لم تنعم رنا عدوان، من قرية المكر منذ قرابة اثني عشر عاما بشعور طالما حلمت بتحقيقه، بسبب قانون المواطنة، وعدم حصولها على شمل زوجها، وتملك رنا عدوان ابنين لم يتجاوزا الخمس سنوات قد انجبتهما بعيدا عن زوجها واشرفت على تربيتهم دون ان تجد من يهون عليها مشقتها، فلم يتمكن زوجها حتى اليوم من دخول البلاد كونه يملك الجنسية الفلسطينية وبالرغم من أنه مقيم في مصر منذ ان كان في الثانية من عمره.
"جريمة... هي زوجي الفلسطيني، وجريمة اولادي اني واباهم قد تزوجنا
وتقول عدوان: "الجريمة الوحيدة التي ارتكبها زوجي هو انه الضفة الغربية، فأبنائي اليوم محرومين من والدهم وهو على قيد الحياة، فلقد حرمتهم اسرائيل من اباهم فلا يجب عليها ان تنعت نفسها بدولة ديمقراطية، بل يجب ان تنعت نفسها بدولة عنصرية دولة فاشية، دولة نازية، لو ان اولادي يهود او من أي جنسية اخرى غير الجنسية العربية لكنا قد تمكنا من لم شمل ابناء العائلة الواحدة، ولكن جرمهم ان امهن تملك الجنسية الإسرائيلية واباهم يملك الجنسية الفلسطينية. فهل هذا ذنب يستحقوا ابنائي بسببه ان يعيشوا ايتام".
هذا ما قالته والحرقة تملأ قلبها وخاصة بعد ان صدر قانون المواطنة ليحطم كافة الآمال التي قد بنتها للم شمل عائلتها، فقد اكدت على انها تلتقي في زوجها مرة او مرتين في السنة كحد اقصى ،واما باقي السنة فتبقى لوحدها تصارع الحياة ومصاعبها لتربية اولادها وتعويضهم عن حنان الاب الذي افتقدوه دون أي يقترفوا أي ذنب يذكر".
"اولادي يرفضون حضور يوم الام لقيام وزارة المعارف بتسميته بيوم العائلة
ولا تتمنى عدوان غير "مصادقة" بأنها تملك عائلة متماسكة مثل باقي العائلات، فلم تطلب الا ان يملك اطفالها اب كباقي الاطفال وان تعيش دون ان تفكر بالمصاعب التي يتوجب عليها مواجهتها لوحدها، كما قالت :"في 23/3/2012 يصادف عيد الام وقد قامت وزارة المعارف بتغيير يوم الام الى يوم الاسرة، وسيتم فيه دعوة كل من الاب والام، ومنذ اليوم ابنائي يرفضون ذهابهم للمدرسة لعدم تواجد والدهم، فانا اليوم ابني يتعالج عند طبيب نفساني، فلقد سببت فاشية اسرائيل لأبني مشاكل نفسية"
وأضافت :"حاولنا العيش في مصر ولكننا لم نجد أي حقوق حقوق لأبنائنا، فلا يمكن أن يدخلوا مدارس في مصر ولا يملكون التأمين الصحي فكيف سأذهب بهم الى مصر".
أما عن رفض لم الشمل لأسباب امنية بعد ان قدمته في المرة الاولى فقالت :"عندما سنوا قانون المواطنة فقد سنوه على دول العدو مثل ليبيا سوريا، لبنان ايران، ولكن لم يسنوه على مصر فصحيح ان زوجي فلسطيني ولكنه يقيم في مصر ومحافظ على اقامته في مصر منذ ان كان عمره سنتين فلم يدخل زوجي بتاتا الى البلاد واذا كان ما ادعوه عند رفضهم طلبي في المرة الاولى لأسباب امنية فإذا كان كلامهم صحيح فكيف منحوا زوجي تصريح في عام ال 2000 بأن يدخل البلاد".
اما اطفالها ابناء الخمس سنوات فرغم صغر سنهم، فعرفوا وتذوقوا معنى فقدان الأب وعرفوا معنى ظلم الحكومة، يقولون: " لقد حرمتنا اسرائيل من أبانا لقد اشتقنا اليك يا أبي".
[email protected]
أضف تعليق