ليس صعبًا أن تكتشف، وخلال أقل من دقائق خمس منذ أن تبدأ حديثك معها، من أنك أمام فتاة مختلفة بكل المقاييس، فأسلوب حديثها الذي ينبض بعنفوانها سيخبرك أن صاحبته ليست فتاة عادية تسير في الحياة ملتصقة بجدار النمطية إنما هي فنانة ارتأت أن تعبر عن ذاتها في ورشة والدها لتواجه عقبات التقبل الاجتماعي في أولى خطاها هناك حتى تحصد، كما يحدث اليوم، نجاحًا وإقبالاً كبيرين ...

فإن النصراوية شهد زعبي، 24 عامًا، اختارت مهنة الرسم على الزجاج وبناء المجسمات الفنية الزجاجية، غير أن حوارنا معها بدأ من بدايتها في هذا العالم الإبداعي المغاير، حيث قالت:"لقد اكتشفت أنني أحب الرسم على الزجاج عندما أصبح عمري 18 عامًا أي بعد أن أنهيتُ المرحلة الثانوية مباشرة، فبدأت أعمل في محل للزجاج يملكه والدي على طرف أحد الشوارع الرئيسة في الناصرة، فقد حاولت تنمية موهبتي وتطويرها عن طريق العمل وبشكل متواصل لتحقيق هذه الغاية..."

كل ما يلزمني سكين حادة...

وتابعت:"إنني اليوم أتخصص في مادة "الفن التشكيلي" بمستوى السنة الرابعة في كلية "شكنار" الجامعية في تل أبيب، غير أن الرسم على الزجاج، الذي يعد إبداعًا لا يمكن فصله عن الفن التشكيلي، إلا أنني أعتبره الشق الأكثر تشويقًا لي، حيث أحب العمل على قطعة زجاج لأعيش كل مراحل تحويلها إلى قطعة فنية من القص باستخدام سكين حادة لضمان إمكانية الحفر."

يوم كامل لأنهي "العشاء السرّي"...

وأضافت:"إن أكثر ما هو شائق في عملي هو أنه يغمرك بالتحديات من البداية حتى النهاية، فإن أقل خطأ خلال الخطوات يجعلك تعيد ما بدأته لأنك في نهاية المطاف تتعامل مع قطعة زجاج، أي أن التهور في مثل هذه الحالات سيؤدي إلى كسر القطعة وبالتالي سيضيع جهدك المبذول هباءً، فمثلاً لقد تفرغت يومًا كاملاً لأنجز لوحة "العشاء السرّي" وأحولها إلى تحفة زجاجية بكل تفصيلاتها، تخيلوا مثلاً لو أنني زدت حدة بعض الألوان خلال اللمسات الأخيرة أو حفرت إحدى الزوايا بقوة ضغط تفوق احتمالها ترى ماذا كنت سأجنى سوى الحطام...؟"

أتمنى أن أجد منافسًا...

عن مدى انتشار هذه المهنة في مجتمعنا، قالت شهد:"إنني أعتقد أنني الأولى التي تحترف هذا النوع من الفن وأتمنى أن يكون لي منافسين ومنافسات فطعم المنافسة يضيف للعمل رونقًا آخرًا ويجعل الإنسان يبذل جهدًا أكبر في عمله، حيث أنني أستقبل زبائن عربًا ويهودًا من مختلف أنحاء البلاد وبشكل يومي دون أن أجد من يزاملني في هذه المهنة، لذا فإنني أستغل منبركم هذا لتشجيع جميع من تراوده فكرة الإنضمام إلى محترفي هذه المهنة أن ينضم دون تردد ودون أن تمنعه مخاوفه من تحقيق عمل كان من الممكن أن يتميز ويبدع من خلاله..."

فيما يخص التقدير الذي تتلقاه من المعجبين في عملها، أكدت لنا شهد أن مجتمعنا يدعم الفن بشكل كبير فهي تحظى بإعجاب وتشجيع من الكثيرين من زبائنها والذين يحبون ما تبدع يداها، واختتمت حديثها بإعرابها عن أمنيتها قائلة:"إنني أحلم دومًا أنني سأصل يومًا للعالمية من خلال الزجاج أو حتى من خلال أنماط الرسم الأخرى مثل اللوحات الزيتية."

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]