شارك قرابة 200 مسيحي من مختلف أرجاء مصر وتحديدا من طائفة الاقباط في صلاوات أحد الشعانين في بيت لحم، بعد أن وصولوا عبر إسرائيلي إلى مهد المسيح في بيت لحم.

ولاقى حضورهم مشاعر مختلطة في بيت لحم بين الترحيب بهم ورفض التعامل معهم من قبل الطوائف الاخرى بينها الكنيسة القبطية في القدس التي رفضت استقبالهم.

وتأتي هذه الزيارة بعد أسابيع من وفاة البابا شنودة الزعيم الروحي للمسيحيين الأقباط، وفي تحد واضح لقرار البطريرك الراحل البابا شنودة الثالث، بمنع الأقباط من زيارة القدس بتأشيرات إسرائيلية.

وقال أحد القادمين من مصر وهو العجوز حنا المناوي في حديث لمراسل "بكرا" في الضفة، إنه حضر من اجل زيارة مهد المسيح قبل وفاته كما قال وهي الفرصة الوحيدة التي بإمكانه عبرها الوصول إلى الضفة الغربية والقدس المحتلة.

وأضاف إنه لم يخالف البابا شنودة الثالث بل أنه حضر لزيادة الأماكن المقدسة التي طالم سمع عنها وحلم بزيادتها، وهو سعيد جدا بوجوده في بيت لحم.

من المنتظر وصول آلاف المسيحيين في الأيام المقبلة

ومن المنتظر أن يسافر ما يقرب من 10 آلاف مسيحي مصري خلال الأيام القادمة، وهو العدد الذي تقدم بطلبات إلي دير الكنيسة القبطية بالقدس، فيما ستستمر الرحلات الدينية التي تنظمها الكنيسة الكاثوليكية إلى فلسطين لتوجيه المسيحيين إلي بيت المقدس ولزيارة كنيسة القيامة على مدار 10 أيام وحتي ليلة عيد القيامة حيث يقام قداس العيد 14 أبريل الجارى.

وشمل برنامج الزيارة التوجه إلى الأردن والحج عند جبل نيبو، حيث مات ودفن سيدنا موسى، تليها زيارة المغطس حيث تم تعميد السيد المسيح، ثم مغارة إيليا النبى، قبل التوجه إلى الحدود الإسرائيلية استعدادًا لدخول القدس الشرقية.

وقام الأقباط الأرثوذكس، أمس، بزيارة كنيستى الصعود وسيد المبكى، حيث بكى المسيح على أورشليم، ثم توجهوا لكنيسة السيدة العذراء الجسمانية ومغارة الرسل وحضور قداس الصلاة، وفى وقت الظهيرة بدأ الحجاج فى زيارة طريق الآلام أو ما يعرف بدرب المسيح، ويتضمن 14 محطة مر بها السيد المسيح وصولاً إلى قبره بكنيسة القيامة، تليها زيارة كنيسة نصف الدنيا وقبر يوسف الرامى وهيكل تقسيم الثياب وعمود الجلد ومكان حبس المسيح.

وصباحا حضر الزوار قداس الشعانين، يليها زيارة "حائط المبكى" وعلية صهيون وقبر داود النبى ثم زيارة قبر لعازر، وفى ويوم غد سيقومون يقومون بزيارة عامة لمنطقة بيت لحم بالقدس مرورًا بكنيسة المهد، حيث ولد السيد المسيح، وهى أقدم كنائس العالم، ثم مغارة أطفال بيت لحم وزيارة حقل الرعاة.

زيارة إلى نهر الأردن

ومن المقرر أن يقوم الأقباط خلال يوم الثلاثاء، بالنزول إلى بحر الشريعة فى "نهر الأردن" للتبرك منه، وزيارة عدة كنائس أثرية منها، عرس قانا الجليل والبشارة وورشة يوسف النجار ثم المعبد اليهودى، ويتجهون يوم الأربعاء لمدينة عين كارم وكنائس الزيارة وميلاد يوحنا المعمدان، والقيامة وبيت سمعان الدباغ بمدينة يافا، ومشاهدة منظر عام لمدينة تل أبيب، وفى المساء جولة حرة بمدينة تل أبيب، ثم يحضرون الخميس صلوات اللقان وقداس خميس العهد وزيارة عين السلطان بأريحا، ومشاهدة دير الكرندل ودير مارى جرجس بوادى القلط، ويختتم الأقباط رحلتهم فى إسرائيل السبت، ويعودون إلى القاهرة، الأحد، بعد زيارة ثانية لكنيسة القيامة وقبر السيد المسيح.

الكنيسة المصرية في القدس ترفض استقبالهم

يأتى هذا فيما أكد القس ميصائيل، كاهن كنيسة القديسة هيلانة (الجزء المصرى فى كنيسة القيامة بالقدس)، أن الكنيسة رفضت استقبال عدد من المسيحيين المصريين الذين قدموا إلى القدس هذا العام للاحتفال بعيد القيامة المجيد. وقال إنه بناءً على تعليمات الأنبا أبراهام مطران القدس والشرق الأدنى، لم نسمح لهم بالصلاة أو ممارسة طقس التناول، الأمر الذى أغضبهم بشدة، حتى إن بعضهم أراد التشاجر معنا.

وأضاف، أن تعليمات البابا شنودة الثالث بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية الراحل، ما زالت سارية، ويجب علينا احترامها فى غيابه أكثر مما كنا نحترمها فى وجوده، مشيرا إلى أن عدد المصريين الذين زاروا الكنيسة لا يتجاوز العشرات.

وكان البابا شنودة الثالث قد منع منذ سنوات المسيحيين من زيارة القدس حتى يزول عنها الاحتلال الإسرائيلى، وكان يقول: "لن يدخل المسيحيون القدس إلا وأيديهم فى يد إخوتهم المسلمين".

وبحسب مصادر قبطية، فإن الأنبا باخوميوس، القائم بأعمال البابا، هو الوحيد الذى يملك قرار منع الأقباط من زيارة القدس، وأن زيارة الأقباط للقدس لا تعتبر حجًا، خاصة أن الكنيسة القبطية الأرثوذكسية بالقدس لا تسمح لهم بالتناول، كما أن القبطى الأرثوذكسى لا يعتبر حاجًا إلا بعد حصوله على شهادة من الكنيسة.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]