لعل الافكار المسبقة التي يحملها قسم من المعلمين الذين يدخلون قرية جسر الزرقاء لاداء وظيفتهم – وظيفة "التربية" والتعليم – هي المحفز الرئيسي لأعمال العنف من قبل المعلمين ضد اطفال في المراحل الابتدائية والاعدادية في البلدة؟! فمؤخرًا، تم الاعتداء على طالب في المدرسة الابتدائية د، حيث تم تقديم شكوى للشرطة للتحقيق بالقضية ومحاسبة المعلمة المعتدية على الطالب، ولكن وبعد تدخل جهات خارجية من حركات سياسية وشخصيات اجتماعية وبعد ان ضغطوا على والد الطفل السيد احمد كارم شهاب، قام بالتنازل عن القضية لتحل بالصورة المعتاد عليها في وسطنا العربي، وبشرط ان تتابع القضية وان يتم الحد من اعمال العنف في المدارس التي ينتهجها قسم من المعلمين ضد طلابهم.

والد الطفل المعتدي عليه...كان هم المعلمين التستر

السيد احمد كارم شهاب والد الطفل المعتدى عليه ونائب لجنة الاباء في المدرسة اكد على انه تنازل عن القضية فقط لعدم ايذاء المعلمة، ولأن قضيته ليست مع المعلمة بصورة شخصية، بل مع ادارة المدرسة حيث قال:" لقد تنازلت عن القضية لكي لا تحول القضية الى قضية شخصية بيني وبين المعلمة، فالقضية قضية مدرسة بأكملها، فعندما تم الاعتداء على ابني لم يتلقى أي عناية من قبل المدرسة، فكان كل همهم هو ان اتنازل عن القضية، فيجب بحث القضية بالصورة جدية وحلها، فالمشكلة منتشرة في كافة مدارس جسر الزرقاء والامر بات يثير انزعاج الاهالي ويجب التحرك على كافة الاصعدة للحد من هذه الظاهرة الخطيرة"

الآراء المسبقة عن جسر الزقاء تجعلها ضحية سهلة

السيد سامي علي رئيس اللجنة الشعبية في جسر الزرقاء اكد ان ظاهرة العنف في المدارس ,والتي ينتهجها المعلمين ضد الطلاب ما هي الا لأفكار مسبقة عن جسر الزرقاء واطفالها والتي تؤثر وبشكل خطير على تعامل المعلمين مع طلابهم حيث قال :"ظاهرة العنف في مدارس جسر الزرقاء ظاهرة خطيرة من الدرجة الاولى وهي منذ سنوات حيث توجد هناك العديد من الجهات المعنية بان يتم التكتم على هذه الظاهر وذلك بعدة وسائل، حيث تكون النية في اغلب الاحيان حسنة، ولكن وبصورة غير مباشرة وبدون قصد يزيدون من هذه الظاهرة، وذلك لانه لا يتم معالجة هذه الظاهرة على المستويات الرسمية، حيث يتم حل تلك المشاكل بالطرق التقليدية مثل اسقاط الدعوى والغاء الشكوى وتدخل جهات غريبة , وجهات سياسية لها مصالح معينة ان تؤثر على الاهالي وعلى من يقدم وبهذه الطريقة يتم دفن القضية".

اما عن الاسباب التي قد تكون المحفز لاعمال العنف فقد قال:"الظاهرة خطيرة وتنبع اولا من عدة عوامل , حيث نرى انعدام الانتماء من قبل المعلمين الذين يدرسون في المدارس فهم يؤتون فقط للتعليم دون التربية كما وان وزارة المعارف مقصرة وبشدة في معالجة هذه القضية، بالاضافة الى ان السلطة المحلية والاهالي لهم دور كبير فيجب متابعة المدارس والتواصل معها بشكل مستمر، فالأهالي عامل اساس لتفاقم هذه الظاهرة، ولكن المسؤولية الكبرى تقع على وزارة المعارف فكان هناك العديد من التوجهات لوزارة المعارف ونوهنا من مغبة تفاقم اعمال العنف من قبل المعلمين والطلاب انفسهم ولكننا لم نجد أي اذن صاغية , فقد وصل السيل الزبى ولن يهدأ لنا بال حتى يتم محاسبة كل من هو مذنب لتفاقم هذه الظاهرة ".

واختتم قائلا :"انا اقول كذلك برأيي واعتقد انه يجب ان يكون هناك تكاتف , فلم نتلقى أي اذان صاغية من قبل وزارة المعارف فالقضية تربوية بحت, فالطلاب يذهبون الى صرح تعليمي تربوي فمن خلاله يتلقون القيم التربوية والاخلاق ولا يتوجهون الى حديقة حيوان حيث يتم اهانتهم بكلمات بذيئة لا تليق لأخلاقنا ولديننا الاسلامي الحنيف "

تعقيب وزارة المعارف

هذا وفي تعقيب لكمال عطيلة الناطق الرسمي بأسم وزارة التربية والتعليم للوسط الغير يهودي قال :"وزارة التربية والتعليم لها الدراية الكاملة بكل قضية جسر الزرقاء حيث سيقوم المفتش باستدعاء المعلمة المذكرة لجلسة استماع، كما وسيتم اتخاذ الاجراءات اللازمة وفق التعليمات المتبعة".

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]