نشرت صحيفة "ذي انديبندنت" البريطانية مقالا يبين ازدياد الهجمات الدموية التي قام بها فلسطينيون في الضفة الغربية المحتلة خلال الشهر الفائت، ورأت في ذلك تهديدا للشعور خلال الفترة الماضية بهدوء نسبي في المنطقة. جاء ذلك في تقرير من القدس من مراسلها بين لينفيلد. وهذا نص المقال: "كان احدث هجوم هو ذلك الذي وقع مساء الخميس عندما اقتحم فلسطيني قاعدة عسكرية اسرائيلية ما ادى الى مقتل جندي قبل ان يطلق الجنود الاسرائيليون النار عليه ويردونه قتيلا، حسب رواية مسؤولين اسرائيليين.

وهذا هو الهجوم الخامس ضد جنود او مستوطنين في الشهر الماضي، ومن بين تلك الحوادث حالتان من التسلل الى المستوطنات، واصابة فتاة في التاسعة من العمر بجراح ومقتل مستوطن بفأس.

كما قتل اثنان من افراد الجيش الاسرائيلي، احدهما كان في عطلة بعد ان غرر به فلسطيني كان تعرف عليه للتوجه الى شمال الضفة الغربية، اما الثاني فقد اصيب بطلق ناري بينما كان في الخدمة في مدينة الخليل.

في المقابل قتل اربعة فلسطينيين اثناء توغلات اسرائيلية في الضفة الغربية في شهر آب (اغسطس).

واعرب الجيش الاسرائيلي عن اعتقاده بان تلك حوادث فردية لا علاقة لها بتنظيم يسندها، وبدا ان هناك دوافع جنائية اكثر من ان تكون وطنية في بعض الحالات. وعلى العموم فانه لم تكن هناك طوال العام 2012 هجمات فلسطينية دموية في الضفة الغربية، التي احتلتها اسرائيل في العام 1967 جرى تقسيمها الى قطاعات، منها ما يخضع للحكم العسكري الاسرائيلي كلية، ومنها ما يتمتع بالحكم الذاتي الفلسطيني. وقد وقعت جميع اعمال العنف في المناطق التي تخضع لسيطرة الجيش.

وقال الناطق بلسان الجيش الاسرائيلي الكولونيل بيتر ليرنر ان "ذلك يتجاوز كثيرا احداث العام الفائت وهو مصدر قلق بالغ. وليس هناك استخبارات مسبقة بان شخصا سيصحو في الصباح ويقول – سأقود جرافة واقتحم قاعدة. وهو ما يصعب ان نمنعه".

على ان الجيش الاسرائيلي ليس قلقا في الوقت الحالي من ان تتحول الهجمات التي لم تصحبها حتى الان مظاهرات في الشوارع، الى انتفاضة ثالثة، حسب قول ليرنر. فقد قال "تحليلاتنا الحالية تفيد ان من مصلحة السلطة الفلسطينية ومصلحة اسرائيل منع التصاعد".

ومع ذلك فان الفلسطينيين يقولون ان محادثات السلام الحالية تسير في ما يبدو على غير هدى، وانه يبدو ان ليست هناك نهاية للاحتلال، وان الاحتمالات تظل قائمة لاندلاع أكبر للعنف في الضفة الغربية.

قال قيس عبد الكريم، وهو عضو في المجلس التشريعي الفلسطيني: "العنف يقوم به الناس الذين ضاقوا ذرعاً بصورة كلية باستمرار القمع الاسرائيلي، وهو ما يظهر اننا يمكن ان نصل الى وضع يندلع فيه العنف مجدداً. ان انتفاضة جديدة لا تبدأ باعمال عنف عفوية من جانب افراد. انها تراكم تدريجي يترجم الى افعال في الشوارع. ونحن نتحرك في ذلك الاتجاه اذا استمرت اسرائيل في تخريب عملية السلام".

واشار عبد الكريم بصورة خاصة الى تصريحات ادلى بها ليلة الخميس نائب وزير الدفاع الاسلرائيلي المؤيد بقوة للاستيطان داني دانون وقال فيها ان لا مكان لدولة فلسطينية.

ورد الناطق باسم وزارة الخارجية الاسرائيلية بول هيرشون بان موقف دانون "لا يعني انه لا يوجد اتفاق يمكن التوصل اليه. اننا جادون جداً بشأن التقدم في المفاوضات ولكن على الجانبين كليهما ان يقدما تنازلات".

واضاف هيرشون ان سفك الدماء الاخير من جانب الفلسطينيين "لا يساعد المفاوضات. انه يزيد من تشكك الجمهور بشأن حسن نيات الفلسطينيين".

ومما يلحق الضرر بالاجواء ايضاً الهدم المستمر للممتلكات الفلسطينية في اعمال العنف من جانب المستوطنين. وذكرت انباء ان ثمان وعشرين شجرة زيتون قطعت في قرية ترمس عيا في شمال الضفة الغربية الخميس. وقد احرق اكثر من الف شجرة زيتون يملكها فلسطينيون او اقتلعت او الحقت بها اضرار في الشهر الماضي، وفقا للمنظمة الحمائمية "حاخامات من اجل حقوق الانسان".

ونفذ الهجوم بالجرار الزراعي احد سكان القدس الشرقية، يونس العبيدي، الذي كان شقيقه قد نفذ هجوماً مشابهاً خارج مركز للتسوق في القدس في 2009.

وقال الجيش (الاسرائيلي) في بيان ان العبيدي حاول دهس جندي "مرات عديدة" وخرب سيارات عسكرية قبل اطلاق النار عليه. واعتقلت الشرطة امس اشقاءه ثم افرجت عنهم بعد ساعات عدة، وفقاً لمصادر فلسطينية".

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]