منذ نعومة أظفاره، وعمره لا يتجاوز الأشهر، بدأ عنان بالبحث عن كرة القدم، ليبدأ مشواره وعشقه للكرة ورياضة كرة القدم، لينمو وتنمو معه الموهبة وحبّه لهذا النوع المشهور من الرياضة، وبتشجيع وتأييد من أهله الذين دعموه لاكتساب المزيد من المواهب وتطوير الأداء في ممارسة كرة القدم، حيث قرّروا إدخاله بمدرسة لكرة القدم في كرميئيل.
إلا أنّ عنان أخفى طموحه أمام أهله ورغبته بأن يصبح نجما محترفا في رياضة كرة القدم لسنين، إلى أن بدأ مشواره بالبوح عن حلمه بالنجوميّة خلال رحلة نظّمتها مدرسته لكرة القدم بالارجنتين صيف العام الماضي، وتخللها المشاركة في مباريات لفرق رياضيّة بالارجنتين، حيث أعجب المسؤولون بموهبته وبدأوا يبحثون عنه، حتى نجح أخيرا بالانضمام إلى أحدى الفرق الاسبانيّة، وقد يعود ذلك أيضا لتأييده الجارف للفريق البرشلوني!.
عن موهبة الشاب ابن قرية عرابة عنان سامي سعدي، والذي يبلغ من العمر الآن 18 عاما، وبعد أن وقّع رسميا مع فريق اسباني، مراسلنا تحدّث معه للحيث عن حلمه الذي بدأ يتحقّق.
في البداية قال أنّه لاعب خط وسط، ومن خلال مدرسة كرة القدم في كرميئيل خرج مع 5 لاعبين لتدريبات في الارجنتين، وهي عبارة عن رحلة ومشاركة في مباريات كرة قدم ودّية، ليبدأ من هناك المشوار نحو النجوميّة، فعندما رأى المدرب القدرة ليه للعب في فرق بمستوى عالي، اقترح عليه اللعب في فريق اسباني وفقا لأدائه المتميّز.
في اسبانيا العام الفائت وضعت العراقيل..
ويقول سعدي أنّه خرج الى اسبانيا بعد ان التقى بوكيل أعماله والمسؤول عنه خوسيه ماريا، وقام بالمشاركة بتدريبات فريق بدرجة ثالثة، وذلك من أجل تقييم درجة الأداء لديه، وبعدها شارك بتدريبات مع فريق "إلتشي" فترة اسبوع، بالاضافة الى مشاركته في مباراة معهم، وعاد الى البلاد بانتظار نتائج الاختبارات واحتمالات ضمّه للفريق، مضيفا: "وصلني منهم رغبتهم انضمامي الى الفريق، لكن كان يتوجّب علي إحضار فيزا طالب بسبب عمري، حيث كنت قاصرا في حينه، وفي السفر وضعت السفارة الاسرائيلية أمامي العراقيل، الأمر الذي حال ون انضمامي يومها – أي قبل سنة الى الفريق، حيث ماطلت السفارة كثيرا بتحضير الأوراق المطلوبة من أجل السفر الى حين اقتراب انتهاء الموسم الكروي في اسبانيا، ويومها فشلت كافة المساعي للانضمام الى الفريق هناك".
بهذا العام، مجدّدا الى اسبانيا وتوقيع العقد مع لوركا!
إلا أنّ موهبة عنان سعدي لم ينساها المسؤولون، فقد عاد وكيل أعماله مجددا ليزوره ويجدّد المحاولات لضمه الى الفريق، ليعود قبل نحو شهر ونيّف إلى اسبانيا لإجراء تدريبات واختبارات من جديد، قائلا: "في الأيام العشر الأوائل كنت في لوركا، وهناك تمرنت 10 ايام، باليوم العاشر وقعت على عقد لمدّة سنة في الدرجة الثالثة في اسبانيا، ومن ثم توجه وكيل اعمالي لفريق "إلتشي" كي اتمرن معهم، إلا أنّ الفريق قد صعد الى درجة اعلى – ووفق القوانين هناك فإنّ صعود الفريق يعني حاجتهم للاعبين لديهم تجربة سابقة مع الفريق واشتراط عمرهم ب 20 سنة وما فوق، الأمر الذي حال دون تسجيلي لاعبا مع فريق إلتشي، لأقرر الانضمام نهائيا مع فريق لوركا ديبوتيفا".
وأضاف: "سأعود الى إسبانيا في اواسط شهر تموز القادم، لأبدأ المشاركة في تدريبات فريق لوركا لمدة سنة كاملة وفق ما ينصّ عليه العقد الموقّع، وفي السنة التي تليها، هناك شركة ووكلاء اعمال قمت بالتعاقد معها لعشر سنوات - وهي المسؤولة عن تقدمي بشكل عام بأي فريق في العالم".
ابحث عن النجوميّة، وفريق برشلونا
وعن رأيه بنجاحه الانضمام للفريق الإسباني هذا العام، والذي يعتبرها الخطوة الأولى نحو النجوميّة، قال: "هذه الخطوة الاولى لتحقيق حلمي، وهي الخطوة الاولى للحلم الكبير كي اصبح لاعب كرة قدم محترف بالدرجات العليا في أندية مختلفة بالعالم، ولأنني أحب برشلونا، فإنّ حلمي هو اللعب في برشلونا، أو فريق يلعب بنفس مستوى ومهارات فريق بشلونا".
