انتقد الكاتب الجزائري بوعلام صنصال في حوار له مع موقع دويتش فيله، دور المثقفين في مواجهة ظاهرة «الإسلامويين» حسب تعبيره.
وأضاف «صنصال»: «ارتكبنا هذا الخطأ ولعبنا دور المتفرج، رأينا كيف تغير مجتمعنا من خلال الإسلاميين. لقد غيروا من سلوكيات الشباب والنساء. الشباب يبحثون عادة عن اللعب والمتعة، بينما هم يمتنعون عن كرة القدم وارتياد الشواطئ، ويفضلون الذهاب إلى المساجد. لقد اكتفينا نحن المثقفين بدور المتفرج بشأن تحولات اجتماعية أصبحت سياسية وفلسفية. لقد افتقد المثقفون الشجاعة والحس السياسي».
وقال «صنصال» عن الموجة الأولى للإسلامويين فى الجزائر بالستينيات، إنهم «أتوا من مصر أو السعودية وبدأوا في ارتداء ملابس غير التي ألفها الجزائريون، وألقوا خطبا ثورية عن ضرورة مكافحة الملحدين والأنظمة الاشتراكية لتبدأ الحرب عام 1980 عندما وجدوا فى كل مكان» حسب تعبيره.
ويرى صاحب كتاب «مجانين الله» أنه يتعين على الديمقراطيين في البلدان الإسلامية الكفاح من أجل الديمقراطية. يجب على المسلمين نزع الإسلام من الإسلاميين، لأنهم يهدمون دينهم».
وانتقد «دعم السياسيين في الغرب الحكام المستبدين والإسلاميين عندنا بدل الديمقراطيين. وهم يجيبونني بعدم وجودهم عندنا (ليس بوسعنا إلا دعم إما الديكتاتوريين أو الإسلاميين)»، مشيرا في الوقت نفسه إلى أنه «لا يمكن شراء الديمقراطية الجزائرية من أوروبا، بل يجب إيجادها عندنا، لكن على أوروبا وقف بيع السلاح للمستبدين أو دعم الإسلاميين».
ويرى الكاتب الجزائري أن «وجود الإسلام لا يتعارض مع وجود الديمقراطية، كما توافقت المسيحية في أوروبا مع الديمقراطية بعد قرون من سيطرة الكنيسة على مقدرات البشر».
كما يعتقد«صنصال» في :«ضرورة بحث العلاقة بين الإسلام والمجتمع والديمقراطية وكذلك علاقته بالمرأة والحداثة والدولة».
وولد بوعلام صنصال عام 1949، درس الهندسة ونال شهادة الدكتوراه في الاقتصاد، لم يتوجه إلى الكتابة الأدبية إلا في مرحلة متأخرة نسبيا.
تمت إقالته من منصبه، كمدير في وزارة الصناعة الجزائرية، ومنذ ذلك الحين وهو يُعتبر «شخصا غير مرغوب فيه» في بلاده، ورغم ذلك قرر البقاء. ومنذ ظهور روايته الأولى عام 1999 فاز بعدد من الجوائز الأدبية الدولية. في عمله الجديد «مجانين الله» يحلل بعمق الظاهرة الإسلامية وتداعياتها.
[email protected]
أضف تعليق