تحت رعاية مجلس كفرقرع المحلي وقسم الثقافة والتربية اللامنهجية وكوكبة من رجالات الأعمال وأصحاب المحال التجارية وأهل الخير في القرية والمنطقة، وبمبادرة وتنظيم قسم الثقافة والتربية اللامنهجية في المجلس المحلي بادارة الناشطة الثقافية السيدة مها زحالقة مصالحة وبعبق الماضي وروح الأسرة العربية الاسلامية الفلسطينية القطرية الواحدة، وبأجواء رمضانية ايمانية تراثية وابتهالات واناشيد دينية إسلامية، وبشعور الأسرة الإسلامية الرمضانية الواحدة، ومن خلال مشاركة جماهيرية جارفة وواسعة من قرية كفرقرع والقرى والبلدان المجاورة، مثل باقة الغربية، وجت، وجلجولية، وأم الفحم، ومعاوية، وعارة، وعرعرة، وعين السهلة وأم القطف، كفر قاسم، عكا، كابول،مجد الكروم، الناصرة ومصمص وغيرها من البلدان، فقد قام قسم الثقافة في المجلس المحلي بعقد المسيرة والكرنفال السنويين للعام السادس على التوالي والتي باتت منوالاً ثقافياً تراثياً ومتطلباً جوهرياً ينتظره الناس في رمضان.
حيث جاب قرابة الثلاثة الاف مواطن ووابل من الجماهير الغفيرة التي شعت بالسعادة وشعور الوحدة من كفرقرع وخارجها من القرى المجاورة، جابوا شوارع القرية في مسار طويل شق القرية من منطقة المهد إلى ارض الحوارنة برفقة الابتهالات الإسلامية والأناشيد الرمضانية من فرقة المسحراتي العكية التي أبدعت في نسج ليلة رمضانية من وحي الماضي بنكهة قرعاوية مميزة روفقت بحب الناس وروعة التاخي بينهم، وذلك خلال مسيرة المسحراتي الرمضانية القرعاوية التراثية السادسة ويتقدمهم حنطور أيام زمان مُزيناً بالفوانيس والتي أفلحت في استحضار ليلة رمضانية من الزمن الجميل الأصيل ورونق العراقة أخذت الحضور والمشاركين والأولاد والأهالي في رحلة تراثية إلى عبق الماضي ورمضان أيام زمان في كرنفال رمضاني رائع مُرصع بالأجواء الشعبية التي ميزت الزمن الأصيل والزمن الجميل الذي نشتاق إليه لأننا أسرى الحداثة والعولمة، زمن بساطة الحياة ورونق الصدق، ومشاركة الصغير والكبير ومن كل الفئات العمرية والعائلية القرعاوية الكبيرة المحبة لبعضها البعض، لتمزج كل الفئات الفكرية، الإنسانية والعمرية في بوتقة إنسانية واحدة، ومسيرة إيمانية ينيرها الإيمان الصادق والمشع في قلوب أولادنا والجيل الصاعد الذي يتشبث بالتراث الإسلامي ويأبى رحيله من الذاكرة مما يبشر بالخير.
انطلقت البوادر الأولى للكرنفال من خلال الفقرة الأولى التي كانت في ساحة بناية العمار، حيث تجمهر المئات والمئات من أبناء كفر قرع وخارجها حول الحناطير وفرقة المسحراتي العكية التي باشرت بالأناشيد الإسلامية وأناشيد المسحراتي التقليدية والتي أطربت الحضور وأسعدتهم، ثم اعتلت المنصة مها زحالقة مصالحة، مديرة قسم الثقافة والتربية اللا منهجية والتي باركت للجمهور الكريم برمضان كريم مشيرة إلى أن المسيرة والكرنفال يحملان إسم " اشراقة في لسل بلدي... كفر قرع غير بشهر الخير وحبيبتي كفر قرع""، وقدمت فرقة المهرجون العكية والدببة والنعاة والمهرج ذو الأرجل الطويلة أجمل العروض الترفيهية.
ومن ثم انطلقت الجماهير الغفيرة بالمئات إلى المسار الجديد للعام السادس برفقة قوى الأمن الشرطوية وسيارات الإسعاف التي ساعدت في فتح وإغلاق الشوارع من اجل الحفاظ على سلامة الأطفال والأهالي في المسار الطويل والشيق في سراديب الذاكرة الرمضانية.
