يعود تاريخ زراعة اشجار التفاح في الجولان السوري المحتل الى سنوات الخمسين من القرن الماضي، حيث تم جلبه من لبنان، وتحولت على مدار السنوات الماضية إلى مصدر رزق رئيسي لمواطني الجولان، وشكل عاملا مهما للسكان ساعدهم على البقاء في أرضهم، ووفر ركائز لاقتصاد محلي مستقل، وفر سبل العيش الكريم بكل متطلبات الحياة، وتحسين الأرض بشكل يضمن استمرارية البقاء فوقها.
شكلت زراعة التفاح منها حوالي 18 ألف دونم
وبلغت مساحات الأراضي المثمرة، التي زرعها مواطنو الجولان، أكثر من 20 ألف دونم، شكلت زراعة التفاح منها حوالي 18 ألف دونم، وهذه المساحة تشكل حوالي من 30% من المساحة الإجمالية لأراضي المواطنين العرب السورين، الذين بقوا في أرضهم بعد احتلال عام 1967، والبالغة حوالي 50 ألف دونم .
تسويقه الى الوطن الام سوريا
وقام مراسل بكرا بتسليط الضوء على واقع زراعة التفاح في الجولان وتسويقه الى الوطن الام سوريا في السنوات الاخيرة . هذا الواقع الذي يلقى بظلاله ليس على أصحاب الأملاك الزراعية فقط ، وإنما على مجمل القطاعات الاجتماعية الأخرى في الجولان، لما تلعبه زراعة التفاح من تأثيرات وانعكاسات هامة على حياة الناس....
تسويق التفاح لسوريا مسألة سياسية لدعم الجولانيين
وقال الناشط والمرصد للمركز العربي في الجولان المحتل سلمان فخر الدين لمراسلنا :" التسمية الحقيقية هي تسويق التفاح وليس تصديره الى سوريا الام ،وهذا يعود الى عدم اعترافنا بالكيان الاسرائيلي من جهة ،ومن جهة اخرى فالتصدير يتم التعامل به بين دولتين ،لكن ما يحصل هو تسويق التفاح من جزء من الاراضي السورية الى دمشق ،في السنة الاخيرة كان موسم التفاح شحيحا والكميات لم تكن كافية ومع ذلك حافظت سوريا على الطريق المفتوح مع جزء من شعبها في الجولان المحتل بما يخص تسويق التفاح اليها ،نحن نتحدث عن كميات قليلة نسبيا من مجموع المحصول السوري من التفاح".
اسعار ممتازة تكفل له استمرار حياته بكرامة واحترام
وتابع:" سوريا ليست بحاجة الى التفاح الجولاني لان المزارعين السوريين لديهم كميات تفاح تفوق ال نصف مليون طن في السنة ،وسوريا مصدرة للتفاح ،لكن يبقى الموضوع بقضية التفاح الجولاني رسالة هامة وهي دعم الاهل في الجولان اقتصاديا وسياسيا بامتياز ،أما بقضية الاسعار فالاسعار التي يجنيها المزارع الجولاني من تسويق تفاحه الى سوريا هي اسعار ممتازة تكفل له استمرار حياته بكرامة واحترام ،سياسة استجرار التفاح هي لدعم اهل الجولان وتثبيتهم على اراضيهم وهي مسألة يجب ان تهدى للقائد الفلسطيني خليل الوزير ابو جهاد الذي بذل مساعي كبيرة في هذا الشان في بدايات السبعينيات من القرن الماضي".
حين تختلط السياسة بالاقتصاد
واكد ان قضية تسويق التفاح الى سوريا والتي بدأت منذ عدة سنوات تتم من خلال اتفاق دولي بين سلطة الاحتلال والامم المتحدة ،واسرائيل تحاول تثبيت نظرتها على ان القضية هي قضية "تصدير" وتحاول مكافئة المحليين لكن دون استجابة ،واختتم فخر الدين:" حين تختلط السياسة بالاقتصاد فهناك علامات فارقة ،العلاقة بين سوريا والجولانيين هي علاقة ام بابناءها وكذلك علاقة سوريا مع فلسطيني الداخل ،البعض من الدول العربية يروج ان علاقة سوريا مع "عرب الداخل " تطبيع وهي بالتأكيد عكس ذلك لأن التطبيع يكون بين امم مختلفة وليس بين المرء واخيه".
تسويق التفاح الى سوريا رفع سعره في اسرائيل
بدوره قال المهندس الزراعي شحادة نصر الله:" مواسم التفاح في السنوات الاخيرة في الجولان لم تكن ضعيفة نسبيا،وبالتالي تسويق التفاح الجولاني لسوريا رفع من سعره في اسرائيل وهذا عاد بالفائدة على المزارع الاسرائيلي ،ربما كان الاجدر بسوريا ارسال ثمن التفاح الى المزارع الجولاني دون الحاجة الى تفاح الجولاني ما يعزز صمود الجولانيين اكثر وبالتالي "نضرب عصفورين بحجر واحدة"،فلو قامت سوريا بارسال ثمن التفاح الى المزارع الجولاني لتيسر لنا تصدير التفاح الى السوق الاسرائيلي ما يعود بالفائدة اقتصاديا على اهالي الجولان وبالتالي تحكم المزارع الجولاني بسعر التفاح في السوق الاسرائيلي ،بالنسبة لاسرائيل لا فرق بين التفاح الجولاني والاسرائيلي ،لكن اسرائيل ثابرت على مدار اعوام طويلة بتهميش المزارع الجولاني وكان لا بد من البحث عن اسولق بديلة لمحاصيلنا ،وخاصة في الاسواق العربية ،وأول دولة عربية وافقت على استلام التفاح الجولاني كانت الاردن شريطة موافقة سوريا على ذلك"ز
دمشق ليست بحاجة الى "العشرة الاف طن" من التفاح الجولاني
وتابع:" منذ عام 2004 نقوم بتسويق التفاح الى سوريا ،في حقيقة الامر دمشق ليست بحاجة الى "العشرة الاف طن" من التفاح الجولاني لان المزارعين في سوريا يسوقون تفاحهم للدولة بكميات تفوف الـ 300 الف طن سنويا ،وبالتالي سوريا مصدرة للتفاح ،لكن هي مبادرة طيبة من قبل سوريا في تدعيم اقتصاد الاهل في الجولان ،ومع ذلك اعود واكرر كان الافضل لو قامت سوريا بارسال ثمن التفاح الى المزارعين الجولانيين لدعمهم وتسويق التفاح الى السوق الاسرائيلية كما كان متبعا منذ عام 1967".
[email protected]
أضف تعليق
التعليقات
الله محييهم اهلنا في الجولان