ثارت مؤخرا أحاديث كثيرة حول قانون التجنيد الإجباري "قانون طال"، الذي قدم للكنيست ولم ينل التصويت المطلوب لإقراره، وهو يشمل الشبان في الوسط العربي، ويردد السياسيون الإسرائيليون أحاديث من قبل أن قانون يهدف إلى "المساواة في تحمل العبء، وغيرها، ولعل المستهدف الأساسي من هذا القانون هم الشبان العرب والمتدينون اليهود، والشبان العرب في الغالب يرفضون الخدمة العسكرية في الجيش وفي هذا السياق التقى مراسل موقع بكرا، مع شبان وشابات وتحدث إليهم حول هذا القانون الجديد، وفيما يلي رأيهم:

مهرجان لمناهضة الخدمة الإجبارية

تقول الشابة هبة عودة من مدينة الناصرة، : "نحن في مهرجان لمناهضة الخدمة المدنية، ردا على القانون الذي صدر حول أن الخدمة المدنية هي إجبارية، إنها سياسة من الدولة لتهميش دورنا كشباب عربي فلسطيني ولوضعنا ضمن المؤسسات الإسرائيلية الصهيونية إنه برأي لقانون عنصري، وقمنا بهذه الأمسية لتوعية أكبر عدد ممكن من الشباب بالإضافة إلى هذا نقوم في العمل على الجيل الصغير لتوعيتهم على تاريخ شعبنا الفلسطيني، ونقوم بالعمل في ورشات أكبر وتوعية ما قد أمكن من الجيل الشاب حول السياسة العنصرية المسلطة علينا من قبل المؤسسة الصهيونية".

أما عنات إغبارية من مدينة أم الفحم فتقول: "أنا موجودة هنا في الفعالية المناهضة للخدمة المدنية، حتى أقولها وبصوت عالٍ لا للخدمة المدنية، إن الخدمة المدنية لا تختلف أي اختلاف أخر عن الخدمة العسكرية وهي الطريق الذي يوصلنا إلى الخدمة العسكرية، من هم من حولي أصبح لهم الفضول حول الخدمة المدنية وفوائدها وما هي إمكانيات أن تكون الداعم لهم، حاولت بقدر استطاعتي بأن أغير أشخاص الذين أعرفهم حتى لا يخدموا الخدمة المدنية فهي ليست من مصلحة شعبنا".

مهدي حربجي ينصح الشبان بعدم الخدمة

وينصح الشاب مهدي حربجي نظرائه الشبان في الوسط العربي بعدم الخدمة قائلا: " من جهتي لا أنصح أي شاب أو فتاة بأن ينجروا وراء ما تسمى الخدمة المدنية فهي الطريق الوحيد لتجنيدنا، أنا في المهرجان أقول بصوت يسمع لا للخدمة المدنية فهي الخطوة الأولى لدمار هويتنا الفلسطينية، لا أنصح أي شخص من حولي بأن يقوم في الخدمة المدنية فهي خطر علينا كمجتمع عربي في البلاد".

ويؤكد سليم عابد من الناصرة أنه ضد الخدمة المدنية بشكل قاطع، كشاب حر أرى بالخدمة المدنية مضرة كبيرة كوننا عرب وسكان البلاد الأصليين إن هذا الأمر لا يجدي نفعا على وضع شعبنا الفلسطيني، وهذه لعبة سياسية التي تريد أن يكون الجيل الشاب تحت ما يسمى حقوق بالخدمة المدنية”.

عنبتاوي: الخدمة تندرج في إطار صراع الوعي

وفي حديث مع خالد عنبتاوي من مدينة شفا عمرو وهو ناشط في جمعية بلدنا، يشير إلى أن الخدمة المدنية هي بالأساس في سياق الصراع على الوعي ما بين المؤسسة الإسرائيلية والشباب الفلسطيني في الداخل، طبعا على أثر الانتفاضة الثانية والوعي الشبابي الذي تترجم في الانتفاضة وليس بالصدفة قد أتت الخدمة المدنية بعد سنة الـ 2000، طبعا للتأكيد على أن الخدمة المدنية ليس لها أية علاقة في التطوع هي مزوهة في قالب اجتماعي، الجوهر الأساسي للخدمة المدنية هو السياق الأمني عسكري ولا ممكن الفصل بين الخدمة العسكرية والخدمة المدنية لأنه كل اللجان والشخوص التي وصت في الخدمة المدنية لهم الخلفية العسكرية والأمنية، إضافة إلى رفضنا القاطع لربط حقوقنا المشروعة كأقلية فلسطينية بعمل سياسي معين الذي هو الخدمة المدنية”.

يتابع عنبتاوي:"بالنسبة للشق الثاني المسئول على استقطاب البعض من الشبان وبالأساس منهم الشابات، 90 بالمائة من الشابات اللواتي يخدمن كما أقولها في الخدمة المدنية، إن الأمر بالتعامل مع الأوضاع الاقتصادية التي يعاني منها هذه الشريحة بالذات وكون هذه الشريحة مستضعفة يسهل على المؤسسة بانخراطهم في الخدمة، وكما نعلم أن الشابات بالذات ليس بكل البلاد طبعا، لا يسمح لهن بأن يخرجن للعمل خارج البلدة وإن عملت في داخل البلدة تعمل حسب ما أقول أنا عمل استعباد، في كل الأحوال وحسب معطيات الأبحاث نرى أن هناك عدد كبير من الشباب العرب رافض أكثر للخدمة المدنية، كل ما الشاب العربي علم أكثر عن الخدمة المدنية وما أهدافها كل ما كان الرفض لها أكبر وأكثر”.

ويضيف عنبتاوي: "لا يحق لأي دولة ديمقراطية أن تربط بين الحقوق والواجبات، فنحن لم نختر بأن نذهب إلى دولة إسرائيل بل هي التي اختارت أن تكون هنا ولا يحق لها بأن تطلب منا أن نقدم واجبات معينة نحن نرفض اشتراط الحقوق المشروعة الأساسية بفعل سياسي معين إلا وهي الخدمة المدنية”.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]