القدس الشرقية يبلغ 371,844 مواطنا، يعيش 79% من هذا العدد تحت خط الفقر نتيجة السياسات والإجراءات الاحتلالية بحقهم.
وبالنسبة للتعليم في مدينة القدس الشرقية فما زال هناك نقص في الغرف التدريسية ،يقارب ألف غرفة دراسية في نظام التعليم الرسمي، وبحسب بيانات مديرية التربية والتعليم في القدس، فأن إجمالي الأطفال في القدس الشرقية ما بين السادسة والـثامنة عشرة، وصل عام 2012 إلى 88 ألفا و845 طفلا، من بينهم 86 ألفا و18 طفلاً التحقوا بمؤسسات تعليمية.
أما بالنسبة للتسرب من مدارس القدس، فإن نسبة التسرب من صفوف الثاني عشر الثانوية فقط بلغت 40%،كما تعاني مدينة القدس من نقص في مراكز الأمومة والطفولة ، إذ يوجد فقط 4 مراكز بالمقارنة بمدينة القدس الغربية التي يوجد بها 25 مركزا تعتني بالأطفال.
[email protected]
أضف تعليق