لا بد أننا سمعنا وتأثرنا جميعًا بما سمعناه من أنباء عن "المجزرة المروعة" التي يقول البعض إن النظام السوري هو الذي ارتكبها في بلدة الحولة والتي راح ضحيتها ٣٤ طفلا (وينكرها النظام جملة وتفصيلا متهما "الجماعات الإرهابية" بها)، لتشير أيضًا إلى أن هذا الفعل "الوحشي" يشكل دليلاً على أنماط العمل الوحشية التي تتبعها بعض الأنظمة العربية الديكتاتورية مما يؤكد لعدد من متابعي الوسائل الإعلامية التي تبث صورًا ومشاهدًا مما أسمته "مجزرة" أن الحال في سوريا بات مقلقًا وعلى النظام السوري أن يسقط بشكل فوري، بينما يدافع شق آخر من الشباب المدافعين عن نظام الممانعة السوري باستبسال وشراسة مشيرين إلى أن ما نراه عبر هذه الشاشات "الممولة" إنما هو زوبعة إعلامية ولا شيء منه يحدث فعلاً على أرض الواقع وليؤكدوا بعدها أن سوريا العربية بخير ونظامها باق ولن يسقط!.
ومن هنا يبدأ الجدل بين الشباب المنقسمين بين الموقفين ويتجلى هذا الموقف واضحًا عبر مواقع التواصل الإجتماعي وأبرزها "فيسبوك"، لذا رصدنا لكم قرائنا آراء عدد من شباب مجتمعنا عندما طرحنا عليهم السؤال الآتِ:"هل هناك ثورة في سوريا أم أن الثورة "إعلامية" فقط؟"، وعدنا لكم بالآتِ:

لم أعد أميز بين الحقيقة والخداع إعلاميًا...

فادي خلف قال: "بصراحة إنني بت لا أعرف أي المعلومات أصدق وأيها لا، فالأمور باتت تختلط علينا جميعا، وبصدق لا يمكنني أن أجزم لصالح أي شق من الشقين في سؤالكم، فمن الوارد أن يكون الإعلام مبالغًا بتصويره تظاهرات الإحتجاج في سوريا ومن الممكن أيضًا أن تكون الثورة السورية حقيقية وما نراه فعلاً يحدث!، باعتقادي أن الإمور ستتضح خلال فترة قريبة وسنعرف كل شيء...".

الأمر تعدى الثورة وبات الأمر عبارة عن سلسلة مجازر...

الصحفية سمر زنانيري قالت:"إن الوضع السوري تعدّى الثورة، برأيي، وأصبحت الحال هناك عبارة عن مجازر بغض النظر عن من يَقتُل و أي طرف يُقتل، والاعلام أيضًا انتهز فرصة ما يدور بسوريا من قتل للأطفال وغيرهم لصالحه أو لصالح "الشخص الآخر" و لم نعد نعلم بالفعل أين الثورة من كل ما يحصل،و أين "الحقيقة" من كل ما يُبث".

نسيم قبطي قال:"إنني أؤمن أن سوريا تعيش ثورة لكن ثورتها تتعرض لتضليل وتشويه من قبل وسائل الإعلام التي تود تحقيق مصالح شخصية من خلالها، لذا فإن إجابتي عن سؤالكم هي: نعم، سوريا تعيش ثورتها...".

لينا سعدي قالت:"إن تعليقي على هذا الأمر يختلف بين يوم وآخر فأحيانا ما تجدني مؤمنة أن الأمر برمته مؤامرة ضد النظام السوري وأحيانًا أخرى أجد أن الثورة شعبية حرة، فالإعلام طبعًا يساهم في تضليل آرائنا حول هذه القضية ولا بد أن يكشف كل شيء عما قريب..."
الإعلام لا يتعاطى مع الشأن البحريني كما السوري وهذا أمر واضح...

الصحفية هبة جوهر قالت:" دعنا نسمي الثورات بالوطن العربي بالانتفاضات الشعبية، وأكيد ما يحدث في سوريا هو انتفاضة شعبية بغض النظر عن تعاطي الإعلام العربي معه، فمن غير المنطقي أن ننكر كل هذه الدماء بحجة أن الاعلام موجه ضد سوريا أو أنه لا يتعاطى مع الشأن البحريني كما يتعامل مع الشأن السوري،، عدم التوازن في تغطية الأحداث في البلاد العربية لا يعني بأي شكل من الأشكال أن ننفي على الشعب انتفاضته وأن نبرر كل هذه الدماء وأن نكذب الصور وأن لا نصدق كل المهجرين من سوريا وأن نغمض أعيينا عن جراح سلامة كيلة وغيره من المناضلين الذين استطاعوا الهروب".

النظام الذي لا يتمكن من حماية رعيته فهو فاقد للشرعية...

تابعت:"حتى لو افترضنا أن من يقتل هي جماعات مسلحة وأن الجيش النظامي هو فقط يدافع عن نفسه ولا يعتقل الا "الارهابيين" وأن مؤامرة كونية تجتمع لاسقاط نظام الأسد فهذا يعني أن نظام لا يستطيع حماية شعبه من مؤامرة وشعبه ينزف كل هذه الدماء فانه نظام فاقد شرعيته".

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]