دخلت حجرتها وكانت ام عمر الجريحة السورية ترقد في سريرها، وعلى بعد متر واحد كانت ابنتها اية (8 أعوام) تلعب بالالعاب التي اهديت لها من الاطباء وطواقم المستشفى في صفد. ام عمر في الاربعينات من عمرها وهي من قضاء درعا السورية اصيبت بساقيها وتهشمت اقدامها نتيجة قذيفة اصابت منزلها، وحتى طفلتها لم تسلم فقد هشمت قدمها اليمنى ايضا....مراسل "بكرا" التقى ام عمر ولم يكن اللقاء سهلا. 

زحفت على بطني حتى الشارع

أم عمر( 47 عامًا) ادخلت يوم امس الى غرف العمليات لاجراء عملية اخرى في قدمها، واليوم وبعد ان انتعشت قليلا التقيتها فقالت:كنت في بيتي مع طفلتي اية وفجأة سمعنا دوي انفجار شديد في البيت وتساقطت الجدران علينا، والحمد لله لم افقد وعيي لكنني شعرت ان اسفل جسمي ليس مني، سقطت ارضا والدماء تنزف من ساقيي، وزحفت على بطني حتى الشارع وهناك تجمهر الناس من حولي وحملوني وطفلتي الجريحة الى مستشفى "السجرة".

وأضافت : بقائي في المستشفى كان يعني الموت البطيء حيث تهشمت قدمي اليمنى، فقدموا لي الاسعافات الاولية، وفي اليوم التالي نقلوني مع ابنتي الى الحدود السورية الاسرائيلية ومن هناك الى مستشفى صفد، كل ذلك حدث وكأنني في حلم من امري، وما زلت ارقد هنا منذ حوالي 50 يوما، ولم يكن حظ ابنتي افضل مني فقد هشمت ساقها اليمنى ايضا وأجريت لها عدة عمليات جراحية، واليوم ولأول مرة وقفت على قدميها.

تمزق الوطن كما تمزقت قدمي

وبادرها مراسلنا بسؤال عن المسؤول الاول عما يحصل في سوريا فقالت مذعورة: لا اريد الخوض في هذا الجانب لكنني اتمنى ان يتغير الحال سريعا ويستتب الامن في بلدي.

لم تتمالك ام عمر نفسها حيث اجهشت بالبكاء وقالت: لقد تمزق الوطن كما تمزقت قدمي، وأكثر من خمسين يوما مرت على اقامتي هنا وزوجي هناك في درعا ،"ما عندي علم شو احوالو"، ولا يعلم عن حالنا شيئا.

وختمت ام عمر: نسأل الله ان يهدي جميع الاطراف الفاعلة على الساحة السورية وان تنتهي هذه المأساة....وقد اثنت ام عمر على طواقم الاطباء والممرضات في المستشفى والرعاية الطبية التي تتلقاها هناك.

اسرائيل تعمل على "أنسنة" نفسها، والجرحى ليسوا من مناصري الأسد!

تجدر الإشارة إلى أن مستشفى صفد (زيف) أستقبل وعالج عشرات المصابين من سوريا منذ إندلاع الأزمة، حيث تمّ اليوم نقل جريحين سوريين الى المستشفى، وهما والد في الثالثة والثلاثين من عمره وابنه في الثامنة من عمره. ووصفت اصابات الاثنين بـ"الخطيرة".

وافيد ان "مئة وثلاثة جرحى من المعارك في سوريا خضعوا للعلاج الطبي في مستشفى زيف حتى الآن وأن اربعة عشر منهم لا يزالون قيد العلاج، ومن بين المعالجين حاليا خمسة اطفال".

ولا يعلم الطاقم الطبي في المستشفى كيف يصل الجرحى وما هي هوياتهم، حيث تحافظ إسرائيل على سرية تامة حول الموضوع وتم أي لقاء علني معهم، وتحاول إخفاء هوياتهم قدرالإمكان.

وفي حديث له لوسائل الإعلام في هذا السياق، أكد الطبيب كالين شابيرا، نائب مدير المستشفى، انه لا يتم ارجاع اي مصاب سوري يأتي للعلاج في المستشفى.

ويضيف "لا يهم من اين يأتون، نحن نأخذهم ونعاملهم برحمة. من المهم توفير المساعدة الطبية بغض النظر عن اي شيء، هذا مبدأ المهنة الطبية".

ويشير الطبيب الى ان "غالبية المصابين القادمين من سوريا مدنيون ابرياء لم يشاركوا في القتال، وبينهم العديد من النساء والاطفال".

ويتابع "يحضر الجيش الاسرائيلي السوريين الى هنا، لا نعلم من اين يأتون او من هم. ولكننا نعلم بانهم ليسوا من قوات (الرئيس السوري بشار) الاسد".

ويوضح شابيرا "عندما يصبح بامكان المصاب مغادرة المستشفى في امان، يتم تسليمه الى الجيش الذي ياخذه الى سوريا ولكنني لا اعلم اين".

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]