الخبر الألف عن لجان الحج والعمرة، حكومات برأسها سقطت ودول وأنظمة بطولها وعرضها تهاوَت كأحجار الدومينو في الأشهر الأخير، إلا أن لجان الحج والعمرة، وعلى الرغم من الفساد الكثير الكثير الذي فيها وعلى الرغم من الأزمات والألم والمُعاناة التي يُعانيها الحُجاج والمعتمرون في البلاد، وعلى الرغم من لجنة تقصي حقائق في الموضوع وعلى الرغم من الصور المُفزعة والشهادات المُروعّة وغيرها وغيرها.. ما زالت لجان الحج والعمرة صامدة ثابتة مُبقية على نفسها وعلى ألم الحجاج والمُعتمرين، دون أن يرف لأحدهم جفن ودون أن يتألم له قلب أو تخطر على باله فكرة لأن يتغير الحال!
يبدو أن الموضع بدأ يأخذ في الأسابيع الأخير منحًا خطيراً، حيثُ أن البعض على ما يبدو خلص إلى نتيجة أن "الحوار السلمي لا ينفع" ففي كفرقاسم مثلا أطلقوا وابلاً من الرصاص على مكاتب الحج والعمرة ورموا قنابل على بيت أحد المسؤولين عن هذه الأمور هناك!...

في حقيقة الأمر فإن أخبار معاناة الحجاج والمعتمرين "ورجمهم" قبل أن يرجموا إبليس (عليه وعلى من نجح بسلب ضميرهم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين) ما زالت تتوارد، حتى أصبحت روتينًا، بل حتى لم تعُد خبرًا، وكأن عدم وجود فُندق للنوم أو حمامات فندق مُقرفة أو حافلات قديمة ودون مُكيّف تخرب وسط الطريق وكأن بهدلة على الحاجز أو "مرمرطةً" في نقطة "الشونة" هي جزء من مناسك العُمرة!

لقد نجح الناس بإيصال الرسالة، ولقد نجحوا باستخراج تصريحات غاضبة من أفواه ممثلي الجمهور من بعض الشيوخ وأعضاء الكنيست والقيادات، ولكنهُم لم ينجحوا بتغيير شيء على أرض الواقع، وعلى الرغم من كثرة الوعود من شخوص بارزة في الحركة الإسلامية ومن رئيس لجنة المُتابعة محمد زيدان، ازداد الوضع سوءً، كحكاية الحمّار الذي اعترض على أنه ضاق ذُرعًا بما يحمله على ظهره، فقفز في الماء احتجاجًا، ولما خرج كُسر ظهره، لأن ما كان يحمله على ظهره اسفنجًا ! – وعلى قول المثل العربي "أراد تكحيلها.. فعماها"..!

نعرض عليكُم في موقع بُكرا هذا الفيديو لتصريحات "نارية" للـ "قيادة" التي لم تُغني ولم تُسمن من جوع.. والسؤال الذي يطرح نفسه هُنا: "من أين تملك لجنة التنسيق للحج والعمرة كُل هذه القوة حتى (تلعب) بالجميع ولا تهزها تصريحات القيادة ولا غير القيادة، ومن أين "هداها الله" إلى تلك القوة العظيمة التي جعلت آلاف الشهادات والصور والفحص المهني، كُله كذبٌ بكذب، وما تراه هُو الحق الذي أراده الله للناس".
نقدم لكُم فيديو "التصريحات القوية المخصية".. ولمشاهدة تحقيق العام الماضي في موقع "بُكرا" اضغطوا هنا

من التصريحات التي تُشاهدوها fالصوت والصورة:

عضو الكنيست ورئيس الحركة العربية للتغيير الدكتور أحمد الطيبي: "ما يحدث في جمعيات الحج والعُمرة أمر مُعيب وضُحك على الناس، ومندوبنا في القائمة لحل هذا الموضع هو الشيخ إبراهيم صرصور".

عضز الكنيست عن التجمع الوطني الديمقراطي حنين زعبي: "مع نظافة اليد هُنالك وضوح في الصورة، وعندما نقول مشكلة شائكة وصعبة فهذا يعني أن هُنالك من يُريد أن يُخفي أمورًا ما عن الرأي العام.. هذه ليست قضية دينية وليست قضية مسلمين ولا قضية اللجان، هذه قضية تعامُل مع شأن عام يهم العديد من البيوت، ونتحدث عن الآلاف الكثيرة سنويًا وأظن أنه على التجمُع أن يُكرس مجهودا أكبر وأنا متأكدة أن هُنالك أمور جذرية يجب أن تحصُل في هذا الملف".

عضو الكنيست والوزير السابق غالب مجادلة: "المُختلس هُو مُختلس ولا أحد يعمل اليوم بسذاجة وحسابهم عند رب العالمين، لا يمكن أن نمر مر الكرام على اختلاس مالي أثبتت بالدليل القاطع بتوصيات لجنة تقصي الحقائق".

محمد زيدان، رئيس لجنة المُتابعة ومُعيق عملية الإصلاح: "لا يمكننا أن نطبق قرار لجنة تقصي الحقائق إلا بشكل تدريجي".

واصل طه، رئيس التجمع الوطني الديمقراطي: "غيروا بعض الأشخاص في اللجان بشكل شكلي، وكفى الله المؤمنين شر القتال وهذا غير كاف وغير معقول.. ويجب الذهاب إلى الشرطة أو الذهاب للمكاتب السياحية لتتولى هي الأمر ولم يخوّل أحد لا الشيخ كمال خطيب ولا محمد زيدان أن يتحدثوا باسم المسلمين في البلاد، ولا يوجد تسوية في مثل هذه الأمور ومن توصل إلى تسوية عليه أن يتحمّل ما سيحدُث".

الشيخ كمال خطيب، نائب رئيس الحركة الإسلامية التي ينتمي إليها قسم من أعضاء لجان الحج والعمرة و(الراقبة) قال: "هنالك قضية خلل في العمل الإداري وقد يصل إلى الفساد المالي ولكن دون الإشارة إلى أشخاص مُعينين ولقد التقينا وزير الأوقاف الأردني وقال إن اللجنة التي ستتبناها لجنة المتابعة هي التي ستتعامل معها، ولكن يبدو أن هُنالك أمور تحول دون ذلك، وأنا لا أتهم أحدًا".

يُذكر أن كُل هذه التصريحات النارية لم تُغير قيد أنملة من الواقع التعيس، وكان سليم شلاعطة من سخنين، رئيس لجنة التنسيق للحج والعمرة قد قال لموقع "بُكرا" في مقابلة مُصوّرة العام الماضي أن غطاء لجان الحج والعمرة هُو من لجنة المتابعة ومحمد زيدان وشيخ الأقصى رائد صلاح وأنه إذا طلبوا منه "تسليم الأمانة" سيقوم بذلك – ولكن يبدو أن الأمانة ما زالت تحتم المزيد - !

شاهدوا الفيديو المُرفق للتصرحيات، واعملوا "لايك وشير" إذا أعجبكم اللفظ والكلام !!!

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]