في ذكرى الاستشهاد الأربعين، ورحيل أديب من أرض فلسطين، لم يذكره أحد، لا المؤسسات الإبداعية الثقافية والأدبية، لا الأحزاب السياسية، حتى كاد يغيب اسمه من الذين عرفوه أو قرأوا عنه شيئا أو لربما عاصروه. فهل سيبقى اسم الأديب الشهيد غسّان الكنفاني بحجم أعماله الأدبية، النضالية والثورية حاضرا، رغم مرور أربعين عاما؟ ماذا يقول كتّاب وشعراء المقاومة؟!
القاسم: كنفاني أخذ احترما إستثنائيا
الشاعر الكبير سميح القاسم يقول أن اليوم يمر أربعين عاما على استشهاده، وكان العالم بأسره قد احتفى باسمه وبصماته التي وضعها، وعلى طوال السنوات الاربعين حيث أحيوا ذكراه، وله قصص وروايات ترجمت لعدد من لغات العالم، وأيضا تم مسرحة اعماله وبالتالي أخذ اسمه وأدبه احتراما وتقديرا كبيرين، وقد يكون هذا العام وبسبب مرور اربعين عاما على رحلية لم يكن هناك شيء خاص أو تميّز استثنائي لذلك لم تحيى ذكراه لكّنه اخذ احترامه الاستثنائي.
وعن عدم اهتمام المؤسسات الثقافية باحياء ذكراه قال: "لا توجد لدينا مؤسسات ثقافية، لا إتحاد كتّاب، ولا رابطة شعراء ولا يوجد أي إطار ثقافي وطني يحتوي الكتّاب والشعراء".
نفاع: لا إطار ثقافي يحيي ذكراه
الكاتب والأمين العام للحزب الشيوعي الإسرائيلي محمد نفاع قال: " كنفاني أقول عنه إنسان فلسطيني مبدع عملاق أستشهد في هذا الزمن".
وعن غياب اسمه وبصمات اعماله في ذكرى استشهاده اليوم قال: "اقول بكل بألم وأسف أنّ عددا من المؤسسات يتلقى مساعدات مالية مختلفة فلسطينية كانت أو عربية، وللأسف الشديد لا يوجد هنالك تمويل من هذه المؤسسات لاقامة نشاطات لعملاق ثقافي وطني فلسطيني شهيد بكل معنى الكلمة اي غسان كنفاني".
وأشار الى أنه لو كانت هنالك رابطة للمبدعين الفلسطينيين العرب في هذه البلاد، وكانت الرباطة فاعلة ونشيطة حيّة بدون مشاكل وبدون ذاتيات، كان من الممكن ان تأخذ على عاتقها الشيء الكثير بما فيها خدمة رموزنا الثقافية والادبية وقد يكون إحياء ذكراه في الطليعة مع الطلائع الذين نعتز بهم".
علاء حليحل: ما تبقّى للذكري أمرين: النكبة ويوم الأرض!
وأخيرا قال الكاتب علاء حليحل أنّ غسان كنفاني ترك وراءه موروثًا مزدوجًا: الأدب والسياسة، وفي الموروثين له باع وصولات وجولات. تراثه الأدبي لا ينفصل عن مشروعه السياسي والإعلامي كعضو بارز في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، وهو بذلك شكل ويشكل مرجعًا سياسيًا وأدبيًا لأجيال فلسطينية متنوعة، منها جيل ما بعد النكبة والجيل الشاب المُسيّس اليوم، وأعتقد أنّ هذا مكمن بارز من مكامن قوته وتميزه. فالأجيال المؤسسة والسابقة رأت فيه بوصلة أثناء الحدث وتطوراته والأجيال الشابة اليوم ترى فيه بوصلة لا تزال حية، لدرجة اعتباره ضميرًا بارزًا لفلسطين، رغم انقطاع مسيرته ووجوده المحسوس بيننا على صعيد الحدث اليوم. كما أن مشروعه الأدبي متنوع وثري، رغم التفاوت. فنتاجه الأدبي أفضل بكثير من نتاجه المسرحي، فيما لم تحظَ مقالاته الساخرة حتى اليوم، والتي كبتها بتوقيع "فارس فارس"، الاهتمام الذي يليق بها من ناحية الانكشاف والنقد."
أما بخصوص عدم إحياء ذكراه لدى المؤسسات الثقافية والسياسية قال: "أعتقد أن هذا ينبع بالأساس من أمرين: تعب المادة والتآكل اليومي لشدة التسارعات السياسية مما لا يترك مجالا للتفكير والتأمل لدى الكثيرين من قيادات الفعاليات السياسية وطواقم مؤسسات المجتمع المدني. والسبب الثاني برأيي هو طغيان النكبة ويوم الأرض كحدثين مؤسسين على ما تبقى من الأيام الجديرة بالاحتفال والتذكر، الأمر الذي حصر اهتمام القيادات والفعاليات بهما، لتحظى التواريخ والأحداث والشخصيات الأخرى باهتمام أقل، الأمر الذي يتكرر سنويا".
[email protected]
أضف تعليق