قالت الناشطة الشبابية في مدينة رام الله آمال وهدان، إن الآمن الفلسطيني استفز الناشطات المشاركات في مسيرة رام الله الأربعاء الماضي والتي خرجت للتنديد بالمفاوضات، وقام بالسب والاعتداء عليهن، فقمن بالرد عليه وجرى تصوير إحدى المشاركات اللواتي تعرض لاستفزاز شديد للتصوير على أنهن يسئن للنضال الفلسطيني.
وأضافت وهدان أن الأمن قام أيضا بمنع التصوير، وسمح لبعض العناصر التابعين له بتصوير إحدى المتظاهرات وهي تقوم برد على أحد الجنود الذين قاموا بالسب عليها وتصويرها على أنها تلفظت بألفاظ نابية وخارجة عن الأخلاق والقيام بنشر الفيديو في مختلف مواقع الانترنت.
وأضاف وهدان في حديث لــ"بكرا"، نحن ضد المفاوضات وهذه العمليات من الاعتداء على الناشطات بحقنا، وهذا أسبوب رخيص تتبعه أجهزة السلطة وهذا لا ينطوي على نساء فلسطين ولا على دورهن المعروف في مقاومة الاحتلال قبل أن يكون في مناهضة هذه السلطة ومشاريعها المتقاطعة مع مشاريع الصهاينة والاستيطان.
وقالت ما حصل مع الصبايا خبرناه جيلا بعد جيل زمن الاحتلال هذه أساليب رخيصة وكل ما يحاولوا أن يعملوه من أجل تشويه صورة المرأة الفلسطينية لن يناله ولن ينالوا من نساء فلسطين.
وحول الفيديو الذي نشر حول شتائم تطلق على، قالت أنا كنت بالصفوف الأمامية وأنا سمعت الألفاظ البذيئة التي أطلقت من أجهزة الأمن لولا هذه الألفاظ لما كان هذا الرد من النساء المشاركات بالمسيرة. وأنا أشاروا لي بأيديهم أننا نقبض فلوس مقابل المشاركة في المسيرات بصفتي من المؤسسات الأهلية ومنظمات المجتمع المدني، لثنينا عن المشاركة في المسيرة، ولكننا لن نتوقف سنبقى نقاوم السلطة ومشاريعها ولن نسكت أبدا.
المنتدى النسوي الفلسطيني، يندد
هذا وصدر بيان حول ذات القضية عن المنتدى النسوي الفلسطيني (داخل الـ 48) فيما يلي نصه:
تناولت طيلة الأيام القليلة الماضية، عدّة وسائل إعلام محليّة أخباراً حول التظاهرة التي خرجت في رام الله تندد بمقتل شاب في مخيّم عسكر على يدّ قوات الأمن الوقائيّ الفلسطينيّ، وتندد ايضاً بمقتل ثلاثة شبان على يد قوات جيش الإحتلال، وتطالب السلطة الفلسطينيّة بوقف التفاوض مع إسرائيل فوراً. وقد تابعنا بقلق شديد ردود أفعال الكُثر على تغطيّة التظاهرة. فقد إنشغل غالبية المتابعين عن أسباب التظاهرة بشيء واحد لا غير، تم التركيز عليه وإجتراره بابشع الطرق وأغربها: تصرفات النساء المشاركات ولبسهن. فهناك من انتقد مباشرة تواجد نساء في هذه المظاهرات وفعل الاختلاط، ولم يعجبهنّ تقدم النساء المسيرات مما يعني انهنّ اول من يواجهنّ رجال الامن، وآخرين وصفوهنّ علناً بقلة الأدب، العهر وعدم الإحتشام، تارة بوصف ملابسهن وطوراً لانهن واصلن اصرارهن على المرور رغماً عن الرفض الذي قابلهن. وبين هذا وذاك، هناك من ترك صورة ضرب المتظاهرات والمتظاهرين وقمعهن، ليطالب الحركات النسوية، "برفع قضية مستعجلة" ضد تصرفات المُشاركات.
