ربما لم تشهد الملاعب الإسرائيلية من قبل مباراة بهذه الأهمية ، فرغم أنها لم تجمع بين المتخبات الأولى لإسبانيا وأيطاليا ، إنما منتخبات الشباب تحت 21 عام ، ورغم أن البطولة لم تأخذ الإهتمام الكبير والأضواء نفسها التي حضيت وتحضى بها بطولة كأس القارات في البرازيل لا سيما وأن البطولتين تجريان بنفس الوقت تقريباً ، ولكن فعلاً كان لمباراة النهائي بين ايطاليا واسبانيا رونقاً خاصاً.
النتيجة النهائية كما يعرف الجميع كانت 4-2 لصالح إسبانيا ، لتثبت الكرة الإسبانية جدارتها وصدارتها على مدارس كرة القدم في العالم أجمع ولتكمل سيطرتها ، فبعد سقوط الكبيرين الإسبانيين في دوري الأبطال قال الكثيرون أن الحقبة الإسبانية قد إنتهت ، ولكن ها نحن نرى منتخبا شابا معظم عناصره أصبحوا نجوماً وهم في العقد الثاني حياتهم ، ولو بدأنا بالعد لعددنا تقريبا الجميع ، فنكتفي بذكر مسجل الثلاثية تياجو إلكنتارا والسريع المراوغ أيسكو .
المنتخب الأيطالي بدوره لم يقدّم المستوى المعهود وأظهر بلعبه المشتت صورة الكرة الأيطالية في السنوات الأخيرة بتشتتها ، ورغم كوني مشجعاً لهذا الفريق منذ طفولتي إلّا أن الإعتراف بالحق فضيلة ، وفعلا ايطاليا مستواها إنخفض بقدر إرتفاع مستوى إسبانيا في السنوات الأخيرة ، علما بأن المنتخب الأيطالي يحوي بعض العناصر الجيدة كإنسيني وفيراتي إلا أن إعتماد الفرق الأيطالية الكبيرة على اللاعبين الأجانب أو الكبار وتجاهلها للشباب أُثّر ويؤثر كثيراً على المنتخب.
الجماهير الإسرائيلية ، وما أدراك ما الجماهير الإسرائيلية ، 30 ألف متفرج كانوا في المباراة تقريباً ، ولأول مرة نذهب لملعب تيدي دون أن نرى العبارات العنصرية ، فالمدرجات الصفراء لهذا المعلب أعطت له صورة غير محبوبة لدى العرب الفلسطينيين في الداخل وخصوصا مشجعي النادي السخنيني ، نرجع للجماهير الإسرائيلية التي توزعت على كافة مدرجات الملعب وكانت هي الغالبية العظمي ، بالإضافة لبعض الطليان وبعض الإسبان ، وطبعا معظم الإسرائيليين حملوا أعلام إسبانيا إضافة لعلم دولتهم ، فهي "موضة إسبانيا" الآن ، وبدا للمتفرج كأنه يتابع مباراة في أوروبا ، فالجمهور كان راقياً وخلال المباراة أبدع بلوحات عدة أبرزها "الأمواج المكسيكية" التي بدأت بمونديال المكسيك عام 1986 وتقوم بها بعض الجماهير حتى أيامنا هذه ، وغنوا لإسبانيا قليلا وغنوا أغانيهم الإسرائيلية أيضا.
في الملاعب الأوروبية وخصوصا في المباريات المهمة نرى أحيانا ظاهرة دخول شخص لأرضية الملعب ومراوغته لرجال الأمن ، فيضحك الجماهير ويلطّف الأجواء ، في "تيدي" البارحة حصلت هذه الظاهرة ، وقد أضحكت الجماهير بالمرة الأولى ، ولم ترق لهم في الثانية والثالثة ، وكالعادة حتى التقليد لا ينجح كثيرا في إسرائيل وأحسستُ أن أحد اللاعبين الطليان كان سيضرب أحد الشبان الذين دخلوا للمعلب ، حيث كانت النتيجة 4-1 وأعصاب الفريق الإيطالي "محروقة" لا سيما بعد أن إحتسب الحكم ضدهم ضربة جزاء كان يستطيع التغاضي عنها.
للعرب كان حضوراً جيداً في المباراة ، ففقط في القسم الذي تواجدتُ فيه كان هنالك أكثر من 25 عربي ومن بينهم عائلات عربية حضرت من شمالي البلاد وجنوبها.
في النهاية ، لم أحلل المباراة رياضياً لأن هنالك من يستطيع ذلك أمهر مني ، ولكن الواضح جداً أن إسبانيا إستحقت الفوز ولكن ضربي جزاء في مباراة واحدة كانتا الأصعب على أيطاليا , وكان الحكم يستطيع أن يتغاضى عن إحداهما.
[email protected]
أضف تعليق
التعليقات
اسبانيا وبس