أكد النائب د. عفو إغبارية (الجبهة)، أن قرار محكمة الطاعة باستدعاء إدارة فريق بيتار القدس لكرة القدم لجلسة تداول، هدفه معاقبة الفريق من خلال إجراء المباراة بين فريق البيتار أمام مكابي أم الفحم مساء الثلاثاء على أرض ملعب تيدي في القدس بدون جمهور، فإن هذا القرار إذا اتُّخذ هو مرفوض للفحماويين ولكل مناهضي العنصرية المنفلتة في ملاعب كرة القدم، ويعطي شرعية للعنصريين ويمنحهم القوة لمواصلة ممارساتهم العنصرية، بدلا من البحث عن السبل للجم هذه الظاهرة الخطيرة.

هذا التصرف هو انتصار للعنصرية والعنصريين

وقال النائب إغبارية، إنه من غير المنطقي حرمان الجمهور الفحماوي من مرافقة فريقه ومشاهدة المباراة بسبب عنصرية الجمهور البيتاري، لأن هذا التصرف هو انتصار للعنصرية والعنصريين، والأجدر بالمحكمة التي ستعقد جلستها ظهر غد الثلاثاء لإصدار قرارها، أن تقرّ مشاركة الجمهور بالمباراة دون جدل، وأن تطالب الشرطة بتكثيف تواجدها في مداخل الملعب ومدرّجاته لإخراس التفوهات العنصرية، ومنع مروّجي العنف والعنصريين من دخول الملعب وإثارة القلاقل. وكذلك على إدارة الفريق وهي تعرف جمهورها جيدا، أن تقوم بواجبها للحد من الاعتداءات العنصرية اللفظية والجسدية الصادرة من جمهورها، وعلى عاتق اتحاد كرة القدم المسؤولية الأولى في ضبط سلوك إدارة فريق البيتار وجمهوره واتخاذ القرارات المناسبة مهما كانت صعوبتها لوقف هذا الاستهتار المتواصل دون توقُّف منذ سنوات طويلة.
وحذّر النائب إغبارية من التطرّف العنصري المتزايد بين جمهور بيتار القدس والذي وصل ذروته في المباراة الأخيرة التي جرت بين بيتار القدس أمام بني يهودا، حين تعالت التفوهات العنصرية من الجمهور البيتاري ضد نيّة إدارة الفريق ضم لاعبين مسلمين من الشيشان لصفوف الفريق، فإن مثل هذه الأجواء العنصرية المشحونة هي بعيدة كل البعد عن الرسالة الرياضية المقدّسة التي من قواعدها وأسسها التثقيف على الأخلاق والتسامح والمنافسة الشريفة والروح الرياضية العالية.

 "ميزان" تطالب المستشار القضائي بالتحقيق في تفوهات مدرب "بيتار القدس" العنصرية
 
وبعث المحامي عمر خمايسي من مؤسسة ميزان لحقوق الإنسان – الناصرة  برسالة عاجلة إلى المستشار القضائي للحكومة يهودا فاينشتاين طالبه فيها بالتحقيق في التفوهات العنصرية التي صدرت عن مدرب فريق "بيتار القدس" ايلي كوهن.
وجاء في رسالة خمايسي الى فاينشتاين: "إن أقوال المدرب ايلي كوهن، صدرت أول أمس السبت 26.1.2013 في أعقاب اللعبة التي جرت بين فريقي بيتار القدس وبني يهودا على ستاد تيدي في مدينة القدس، حيث كان المشهد يقطر عنصرية خلال المباراة وبعد انتهائها، خاصة من مؤيدي ومشجعي فريق بيتار القدس الذين حملوا الأعلام الموّشحة بالرايات والشعارات العنصرية، رافقها صيحات وصرخات وشتائم عنصرية أيضا تجاه العرب والمسلمين".
وأضاف المحامي خمايسي في رسالته إلى المستشار القضائي: "أن تصريحات المدرب كوهن جاءت بعد المباراة في أعقاب كشف مالك فريق بيتار القدس المليونير اركادي غايدماك من أنه يدرس إمكانية التوقيع مع لاعبين اثنين مسلمين من الدوري الرياضي الشيشاني وضمهم لصفوف فريقه بيتار القدس، حيث قال كوهن معقباً على هذا الأمر (لا توجد لدي مشكلة مع مسلمين من اوروبا، ولكن المشكلة مع العرب والمسلمين هنا في هذه البلاد ومن الشرق الأوسط)".

يدافع عن اللاعبين المسلمين من الشيشان عبر التمييز بينهم وبين المسلمين العرب

وأكد خمايسي في رسالته أن المدرب العنصري حاول في تصريحه العنصري أن يدافع عن اللاعبين المسلمين من الشيشان عبر التمييز بينهم وبين المسلمين العرب الذين يحيون في هذه المنطقة مقارناً (المسلمين الشيشان القادمين من الغرب الأخيار مقابل المسلمين العرب الأشرار في منطقة الشرق الأوسط) كما جاء. ولا شك أن هذه التفوهات البغيضة التي قيلت أمام عدسات الكاميرات والتلفزة هي مخالفة للبند الرابع في قانون القذف والتشهير، وهي مس كذلك بالمشاعر الدينية حسب البند 173 من القانون الجنائي. كما أن هذه التصريحات تحمل تحريضا للعنصرية كونها تعد تحقيرا ومساساً فظا بجمهور كبير فقط بسبب لونه أو انتمائه الإثني.

التفوهات مسّت بالعرب في هذه البلاد

كما شدد خمايسي في رسالته على أن هذه التفوهات مسّت بالعرب في هذه البلاد، خاصة المسلمين منهم، عندما وصمتهم بالاختلاف عن الآخرين وميزتهم عمن سواهم بالمفهوم السلبي، الأمر الذي يزيد الطين بلّة وينضح بالعنصرية ويغذي الكراهية للعرب المتفشية أصلاً، ويضخ سم الكراهية في أوساط مشجعي ومؤيدي ملاعب كرة القدم، وعلى رأسهم مؤيدو فريق بيتار القدس الذين سجلهم حافل بمثل هذا الانفلات العنصري البغيض، تجاه اللاعبين العرب الذين يلعبون في صفوف فرق من الدرجات العليا في الدوري الإسرائيلي، خاصة أن هذه الأقوال تصدر عن إنسان مسؤول بمثابة مربٍ وقائد ينظر إليه نظرة القدوة من مشجعي ومؤيدي كرة القدم.

بحث ظاهرة التفوهات العنصرية ضد العرب من قبل لاعبين ومدربين ومؤيدين

وختم خمايسي رسالته بالقول: "على ضوء ما ذكر أعلاه فإننا في مؤسسة ميزان نطالب المستشار القضائي للحكومة فاينشتاين بفتح ملف تحقيق ضد مدرب كرة القدم ايلي كوهن بسبب تفوهاته الأخيرة والعمل على تقديم لائحة اتهام ضده بسبب تصريحاته هذه".
وفي سياق متصل فقد أرسل المحامي عمر خمايسي باسم مؤسسة ميزان لحقوق الانسان – الناصرة برسالة أخرى إلى المستشار القضائي لاتحاد كرة القدم في الدولة طالبه فيها ببحث ظاهرة التفوهات العنصرية ضد العرب من قبل لاعبين ومدربين ومؤيدين، وإخضاع مدرب فريق بيتار القدس ايلي كوهن للمساءلة والعمل على تنحيته من منصبه كمدرب كرة قدم، خاصة بعد تصريحاته الأخيرة.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]