يبدو أن الخناق الاقتصادي آخذ بالضيق على المستوطنات الإسرائيلية في المناطق الفلسطينية، وذلك بسبب الزخم الذي بدأت تحظى به تحركات مقاطعة (أو تعليم) منتجات هذه المستوطنات في الأسواق العالمية. فبعد شبكة المتاجر البريطانية العملاقة "كو أوب" التي أعلنت فك شراكتها مع منتجات هذه المستوطنات قبل أسابيع، وبعد إصدار حكومة جنوب أفريقيا تعليماتها القاضية بالإشارة إلى المنتجات المصنوعة في المستوطنات على أنها مصنوعة هناك وليس في إسرائيل، ها هي شبكة المتاجر الكبيرة "ميجروس" الواقعة في سويسرا، والتي تعتبر إحدى أضخم الشبكات التجارية هناك، تعلن اليوم الثلاثاء نيتها البدء بوضع إشارات خاصة على المنتجات المصنوعة في مناطق الضفة الغربية والقدس الشرقية (المستوطنات الإسرائيلية) تشير إلى هذه الحقيقة، معلله ذلك بأنها ترغب بانتهاج المزيد من الشفافية مع جمهور زبائنها، خصوصا وأن الحكومة السويسرية والأمم المتحدة تريان بالمستوطنات نمطا غير قانوني وغير شرعي من التوطين وفقا للقوانين الدولية.
وقد قالت الناطقة بلسان الشبكة إن "ميجروس" لا تدعم نداء المقاطعة الذي أطلقته عدة منظمات مناصرة للشعب الفلسطيني في مختلف أنحاء العالم، إلا أنها ترغب بالمقابل بإعطاء زبائنها الحرية الكاملة في اتخاذ القرار حول البضائع التي يرغبون باقتنائها، والقدرة على إبقائها على الرف إن كانت تتعارض ومبادئهم.
تأتي هذه الخطوة السويسرية، كما أسلفنا، بعد فترة قصيرة من اتخاذ حكومة جنوب أفريقيا لخطوة مشابهة، علما بأن جنوب أفريقيا لم تمنع بشكل قطعي بيع منتجات المستوطنات، إنما تجبر التجار على الإشارة بوضوح إلى أن هذه المنتجات مصنوعة خارج نطاق "الخط الأخضر".
[email protected]
أضف تعليق