في هذا الزمان التي تبعثرت فيه الاوراق ،وأضحى الجميل مثل المنكر ،والسيئ كالحسن في نظر البعض ،وغابت بعض المفاهيم بقضية "حب الأرض، علينا مراجعة الذات خاصة ونحن على اعتاب ذكرى يوم الارض ،فالأرض وظفها كثير من الشعراء في شعرهم ووصفوها بالحب والحنان ، وبعضهم وظفها بمنظور اخر مثل الشهادة والتضحية والفداء ... كل ذلك ينم عن حب الانسان للأرض التي تعتبر الركن الاساسي للوطن ، وفي ذلك قال المتنبي ... كأنا أرادت شكرنا الارض عنده فلم يخلنا جو هبطناه من رفد .
فلاح قارب الثمانين من عمره...لقد جاوز الظالمون المدى
المواطنون العرب في البلاد على اعتاب ذكرى يوم الارض ،حيث استشهد ستة من ابنائنا عام 1976 ،ومنذ ذلك الحين تخلد الجماهير العربية هذه الذكرى بمسيرات وندوات تثقيفية ..مراسل بكرا التقى بأحمد علي طه في كرمه بأعالي قرية دير الاسد ،فلاح قارب الثمانين من عمره ، طه ما زال يعمل في ارضه ويحتضن الاشجار اللوزية ويتنفس عبق ازهارها ،ويحرص كل الحرص على اشجار الزيتون ونبتة الزعتر ،حيث تعني له عروبة الارض . ماذا تعني له الارض ،ابو علي وقف امام العدسة وقال : لقد جاوز الظالمون المدى !!
علينا ان نبقى يقظين
يقول طه:" يجب ان يبقى يوم الارض خالدا في نفوسنا وعقولنا ما حيينا ،ومن حقنا كمواطنين في هذه الديار التصدي للهجمة الشرسة ومحاولة سلب ما تبقى من اراضينا ،المؤسسة الاسرائيلية استفرست وكشرت عن انيابها في عام 1976 ولم تكتف بمصادرة الارض بل حاولت كم افواهنا في التعبير عن غضبنا واحتجاجنا لما قامت به ،واستشهد ستة من خيرة ابناءنا دفاعا عن الارض والوطن ،لذلك من حقنا تخليد هذه المناسبة وإحياءها بشتى الطرق ،الارض تعني الوطن ،وكل عربي يهمل ارضه فليس لديه انتماء للوطن ،الارض هي امنا وعلينا احترامها ومراعاتها وحبها ، فعلينا الاهتمام بالأرض كما نهتم بأنفسنا وبابنائنا".
حتى الطائفة العربية الدرزية لم تسلم من شرهم
وتابع طه:" حكومات اسرائيل المتعاقبة تعمل جاهدة ابتلاع ما تبقى لنا من ارض ،وفي هذه المرحلة هناك هجمة شرسة في الاستيطان بالضفة الغربية ،وحتى الطائفة العربية الدرزية لم تسلم من شرهم ، وقد صودرت اراضي الطائفة حتى تجاوزت ال 55 الف دونم ، فالجشع والطمع للمؤسسة الحاكمة ليس له حد بقضية الارض ".
علينا مسؤولية تذويت حب الارض في نفوس ابنائنا واحفادنا
وخلص بالقول:" تقع علينا مسؤولية كبيرة في تذويت حب الارض في نفوس الاجيال الصاعدة ،علينا غرس حب الارض في نفوسهم كما نغرس الاشتال ونحرص عليها ،علينا متابعتهم وتدريبهم في العمل بالأرض ،من جهة اخرى على سلطاتنا المحلية تقع مسؤولية ودور تثقيفي للشباب ولا استثني ايضا دور الاحزاب العربية في الموضوع ، ذكرى يوم الارض يجب تخليدها في كل عام لتبقى نبراسا وشعلة وهاجة امام اعين الاجيال الصاعدة".
[email protected]
أضف تعليق