فلسطين تتوحد باضراب عام بالنكبة

تحل الذكرى الرابعة والستين للنكبة، والشعب الفلسطيني لا يزال يعاني التشرد والتهجير، والتي أدت إلى تهجير دائم ومؤقت طال 31% من الفلسطينيين منذ اندلاع انتفاضة الأقصى عام 2000 وفق دراسات دولية.
ويصادف غدا الثلاثاء 15 أيار الذكرى الـ64 للنكبة، الذي احتلت فيه إسرائيل أراضي فلسطينية عام 1948، وطردت السكان قسرا واستولت على ممتلكاتهم بعد ارتكاب العصابات الصهيونية مجازر مروعة راح ضحيتها عشرات الآلاف، في أول موجة تهجير وإبعاد أصبحت أكثر من فقدان للأرض، في محاولات محو شعب بأكمله، وتدمير مستقبله.
ومن المقرر أن تنطلق غدا فعاليات مركزية في غزة والضفة وأراضي 48 والشتات، لإحياء الذكرى الـ64 للنكبة، ويذكر أن العام الماضي شهد أحداث غير مسبوقة في الذكرى الـ63، في الوطن والشتات خاصة في الدول المحيطة بفلسطين، أدت إلى ارتقاء أكثر من 13 شهيدا وإصابة المئات بجروح.

النكبة بالأرقام

وتشير بيانات موثقة نشرها 'الإحصاء المركزي' إلى أن الإسرائيليين قد سيطروا خلال مرحلة النكبة على 774 قرية ومدينة، حيث دمروا 531 قرية ومدينة فلسطينية، كما اقترفت القوات الإسرائيلية أكثر من 70 مذبحة ومجزرة بحق الفلسطينيين وأدت إلى استشهاد ما يزيد عن 15 ألف فلسطيني خلال فترة النكبة.
وتشير المعطيات الإحصائية إلى أن عدد الفلسطينيين عام 1948 قد بلغ 1.37 مليون نسمة، في حين قدر عدد الفلسطينيين في العالم نهاية عام 2011 بحوالي 11.2 مليون نسمة، وهذا يعني أن عدد الفلسطينيين في العالم تضاعف أكثر من 8 مرات منذ أحداث نكبة 1948.

إضراب شامل في أراضي عام 1948 غدا إحياء للنكبة

وتحيي الجماهير الفلسطينية في أراضي 48 ذكرى النكبة التي تصادف غدا، بإعلان الإضراب العام في المدن والبلدات العربية.
وكانت لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية انتهت من وضع اللمسات الأخيرة على استعداداتها الكبيرة لذكرى نكبة المستمرة منذ 64 عاما.
وعقدت اللجنة اجتماعا لسكرتيري الأحزاب والحركات السياسية وباقي مركباتها التي أعلنت التزامها الوحدوي بتنفيذ القرار، وبمشاركة ممثلين عن لجنة متابعة قضايا الأسرى ولجنة الدفاع عن المهجرين و'لجنة اللجون' و'اللجنة الشعبية في وادي عارة' و'لجنة الدفاع عن أراضي الروحة' وجهات أخرى، وذلك لتوزيع الأدوار والمهمات من أجل الاستعداد للذكرى يوم غد الثلاثاء لإنجاح الإضراب العام والشامل.
ويشمل الإضراب كافة قطاعات شعبنا ومؤسساته ما عدا الطلاب المقدمين لامتحانات 'التوجيهي' والعيادات الطبية.
ودعت لجنة المتابعة كافة مركباتها والجماهير العربية إلى الالتزام بقرار الإضراب والعمل على إنجاحه، والمشاركة في النشاطات المركزية التي ستحتضنها قرية اللجون المهجرة والواقعة بالقرب من أم الفحم.

ودعا الاتحاد القطري للجان أولياء أمور الطلاب العرب الالتزام بالإضراب الشامل يوم الثلاثاء المقبل 15.5.2012 استناداً إلى قرار لجنة المتابعة بإعلان الإضراب الشامل في ذكرى النكبة وتضامناَ مع الأسرى المضربين عن الطعام.

لذا ندعو أهلنا وطلابنا بالالتزام بقرار الإضراب في هذه الذكرى الوطنية، فهي مناسبة لصوغ وعي طلابنا الجماعي من خلال تعزيز انتمائهم الوطني الجامع, فالوعي الجماعي والانتماء الوطني هو السد المنيع أمام تغلغل الظواهر السلبية في مجتمعنا من عنف وجريمة.

فعاليات ومسيرات في الضفة وغزة

في ذات السياق، أعلن الدكتور زكريا الأغا عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية رئيس دائرة شئون اللاجئين ورئيس اللجنة الوطنية العليا لإحياء ذكرى النكبة، اليوم انطلاق فعاليات إحياء الذكرى الرابعة والستين للنكبة في محافظات الضفة وغزة والشتات.
وقال د.الاغا في في المؤتمر الصحفي الذي عقده صباح اليوم في المركز الصحفي بوزارة الأعلام بمدينة رام الله أن المسيرة والمهرجان المركزي في محافظات الضفة الغربية ستنطلق يوم الثلاثاء من جميع المحافظات والقرى والمخيمات باتجاه ميدان الشهيد ياسر عرفات برام الله، مشيرا إلى أن نقطة التجمع الساعة 11:30 أمام ضريح الشهيد الرئيس ياسر عرفات .
كما دعا جماهير الشعب الفلسطيني بالتقيد بالوقوف التام لمدة (64) ثانية عند إطلاق الصافرة الساعة 12 ظهراً من يوم الثلاثاء.
ومن ضمن الفعاليات المركزية والمميزة لهذا العام في الضفة الغربية تنظيم مسيرة طلابية شبابية ستنطبق من جميع الجامعات الفلسطينية في الضفة الغربية يوم الجمعة الموافق 12/5/2012 الساعة 12 ظهراً إلى قرية الولجة المهجرة التي احتلت عام 48 تأكيداً على أن الشعب الفلسطيني والأجيال الشابة التي لم تعاصر أحداث النكبة متمسكين بحقهم العادل في العودة إلى ديارهم ولم ينسوا أرض أبائهم وأجدادهم وقراهم التي دمرها الاحتلال الإسرائيلي في العام 48 .
وفيما يتعلق بفعالية غزة المركزية، أوضح د. الأغا أن القوى الوطنية والإسلامية اتفقت على مسيرة موحدة ستنطلق ظهر يوم الثلاثاء الموافق 15/5/2012 الساعة الحادية عشر صباحاً من مفترق السرايا وسط مدينة غزة إلى مقر الأمم المتحدة تشارك فيها حركتي فتح وحماس وكافة الفصائل الفلسطينية تحت مظلة العلم الفلسطيني فقط.