ليس سهل جدّا، فالمشكلة الأكبر حبّ أهله، ولوعة الفراق!
عنان سعدي الذي أنهى تعليمه الثانوي في العام السابق، لم يكن الأمر بالنسبة له بهذه السهولة، فالعراقيل كثيرة، لكنّها كلّها تم تذييلها أمام طموحاته المستمرة نحو تحقيق أحلامه، لكنّ أهله لم يرغبوا كثيرا بسفره وفراقه، فهو الأبن الوحيد لديهم. عن تقبّل الفكرة ومشوار إقناع أهله بحلمه، قال: " في المرة الأولى التي سافرت بها الى الارجنتين كان بالنسبة لوالدي مجرّد رحلة عادية وممارسة رياضة كرة القدم، وعندما وصلتني الدعوة لتجربة الأداء في اسبانيا من قبل المدرّب، كانت معارضة صغيرة من قبل الأهل، لأنّ قبولي يعني عيشي بالخارج، وانا الابن الوحيد، وهذا غير سهل ابدا، وعندما أصبح الامر واقعا أمامهم بأنّ الرحلة تحوّلت الى مشوار نحو تحقيق الحلم، وأنّ ما تعبت من أجله منذ 13 عاما، وبذلت قصارى جهدي من أجله، ولأنها فرصة لا تصح للكثيرين، بدأ أهلي في النهاية وأمام إصراري القبول، وتم الاتفاق على ان أجرب بداية السفر الى اسبانيا واللعب هناك، وعند العودة يتم الحديث"!!!.
ولأنّه عاد الى عرّابة قبل أيام أصبحت الفكرة صعبة جدّا على أهله، فالحلم أصبح واقعا أمام أهله، وهي السفر والعيش في اسبانيا، وأنّ الانضمام الى الفرق الاسبانيّة لم تعد مجرّد فكرة، كما وأنّ أهله دائما رغبوا – مثل اي أهل، بإكماله التعليم الجامعي فهو متميّز بتعليمه الثانوي، لكنّه نجح بتحويل المعارضة الى ترحيب وتشجيع ومباركة، فكان لديه امل كبير، وهم رأوا حلمه في عينيه.
عنان: أشكر الراعي الرسمي لحلمي.. أبي سامي
ووجّه سعدي رسالة عبر "بكرا" لأهله قائلا لهم: " اشكر اهلي وعائلتي الذين ساندوني رغم رغبتهم البقاء بينهم، أشكر ابي الذي مولني من ناحية اقتصادية طول سنوات خلال مدرسة كرة القدم، وخلال مشوار انضمامي الى الفريق الاسباني، فأبي كان الراعي الرسمي لأحلامي، وأنا أقول له اليوم أنني عدت له بنتائج طيبة، كما واشكر أمي، وكل العائلة الذين وقفوا الى جانب حلمي، وأخيرا شكرا للمدرب الارجنتيني ادواردو بيريل، ووكيل اعمالي خوسيه ماريا الذان اوصلاني الى ما أنا عليه الآن، وامنا بقدراتي نحو الوصول الى الهدف".
أم عنان: أذكر صورته وهو أبن عدة اشهر مع كرة القدم
جيهنة سعدي – أم عنان، لم تخفِ فرحتها برؤية ابنها يحقّق أحلامه وما حلم به على مدار سنوات طوال، فتقول لمراسلنا: "في البداية كان الأمر صعبا جدا، فأنا الأم وهو الولد الكبير والوحيد لدي، لكنّنا بدأنا نتغلّب على هذه العاطفة مع رؤية عنان وتحقيق حلمه خطوة خطوة، فانا اتذكّر جيدا تلك الصورة وهو ابن عدّة أشهر فقط حين كان يجلس على كرة القدم، وأتذكّر كيف كان دائما يطلب من أبيه شراء كرات القدم بألوان صغيرة وهو لا يزال طفلا صغيرا، فقد بدأت أعي أنّ هذا حلما بناه منذ صغره".
وأشارت الى أنها رافقته طوال سنوات الى كرميئيل، في تدريباته ومبارياته، فقد كانت تخصص الكثير من الوقت لترى ابنها لاعبا مميّزا منذ صغره، ومنحته الكثير من الوقت لترى حبه الجارف لرياضة كرة القدم، معلّقة على ذلك قائلة: "هذا كله فكرت به للتخفيف علي من خوف الفراق، هذا ما تذكّرته كي أبدأ بدعمه والوقوف الى جانبه رغم أنّ ذلك صعب جدّا علي".
وأخيرا وجّهت رسالة له عبر بكران قائلة له أنّها تريده بأن يكمل تحقيق حلمه، ان يصبح لاعبا مشهورا متميّزا، لاعبا نجما تسلّط عليه أضواء الشهرة.
[email protected]
أضف تعليق
التعليقات
בל תוופיי22 ולנגאאחח ענווש אבן ספיי :(((
لو طلب منك المنتخبين الفلسطيني والاسرائيلي انك تلعب مع احدهما .... مع مين راح تلعب ؟؟؟؟ جاوب وبكل صراحة
اناا العب كرة قدم جيدا واتمني ان العب كرة قدم في اسبانيا وانا من فلسطين مقيم بغزه عمري 17 عام