نظم نادي الأسير الفلسطيني في محافظة الخليل اعتصاما أمام مقر الصليب الأحمر الدولي دعما وإسنادا للأسرى المرضى والجرحى في سجون الاحتلال تحت عنوان (عيادات الموت في السجون تنهش أجساد الأسرى المرضى)، بحضور عائلات الأسرى المرضى وعدد من المسؤولين وممثلي عن القوى الوطنية والإسلامية.

وخلال الاعتصام طالبت عائلات الأسرى المرضى باتخاذ خطوات ملموسة حيال قضية أبنائهم، وإنهاء عذاباتهم التي ترافقهم على مدار الساعة نتيجة للأوضاع الصحية الصعبة التي تهدد حياتهم جراء ما تقوم به مصلحة سجون الاحتلال بحقهم،وكان أخرهم الأسير نعيم الشوامرة من دورا الخليل الذي أصيب بضمور بالعضلات.

ورفع ذوي الأسرى صور أبنائهم المرضى منهم الأسير ثائر حلاحله، محمود ابو صالح، معتصم رداد، معتز عبيدو، منصور موقده، صلاح الطيطي، ويافطات وشعارات تندد بصمت المؤسسات الدولية اتجاه الانتهاكات وسياسات التنكيل التي تمارس من قبل مصلحة سجون الاحتلال.

إلى هذا جدد أمجد النجار مدير نادي الأسير دعوته لاتخاذ خطوات قانونية فاعلة بالشراكة مع كافة المؤسسات للعمل على إغلاق ما يسمى "بعيادة سجن الرملة" ومحاسبة من يسمون أنفسهم بالأطباء داخل عيادة السجون وهم أبعد ما يكون عن مهنة الطب، لافتا إلى أن أوضاع المرضى باتت تنذر بخطر حقيقي ونحن نشهد على استشهاد أسرى خلال الأعوام الأخيرة بسبب الإهمال الطبي، مشيرا أن حق العلاج سن في القانون الدولي الإنساني وعلى من وضع هذا القانون حمايته بتطبيقه حيال قضية الأسرى الفلسطينيين، وطالب النجار بملاحقة نقابة الأطباء الإسرائيليين التي تمنحهم الغطاء القانوني والسياسي لكل ما يرتكبون من انتهاكات.

وفي كلمة محافظ الخليل كامل حميد أثنى على بطولات الأسرى وصمودهم في وجه سياسات مصلحة سجون الاحتلال التي تستهدف إرادتهم تمهيدا لإنهاء رمزية القضية وما تعنيه وتعكسه على الحالة الشعبية في مقاومة المحتل وأكد حميد من جانب أخر على ضرورة توحيد الجهود وتكثيفها وخلق منهجيه عمل تتناسب مع حجم القضية للوصول إلى انجاز يقضي بتحريرهم دون قيد أو شرط مطالبا الكل الفلسطيني على إيجاد حل شامل وعادل لها عبر إغلاق ملف الأسرى وتبيض السجون ، مشيراً إلى إصرار السيد الرئيس محمود عباس على تحرير الأسرى ونيل حريتهم وخاصة الأسرى القدامى والمرضى.

وفي كلمة رئيس نادي الأسير الفلسطيني قدورة فارس أكد فيها على أن هناك سياسة ممنهجة تتبعها سلطات الاحتلال ممثلة بمصلحة سجونها اتجاه الأسرى المرضى وذلك بالمماطلة في تقديم العلاج محاولة في ذلك قتل أسرانا وإذلالهم ومن هذه الممارسات عدم نقل الأسير على المستشفيات رفضها إجراء فحوصات أو المماطلة في ذلك وكذلك إعطاء أدوية غير مناسبة وإجراء تجارب عليهم من خلال تقديهما. الأمر الذي تسبب في استفحال المرض داخل أجسادهم كالأسير معتصم رداد ومراد ابو معيلق وعدد كبير تجاوزا 150 أسيرا.

ودعا قدورة فارس إلى ترجمة القرارات الدولية المتعلقة بالأسرى وخاصة المرضى منهم من خلال خطوات عملية جادة تعمل على إنقاذ حياة الأسرى المرضى من المخاطر الجسيمة التي يتعرضون لها. وجدد فارس مطالبته بتشكيل لجنة تحقيق دولية محايدة للوقوف على حقيقة الانتهاكات الإسرائيلية بحق الأسرى المرضى ومعاينة أوضاعهم ودراسة ملفاتهم الطبية، من أجل إلزام إسرائيل بتقديم العلاج الطبي اللازم لهم.

وطالب فارس البرلمان الأوروبي بتفعيل قراره الذي اتخذه سابقا في الاجتماع الدوري لمنظمة الصحة العالمية الرابع والستين الذي انعقد في جنيف (خلال الفترة 16 – 24 أيار 2011) وصوت 65 دولة لصالح القرار وان لا يتحول إصدار القرارات لصالح حقوق الأسرى الفلسطينيين إلى منهجية ثابتة تفتقر إلى الآليات التنفيذية وطالب بتشكيل لجنة تقصي حقائق حول الأوضاع الإنسانية للأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي، والتأكيد على ضرورة ترجمة القرار عبر سلسلة خطوات عملية .

فيما حمل عيسى قراقع وزير شؤون الأسرى والمحررين حكومة الاحتلال المسؤولية الكاملة عن حياة الأسرى المرضى في عيادة سجن الرملة والذي وصفها بالعيادة الصورية حيث وجدت فقط لإشهاد المؤسسات الحقوقية والدولية وخاصة الصليب الأحمر على وجودها لا أكثر فالعيادة موجودة والطبيب موجود والعلاج والاختصاص مفقود والدواء المطلوب للعلاج محتجز حتى إشعار آخر، أما الأدوية التي يحتاجها الأسرى والغير متوفرة في السجن لا يسمح بإدخالها سوى عن طريق الصليب الأحمر.

وأكد قراقع في كلمته أن ملف الأسرى المرضى على سلم أولويات القيادة الفلسطينية وانه تم إعداد القوائم اللازمة إلى لجنة المفاوضات لبحثها بشكل عاجل . 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]