في التاسع من نيسان عام 1948م أقدمت العصابات اليهودية على ارتكاب مجزرة بشعة بحق أهالي بلدة دير ياسين غربي مدينة القدس، حيث أسفرت المجزرة عن استشهاد معظم أهالي البلدة وإصابتهم بجروح، وبلغ عدد الضحايا في هذه المجزرة 250 شهيدًا بين رجل وامرأة حتى الأطفال والرضع لم تشفع لهم طفولتهم فكانوا ضمن ضحايا هذه المجزرة الوحشية التي تكشف الوجه الحقيقي للاحتلال الذي يحاول تحسين صورته في العالم.
إن مجزرة دير ياسين ستبقى شاهدة على العنجهية والإجرام الصهيوني، التي تهدف إلى اقتلاع شعبنا من أرضه، وهي حلقة واحدة في سلسلة ممتدة من الجرائم والمجازر منذ بدء الاحتلال وحتى الآن، وإن ما تشهده مدينة القدس المحتلة من تهويد وتهجير لأهلها، وما يتعرض له أهلنا في الضفة المحتلة وقطاع غزة المحاصر يؤكد أن الجرائم والمجازر والعدوان هي نهج وليس محطة عابرة في التاريخ الصهيوني الحافل بالمجازر والاعتداءات.
إننا في حركة الأحرار وفي هذه الذكرى الأليمة نؤكد على أن سياسة المجازر لن تكسر إرادة الشعب الفلسطيني، وتجعله يتخلى عن أرضه وحقوقه، بل ستجعله أكثر تمسكاً بأرضه وبمقاومته التي أثبتت أنها الوحيدة القادرة على لجم الاحتلال عن جرائمه، كما وندعو إلى تقديم قادة الحرب الصهاينة إلى المحاكم الدولية حتى يحاكموا على جرائمهم بحق أبناء شعبنا المجاهد.

في الذكرى الـ 64 لمذبحة دير ياسين
 
وجهت دائرة شؤون المغتربين في منظمة التحرير الفلسطينية اليوم الاثنين 09/04/2012 رسالة الى الجاليات الفلسطينية في بلدان المهجر والشتات، تدعوهم فيها إلى إحياء الذكرى الرابعة والستين لمذبحة دير ياسين التي تصادف اليوم، حيث اقترفت العصابات الصهيونية بحق أبناء شعبنا في بلدة دير ياسين عام 1948 أبشع المجازر والجرائم التي يندى لها الضمير الإنساني.
وجاء في رسالة الدائرة إلى جالياتنا الفلسطينية : في التاسع من نيسان من كل عام ... وبينما يعد المجرم العدة للاحتفال بعيد استقلاله، يحيي شعبنا الفلسطيني ذكرى مجزرة دير ياسين التي قتل أهاليها برصاص العصابات الصهيونية في اليوم التالي لاستشهاد القائد الفلسطيني عبد القادر الحسيني في معركة القسطل.

دائرة شؤون المغتربين تدعو جالياتنا الفلسطينية لإحياء هذه المناسبة الأليمة

حدثت مذبحة دير ياسين في قرية دير ياسين، التي تقع غربي القدس في 9 أبريل عام 1948 على يد الجماعتين الصهيونيتين: أرجون وشتيرن. أي بعد أسبوعين من توقيع معاهدة سلام طلبها رؤساء المستوطنات اليهودية المجاورة ووافق عليها أهالي قرية دير ياسبن، وراح ضحية هذه المذبحة أعداد كبيرة من السكان لهذه القرية من الأطفال، وكبار السن والنساء والشباب. عدد من ذهب ضحية هذه المذبحة تذكر المصادر أن ما بين 250 إلى 360 ضحية تم قتلها،كانت مذبحة دير ياسين عاملاً مهمّاً في الهجرة الفلسطينية إلى مناطق أُخرى من فلسطين والبلدان العربية المجاورة لما سببته المذبحة من حالة رعب عند المدنيين.

تشكل هذه المذبحة واحدة من أبشع جرائم الحرب التي ارتكبتها العصابات الصهيونية في فلسطين، وتندرج في إطار جرائم الإبادة الجماعية والتطهير العرقي بحق شعبنا.

تأتي الذكرى الرابعة والستين لمذبحة دير ياسين هذا العام وشعبنا لا يزال يقاوم الاحتلال وسياساته الاستيطانية والعدوانية التي تستهدف شعبنا وأرضه ومخيماته ومقدساته وتراثه وكافة مقومات وجوده، بهدف القضاء على حلمه وآماله في الحرية والعودة والاستقلال.
ورغم التضحيات الجسيمة التي لا زال شعبنا يقدمها في سبيل حريته وكرامته واستقلاله، إلا أنه سيبقى صامدا على أرضه متمسكاً بحقوقه رغم عنف الاحتلال وجرائمه البشعة التي يرتكبها الاحتلال كل يوم.

إن دائرة شؤون المغتربين في منظمة التحرير الفلسطينية تؤكد إدانتها الشديدة للجرائم البشعة التي يرتكبها الاحتلال ضد شعبنا، والتي تندرج في إطار جرائم الحرب التي ينبغي للمجتمع الدولي إدانتها وتطالب الدائرة المجتمع الدولي تقديم المحتلين وقادته الذين قاموا باقترافها بدم بارد كما جرى في مذبحة دير ياسين وغيرها من الجرائم البشعة إلى المحاكم الجنائية الدولية لمعاقبتهم عليها.

فلا يعقل استمرار الصمت الدولي على جرائم الاحتلال ضد شعبنا، ولا يعقل أن يستمر الاحتلال في المضي بارتكاب المزيد من جرائمه ومجازره بحق شعبنا بدون عقاب، فهذا يعد مخالفة صريحة لكل القيم والمبادئ الإنسانية، بل يعد انتهاكا صارخاً لقانون حقوق الإنسان وقرارات الشرعة الدولية.

إن شعبنا الفلسطيني الصامد يستلهم من الذكرى الأليمة لمذبحة دير ياسين الأمل والصمود رغم عمق الجراح والآلام التي نتجت عن هذه المجزرة وغيرها من المجازر، ويؤكد شعبنا في نفس الوقت تصميمه الصمود على أرضه، ومقاومة سياسة التهجير والتطهير العرقي التي تنتهجها سلطات الاحتلال الإسرائيلي.

وتدعو دائرة شؤون المغتربين شعبنا الفلسطيني وكافة قواه الوطنية ومؤسساته وفعالياته في الوطن وفي بلدان اللجوء والشتات، وعموم الجاليات الفلسطينية في الخارج إلى توحيد الصفوف وشحذ الهمم من أجل إحياء هذه الذكرى الأليمة، بالمزيد من الفعاليات الوطنية التي تؤكد على الصمود ومواصلة النضال من أجل تحقيق الأهداف الوطنية المشروعة لشعبنا وفي المقدمة منها حقه في العودة وتقرير المصير وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس، كما تؤكد الدائرة على ضرورة مواصلة الجهود الفلسطينية من أجل نيل الاعتراف الدولي بالدولة الفلسطينية، وعزل سياسة الاحتلال والاستيطان والتطهير العرقي التي ترتكبها سلطات الاحتلال وقواته المحتلة بحق شعبنا.

إن تحقيق هذه الأهداف الوطنية المشروعة يقتضي مواصلة العمل من أجل إنهاء الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية، فذلك هو خيار شعبنا وطريقه نحو تحرير وطنه وتحقيق أهدافه وانتصار حقوقه. 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]