اذا بدلنا الشرطة بالجيش الإسرائيلي، لأصبحن مناضلات
لا يسعنا إلاّ ان نعلن يقيناً، انه لو التقطت العدسات ذاتها، المشاهد عينها ولكن تم استبدال الشرطة الفلسطينية بالشرطة الإسرائيلية، لقامت الدنيا ولم تقعد، ولأصبحنّ ذات "الساقطات" بنظر البعض، بطلات قوميّات ومناضلات من دون ذرة شك. إن إزدواجيّة المعايير الصارخة هذه هي ما يجب حقاً ان يستدعينا إلى ان نعيد حساباتنا. ان هذه الازداوجيّة تعني من بين ما تعنيهِ أن مجتمعنا الفلسطيني، ما زال، للأسف الشديد، يشترط وقوفه مع حقوق المرأة ومساندتها بالإلتزام بحدود "الإجماع الوطنيّ"، كما يُعرّف بشكله الاكثر ضيقاً: مقارعة الإحتلال وفقط وذلك ضمن شروط وقيود اجتماعية يحكمها الفكر الذكوري. ولا يتم إستيعاب الإجماع الوطني الفلسطيني، بشكله الاوسع، وكما نفهمه نحن كحركات نسويّة: على انه مجابهة كل ظلم وتهميش ودفاعاً عن الناس نساء ورجالا بكونهم بشراً وعن حقهم في التعبير عن ارادتهم الحرّة وان يكوّنوا رأياً حتى لو تناقض هذا مع آراء وتوجهات الأغلبيّة ويدافعوا عنه في كل المحافل.
اعتراف مجتمعي بالجمعيات النسوية
بأدواتيّة منقطعة النظير، طالب البعض المؤسسات النسويّة أن تتنصل من تصرفات المتظاهرات وان تعلن ان "نساء فلسطين" ليسن هكذا. للوهلة الأولى نتفاجأ من كم الإعتراف المجتمعيّ هذا بالحركات النسويّة ودورها وفعلها وهو اعتراف لم نعهده من قبل. ولكن هذا الإعتراف يأتي متناغما مع الفكر الذكوري السلطوي ويتضمن سحب الوكالة منّا فوراً واستدعاءنا إلى أن نتحوّل إلى سلطة قمعيّة اضافيّة. وهكذا نطالب بنفي تعدديّة نساء فلسطين، وإختلافهنّ، كما اختلاف انتماءاتهن، لنجزّ بهنّ جميعاً تحت عنوان واحد يرى مقارعة الإحتلال وحده، من دون مواجهة باقي اشكال القمع والعنف، نضالاً. ومن ثم نطالب ايضاً بأن نضع معايير "تصرفات لائقة" لنساهم في اعادة انتاج منظومات مجتمعيّة صارعنا وما زلنا جاهدات للتخلص من ناموسها.
ونحن بغنى عن القول ان احداً لم يتحدث عن تصرفات الرجال المشاركين ولا اقوالهم ولا حدود حريتهم. وان الغضب، مِن مَن يبدو انهم اصلا معارضين لمحتوى التظاهرة ذاتها، قد صُبَّ على النساء المشاركات فيها، محاولين كالعادة اعتبارها الحلقة الاضعف التي يتم الإستقواء عليها بكافة الطرق. ومن هنا فمطالبة المشاركات ومن ثم الحركات النسوية ب"شجب السباب" ما هو إلا اداة قمعيّة بحدّ ذاتها، تهدف اعلان الاتهام من جهة، دون إمكانيّة الإستئناف على التهمة، ومن جهة اخرى التغطيّة على الجريمة الاهم والاكبر والاشنع وهي الاحتلال، استمرار المفاوضات واستمرار التنسيق الأمني بين السلطة الفلسطينية واسرائيل، كما العنف السياسي الذي يرمي بظلاله علينا جميعاً كفلسطيين وفلسطينيات: منعنا من أن نشارك في تحديد مصائرنا وسدّ الأفق عنّا وتحويل السياسة إلى قاعات ضيقة يشارك فيها أفراد القيادة وليس إلاّ.
تحية للناشطات
ومن هنا نتوجه، نحن نشطاء ونشيطات فلسطينيات، بالتحية للنساء المناضلات في جميع ساحات النضال - دمتن ذخرا للحركة الوطنية وللحركة النسويّة ونشد على ايديكن في نضالكن ضد الاحتلال وضد جميع انواع القمع
[email protected]
أضف تعليق
التعليقات
تحية لكم وكل العار لشرطة عباس رئيس فتح