تداولت مواقع إلكترونية تسجيل فيديو لناشطتين فلسطينيتين تم نشره بهدف الرد على تسجيل سابق نشره السياسي الإسرائيلي داني أيالون قبل عامين، تحدث فيه عما وصفه بحقيقة الضفة الغربية، وتناول من خلاله حرب حزيران 1967.
يبدأ الفيديو بتذكير بما جاء على لسان أيالون الذي قال: "إننا غالبا ما نسمع في الأخبار مصطلحات مثل الأراضي المحتلة وحدود 67 والمستوطنات غير الشرعية". وأضاف أن "القصة التي نسمعها عادة بسيطة، وهي أن إسرائيل احتلت خلال حرب الأيام الستة الضفة الغربية من الفلسطينيين، ورفضت مطالب الأمم المتحدة بالانسحاب، وبنت مستوطنات غير شرعية"، ثم يتساءل المسؤول الإسرائيلي: "هل كان هذا هو فعلا واقع الحال ؟".
يجيب داني أيالون على سؤاله بالقول: "فلنحاول أن نفهم الأمر بطريقة أفضل، ولنبدأ بسؤال بسيط ومهم وهو من هو الطرف الذي استولت منه إسرائيل على الضفة الغربية ؟ من الفلسطينيين ؟ لا. في عام 1967 لم تكن هناك قومية عربية فلسطينية أو دولة اسمها فلسطين"، ليسأل مجددا: "على أرض الواقع .. هل كان ذلك في يوم من الأيام ؟". وهنا تتدخل إحدى الفتاتين التي ظهرت في التسجيل الجديد إلى جانب صورة أيالون وهو يتحدث في التسجيل السابق لترد باللغة الإنكليزية بلكنة إسرائيلية .. "هل تريد أن تقول يا داني إنني كفلسطينية لست موجودة ؟ أين نحن إذا ؟ في عالم افتراضي ؟ هل تريد أن تنكر أن أجدادي كانوا موجودين ذات يوم ؟"، لتضيف أن التفسير الوحيد لذلك هو أن يكون داني أيالون من المخلوقات الفضائية.
ثم تبدأ الفتاة بالقول إن فلسطين هو الاسم الذي كانت توصف به الأرض بين البحر الابيض المتوسط ونهر الأردن منذ عام 450 قبل الميلاد، كما استشهدت بأقوال المؤرخ اليوناني هيرودوتس والفيلسوف اليوناني أرسطو، اللذين ذكرا فلسطين في أعمالهما، مشيرة إلى الأمبراطورية البيزنطية ونظيرتها الرومانية اللتين وصفتا هذه المنطقة باسم فلسطين. وهنا تلفت الناشطة نظر أيالون إلى أن ذلك كان قبل ميلاد السيد المسيح، "الرجل الذي ربما سمعت عنه"، في مدينة بيت لحم في فلسطين، لتتوقف قليلا عن الحديث وثم تواصل: "ألا يجعل ذلك من المسيح فلسطينيا ؟".
تسترسل الفتاة قائلة أنه بعد الفتوحات الإسلامية اكتسبت هذه المنطقة الاسم العربي "فلسطين" الذي أصبح الاسم المعتمد في كل المناطق حيث تنتشر اللغة العربية، مضيفة أن فلسطين أصبحت جزء من الامبراطورية العثمانية، وهو الاسم الذي كان متداولا في الأوساط العلمية في القرنين الـ 18 والـ 19. كما تقول: "وعندما احتلت بريطانيا فلسطين في عام 1922 سمي ذلك الانتداب البريطاني في فلسطين".
وواصلت الناشطة الاستشهاد بالوثائق قائلة أن شهادة ميلاد رئيس الوزراء الإسرائيلي(الاسبق) أريئيل شارون تشير إلى أنه ولد في فلسطين".
ثم أضافت:"يؤسفني يا داني أن أخيب أملك، لكن الشعار الذي تبناه الصهاينة القائل أرض بلا شعب لشعب بلا أرض موجود في أحلام الصهاينة فقط". ثم شددت على أن فلسطين والشعب الفلسطيني أمر واقع، وأن الصهاينة هجروا الشعب الفلسطيني وحلوا محله بالقوة وقاموا بتأسيس إسرائيل. وتابعت: "إنها كذبة لطيفة"، لتستدرك قائلة إنها محاولة لطيفة يا داني". مرة أخرى يعود داني أيالون ليشير إلى أن إسرائيل "أخذت الضفة الغربية بعد أن انضم الأردن إلى الحرب التي أعلنتها كلا من مصر وسورية لتدمير إسرائيل". وهنا تنضم الناشطة الثانية وتأخذ على عاتقها مسؤولية الرد على هذه النقطة، ليبدو داني أيالون محاصرا بالشابتين الفلسطينيتين للحظات قبل أن تنسجب الأولى.
تبدأ الناشطة الثانية حديثها بالقول: "داني داني إن محاولة إعادة كتابة التاريخ أمر ليس لطيفا، ألم تعلمك الماما شيئا أفضل من ذلك ؟"، مضيفة أن الحرب "التي تتحدث عنها اندلعت جراء اعتداء شنته إسرائيل على مصر، مما يعني أن إسرائيل هي الطرف المعتدي"، موثقة ذلك بما صرح به رئيس الوزراء الإسرائيلي في حينه مناحيم بيغين، الذي تحدث عن حشود عسكرية مصرية في شبه جزيرة سيناء، وقال "مما يثبت" أن جمال عبد الناصر يعد للهجوم على إسرائيل، "ويجب أن نكون نزيهين مع أنفسنا .. نحن من قرر الهجوم عليه".
وهنا وجهت الناشطة سؤالا إلى داني أيالون قائلة: "هل تريد أن تعرف مصدر معلوماتي ؟ إنه موقع وزارة الخارجية الإسرائيلية الإلكتروني، الوزارة التي تعطيك راتبك الشهري، وهي الوزارة ذاتها التي مولت فيديو حملتك الدعائية، حيث الكثير من المعلومات والحقائق".
ومرة أخرى تظهر الناشطة الأولى على الشاشة لتبدأ مع زميلتها مكملة إحداهما الأخرى توجيه رسالتهما التي جاء فيها: "لكن قبل أن نذهب، نود أن نذكر الشئ الأخير .. نحن عرب أتباع كل الأديان. ووصفك للعرب والمسلمين بحملة السلاح المهووسين والمتعطشين للقتال ولإطلاق الرصاص في الهواء، أو أنهم منهمكون بغباء بتدخين الأرجيلة، هو أمر عنصري يرمي إلى إهانة العرب والمسلمين وتجريدهم من إنسانيتهم". كما جاء فيها: "في أوربا لطالما تم تصوير اليهود على أنهم مخلوقات شريرة ذات أنوف طويلة تخطط للسيطرة على العالم. هذه الأوصاف المعادية للسامية والمهينة لليهود، أسفرت عما نعلم جميعا ما أسفرت عنه. لذلك فإن الأسلوب الذي تتبعه أنت والحكومة الإسرائيلية مرفوض وغير مقبول أخلاقيا".
[email protected]
أضف تعليق