في حين يستعد اليهود للإحتفال بالإستقلال، يستعد الآلاف من ابناء الشعب الفلسطيني باستعادة ذاكرته، وذكريات مآسي شعبنا الفلسطيني، ويتوارث الأولاد كل قصص جراح النكبة وتهجير ابناء شعبنا الفلسطيني، هدم البيوت ونهب أراضيها، لتنقل القص جيلا وراء جيل.
تزور آثار وانقاض البيت المهدّم يوم احتفال اسرائيل باستقلالها
في السجرة، القرية المهجّرة التي خرج منها ناجي العلي، وأبو عرب قضاء الناصرة، لا تزال الحاجة فاطمة عايد ذيابات، القاطنة حاليا في قرية كفر كنّا، ورغم مرور 72سنة من عمرها لكنّها لم تنسَ يوما مكان بيتها في السجرة، ولا تزال تزور آثار وانقاض البيت المهدّم وتزور القرية في يوم احتفال اسرائيل باستقلالها حيث ان استقلالهم هو يوم نكبتنا، تزور القرية هي والعائلة وكل من تبقى من مهجري الداخل واصلهم من السجرة، يتذكرون جراحهم وروايات نكبة شعبنا الفلسطيني وتهجيرهم، فلهم الماضي الذي لن ينسوه، ويقدّسه الأطفال والشباب المشاركون بالاستماع لقصص الكبار الذين عايشوا قصص النكبة، والى جانب الروايات الكثيرة والكبيرة، الحاجة فاطمة لم تنس بعد قصة القائد "العربي" العراقي المستعرب الذي جاء ليعلّم شباب القرية كيفية استعمال السلاح!.
تتذكر اسم "محمد عرايدي" المستعرب الذي ادعى انه قائد عراقي جاء لنصرة الشعب الفلسطيني
تقول الحاجّة فاطمة انها كانت لا تزال صغيرة عند تهجير اهالي قرية الشجرة، لا تتذكر جيّدا تبادل اطلاق الرصاص الذي استمر لاكثر من اربعة أشهر قبل تهجير القرية بين اليهود واهالي القرية، لكنّها تتذكر اسم "محمد عرايدي" الذي ادعى انه قائد عراقي جاء لنصرة الشعب الفلسطيني وتعليم اهالي القرى العربية كيف يستعملون السلاح، حتى الليلة الأخيرة الأخيرة قبل الهجوم على القرية وتهجير اهلها. وتتابع حديثها عن قصة القائد العراقي قائلة: "الليلة الأخيرة قبل التهجير وصلت ذخيرة للقرية، ارتأوا بوجوب نقل الذخيرة الى اعلى بيت موجود في القرية، وهناك قام محمد عرايدي بوضع حرّاس على البيت وأمر الاهالي بعدم أخذ قطع الأسلحة من هناك إلا بأمره، وفي اليوم التالي هجم اليهود على القرية من الجهة الغربية، افتقد الاهالي للاسلحة والذخيرة، دخل اليهود على القرية يومها متجهين فورا نحو البيت الذي فيه الذخيرة لتتبيّن المؤامرة بين القائد العراقي المستعرب والصهاينة لاحتلال قرية الشجرة، وليتبيّن ان وجوده في القرية بهدف التجسس على سكان القرية وايصال المعلومات لليهود".
احتلوا القرية من قلة الاسلحة، من امسكوا به قتلوه او اخذوه للسجن
وتشير الى ان في هذا اليوم استطاع اليهود اختراق كل القرية، واحتلالها وتهجير اهلها وقتل من تبقى او سجنه، مضيفة: "احتلوا القرية من قلة الاسلحة، من امسكوا به قتلوه او اخذوه للسجن ومنهم الذي تهجر في طرعان الرينة عين ماهل وانا من كفر كنا، ومنهم الذين تهجروا خارج حدود البلاد، وفقط اربعة عائلات بقيت مهجرة بالداخل". وأضافت: "اليوم لا زلنا نتواصل مع اهلنا المهجرين داخل الحدودوخارجها، وزرناهم في بيوتهم في الدول العربية، وأكدوا لنا أنّ الوطن لا ينسى، وكما لن ننساه نحن، ويبقى املا لدى الانسان ان يعود لبلاده ووطنه، والامل الموجود عند ابو عرب موجود عند كل المهجرين، ونحن نتأمل ذلك حتى آخر رمق".
[email protected]
أضف تعليق