وقد رافق الجماهير الغفيرة في مسيرة وكرنفال المسحراتي رئيس المجلس المحلي المحامي نزيه سليمان مصاروة والناشطة مها زحالقة مصالحة مديرة قسم الثقافة والتربية اللا منهجية وأسرة الأهالي والعائلات الكريمة من كفر قرع والقرى والبلدان المجاورة والتي أضاءت ليل كفر قرع وصنعته نهاراً بسعادة الأولاد وفرحة الأهالي وإياهم في حدث شعبي من الطراز الأصيل حتى بداية اليوم التالي. وقد إنطلقت المسيرة تمام الساعة التاسعة من أمام بناية العمار مرورا بسوبر ماركت سنتر ناس ومن ثم مروراً بسوبر ماركت الجزيرة وصولا إلى البريد المركزي ومسجد قباء ومن ثم اتجهت الجماهير الغفيرة إلى طريق المجلس المحلي مروراً من جانب مسجد الحوارنة الذي جلل منطقة الحوارنة بالإيمان وطقوس العبادة وصولا إلى الملعب البلدي لمدرسة الحوارنة الابتدائية، وهناك انطلقت الفقرة الرئيسية للكرنفال مع حفلة رائعة للفنان المبدع نعمة خازن وفرقة الأخوة المهرجون والحركات الترفيهية البهلوانية الراقصة للأخوة المهرجون وفعاليات البالونات وأشكالها وحفلة استمرت بصحبة الأهالي حتى منتصف الليل، بالإضافة إلى فقرات ترفيهية تثقيفية هادفة متعددة. وقد ردد الأهالي خلال المسيرة كل الأناشيد الإسلامية التي ذكرتها الفرقة العكية والأجواء الدينية جابت كل شوارع القرية والحمد لله ورددها الصغير والكبير لتصل الرسالة الدينية لكل شرائح المجتمع العمرية في ليلة يأبها النسيان من الذاكرة القرعاوية.
تجدر الإشارة إلى أن شعور الأولاد وذويهم بالغبطة والسعادة في ظل وعلى أنغام الأناشيد الإسلامية والابتهالات الدينية أنستهم عناء الحر والمسار الطويل الذي جاب شوارع القرية وأزقتها بخطوات من الحب وغرس معاني الألفة، التسامح والتآخي التي نطمح دوماً لكي تسود في الجو خلال كل أشهر العام. كما روفقت المسيرة بعدد كبير من المهرجين والمهرج ذو الأرجل الطويلة والفنان الذي يلف بعباءة المولد لتفلح فرقة المسحراتي العكية بنسج أروع سبل الغوص في بحر لنخرج بصدف العراقة والأصالة.
وبعد الاستماع إلى أغاني محمد عساف التي تشعل الحوارنة حماساً، فقد دعت عريفة الكرنفال الاهالي الى شراء البالونات من اجل إنجاح فقرة تطيير البالونات في سماء الحوارنة، ومن ثم قدمت فرقة الفنان نعمة خازن وفرقة الأخوة المهرجون أروع وأجمل العروض البهلوانية التي أسعدت وأشركت الأهالي والأطفال وتخللها فقرات من السحر وفن نفخ البالونات والرقص الجماعي للمهرجين والكثير من المفاجآت، كما وبادرت مديرة الكرنفال إلى إجراء دبكة فلسطينيى بمشاركة الأطفال الرائعين من جيل سنتين إلى جيل 14 والذين أبدعوا ببراءتهم على مسرح الحوارنة ليكتمل بدر الإبداع، والفقرة واللب الأساسي وذروته كانت وبحق مع تطيير البالونات التي انطلقت الى السماء بعد العد التنازلي من 10 إلى صفر والذي قام به كل من مها زحالقة مصالحة ونعمة خازن ثم أطلقت عريفة الكرنفال تطيير البالونات بتوجيه دعاء وتضرع لرب العالمين أن يحمى الأمة الإسلامية من كل سوء وان يحمى الشعب الفلسطيني والمجتمع القرعاوي وجمهور المهرجان، وهكذا عاشت كفر قرع ليلة تاريخية وشاحها سعادة أزهار الأرض أحباء الله.
