موجات فصل العمال من عملهم وأزمة البطالة والاقتصاد في أوجها، وعلى أشدّها – لكن المؤسسات والمصانع والشركات التي تصارع من أجل البقاء، مثل " فينيتسيا" للزجاج ( قرب كفركنا شمال الناصرة) وبري جليل في حتسور قرب كريات شمونة ( الخالصة) – تبدو مهمته بمعايدة عمالها وموظفيها بمناسبة الأعياد اليهودية القادمة، وفي مقدمتها رأس السنة العبرية.
لكن معايدات هذا العام ستكون أقل بما معدله 10% مقارنة بالعام الماضي، وستتراوح ما بين 680-950 شيكل، بالمعد!ل طبعًا. واللافت أن عدد العمال الذين سيحصلون على المعايدات هذا العام سيكون أكبر من العام الماضي، وسيبلغ (1,5) مليون عامل، يبلغ إجمالي مبلغ معايداتهم مليارين ونصف المليار شيكل ( حوالي 660 مليون دولار).
ويُستدل من استطلاعات ومتابعات شركة " فعديم" البحثية، أن الفوارق بين متلقي المعايدات هذا العام في اتساع وازدياد: فمن جهة ستمنح أماكن العمل الكبيرة " القوية" لعمالها وموظفيها معايدة بقيمة تزيد عن ألف شيكل ( 250 دولار)، مثل مصانع البحر الميت ومعامل تكرير النفط وشركة " مكوروت" للمياه وبنك إسرائيل- ومن الجهة الأخرى فهنالك قائمة طويلة من الشركات التي ستمنح عمالها وموظفيها معايدة تقل عن مئتي شيكل- مثل بلدية حولون _ جنوب تل أبيب) وشركة حماية الطبيعة، وشركات الحراسة والتنظيف التي تشغل عمالاً بالمقاولة، وغيرها كثير.
2500 شيكل...
وأكبر مُعايدة مُهداه من مصانع البحر الميت التي يملكها أحد أكبر أغنياء إسرائيل، عيدان عوفر، وهي بقيمة (2500) شيكل، وتأتي في المرتبتين الثانية والثالثة معامل تكرير النفط في حيفا ( وهي أيضًا بملكية عوفر) حيث سيحصل عمالها على معايدات بقيمة (1500) شيكل، ثم عمال " تركوفوت بروم" بواقع (1400) شيكل. أما موظفو بنك إسرائيل فسيحصلون على مُعايدة بقيمة (1200) شيكل، في حين سيحصل على معايدة بقيمة ألف شيكل عمال وموظفو عدد من المؤسسات والشركات مثل " مكوروت" ( للمياه) ووزارة الأمن وأصحاب حق التوقيع في بنك " هبينلئومي" ومستشفى " ايتانيم" والوكالة اليهودية ووزارة البناء والإسكان.
واللافت أن عمال وموظفي مصنع " فينيتسيا" للزجاج، ورغم غول البطالة الذي يتهددهم، فسيحصل كل واحد منهم ( ويقارب عددهم 400)- على معايدة بقيمة (850) شيكل ( هل هي قطعة سكر في الكأس المرّة، أم الأمنية الأخيرة للمحكوم بالإعدام؟!)
وسيحصل موظفو شركة أي.سي.آي ( E.C.I) تلكوم على معايدة قيمتها (800) شيكل، مثلهم مثل عمال وموظفي بلدية كريات ملاخي ( التي يواجه رئيسها شبهات بالاغتصاب والفساد) وشركة تديران".
أما موظفو ديوان رئيس الحكومة فتبدو معايدتهم أكثر تواضعًا"، ربّما لأن مشغّلهم، نتنياهو، يحاول الظهور بمظهر متقشف حيال الفضائح المتتالية- إذ سيحصل كل موظف على معايدة بقيمة (750) شيكل " فقط".
ويليهم موظفو شركة " أركيع" للطيران على معايدة بقيمة (700) شيكل، بينما سيكون نصيب زملائهم في الشركة الأكبر والأعرق " إل – عال"- أقل بكثير، بواقع (250) شيكل فقط.
" وسيكتفي" موظفو شركة حماية الطبيعة بهدية جدّ زهيدة، بقيمة (120) شيكل، هي أقل بكثير من الغرامة المفروضة على من " يصطاد" غزلان... أو حجلة!
[email protected]
أضف تعليق