وفي تعقيب لها عبرت لنا مها زحالقة مصالحة عن غبطتها وسعادتها اللا حدود لها بالحضور الجارف والحب الكبير الذي يكنه أهالي كفر قرع والمنطقة لهذا المنوال الإنساني التراثي الترفيهي الذي يجمع الناس بأجواء شعبية، مشيرة الى الازدياد الملحوظ في الاقبال على الكرنفال من عام الى عام واستطردت:" فكلمات إصحي يا نايم، اصحي يا نايم، اصحي وحد الدايم، رمضان كريم، صلى الله على محمد ، صلى اله على محمد"، على وقع هذه السيمفونية الرمضانية الشجية والابتهالات الإسلامية استمتع المشاركون والمشاركات في كرنفال المسحراتي السادس بصوت المسحراتي، وهذا هو المراد، وأكدت بأن علامات السعادة والرقص البريء في عيون الأطفال المشاركين وقفزهم على الأرض إنما هي الدليل القاطع على نجاح الكرنفال الذي هدف إلى تعميق وترسيخ أسس التراث الإسلامي وتجذير حب الجيل الجديد للماضي وتعزيز الحنين إليه بالإضافة إلى رسم البسمة والسعادة على شفاه أطفالنا بريشة التراث الإسلامي التي تمزج التراث بالفكاهة بهدف التمرير والتذويت الصادقين، كما وأشارت زحالقة مصالحة إلى خصوصية هذا العام من حيث الانهيال الجماهيري.
كما وأكدت بأن الحضور هذا العام يضاعف الحضور في العام المنصرم مرتين تقريباً وفي العام المنصرم قلنا نفس الحقيقة، وهي حقيقة تدعو للمفخرة، وتدل على بناء قاعدة جماهيرية عظيمة واصفةً المسيرة على النحو التالي:"انزلقنا معا من مسار المسحراتي حيث اعتلينا حنطور أيام زمان في رحلة إلى عبق الماضي وفي نفق أيام زمان مستنيرين بفانوس رمضان لينير قلوب أطفالنا وديجور عدم معرفتنا بالماضي التراثي متزودين بريشة الفكاهة والترفيه، إيماناً منا بأن من لا ماضي له فلا مستقبل لكيانه، وأضافت :"سعينا ونسعى جاهدين إلى ترسيخ التراث الشعبي بين صفوف أبناء الجيل الجديد في مأسسة الذاكرة الجماعية لنا كشعب، حيث تجولنا في عباب القصص الشعبية وعشنا ليلة رمضانية من بدايات القرن الماضي عشنا رحلة تراثية إلى عبق الماضي ورمضان أيام زمان في كرنفال رمضاني رائع مُرصع بالأجواء الشعبية التي ميزت الزمن الأصيل والزمن الجميل الذي نشتاق إليه لأننا أسرى الحداثة والعولمة، زمن بساطة الحياة ورونق الصدق".
حول المسحراتي وشخصية احد ابرز معالم شهر رمضان المبارك بإيقاعه المتناغم الرخيم.. وبخطواته الوئيدة الحثيثة المنتظمة مع إيقاع طبلته يقطع سكون الليل.. يطوف الشوارع والأزقة والحارات بفانونسه الصغير وطبلته التقليدية التي ينقر عليها نقرات رتيبة عند باب كل بيت وهو ينادي صاحب البيت باسمه يدعوه للاستيقاظ من اجل السحور. حيث ارتبط شهر رمضان الفضيل بالكثير من المناسبات والعادات والتقاليد التي ظهرت ولم يكن العرب يعرفونها من قبل، مثل شخصية المسحراتي وهو الرجل الذي يطوف بالبيوت ليوقظ الناس قبيل آذان الفجر، أي أنه هو الذي يقوم بعملية التسحير، والسحور أو عملية التسحير هي دعوة الناس للاستيقاظ من النوم لتناول الطعام في ليالي شهر رمضان، ويستخدم المسحراتي في ذلك طبلة تعرف بـ "البازة"، إذ يُمسكها بيده اليسرى، وبيده اليمنى سير من الجلد، أو خشبة يُطبل بها في رمضان وقت السحور.
[email protected]
أضف تعليق