لم تكن تتوقع عائلة تيسير خطيب أن يأتي قانون المواطنة أو لم الشمل الإسرائيلي ليفتت شمل عائلتهم، بعد أن أقرت الكنيست منع لم الشمل بين مواطني الضفة الغربية وفلسطينيي الداخل والقدس المحتلة".

تيسير الخطيب يتساءل عبر موقع "بكرا"، ما ذنب أطفال لم تتجاوز أعمارهم أربع أعوام أن يفصلوا عن والدتهم والدهم؟ ما الذنب التي اقترفته عائلة تيسير خطيب لتعد كل لحظة تمضي عليها قلقة من أن تصل أيدي قانون المواطنة العنصري إلى بيتهم وتفككه بعد أكثر من سبع سنوات على بناءه والمحافظة عليه؟ ماذا يمكن لتيسير خطيب ولانا خطيب أن يقولوا لأولادهم وكيف سيصفون لهم الحال؟

يبتسم تيسير الخطيب ويقول "ديمقراطية إسرائيلية"، هي التي تفرق شمل العائلات، فبعد أن سن قانون المواطنة، بدأت كوابيس الفراق تراود عائلة تيسير خطيب لتزداد وتيرتها حتى انتهاء تصريح لانا خطيب وحينها لا بديل إلا الرحيل أو الاعتقال.

تيسير: قانون المواطنة عنصري

تيسير خطيب شدد على "أن قانون منع لم الشمل العنصري الذي اتخذته المحكمة ما هو إلا تنفيذ لمخططات التهجير لمن تبقى في أرضه من الفلسطينيين واستكمالا لحرب بدأت في العام 1948 ولم تنته فصولها بعد حتى يومنا هذا".

ولعل تيسير خطيب لم يستوعب ما سيحدث بعد، ويقول:"أيعقل أن تكون لانا زوجتي التي ولدت في شق الوطن الأخر، في جنين، تهديدا لدولة لديها من وسائل القتل والتدمير ما يكفي في جيش يعد الرابع في العالم وبترسانة من أسلحة الدمار الشامل والكامل كافية لتدمير جزء كبير من لكوكب الأرضي، من النووية والبلورية، والفسفورية، والمسمارية، والعنقودية، والكلبية...والذرية (هذه المحكمة مهمتها تدمير ذريتا وفقط ذريتي)."

أما عن أبناءه الذين لم يتجاوزوا الرابعة من عمرهم فلم يجد حتى ألان الطريقة المناسبة لإيصال لهم فكرة الفراق التي كتبتها عليهم الحكومة الإسرائيلية بأجهزتها اليمينية، فهل حقا عدنان ابن الرابعة يهدد امن دولة قامت على أنقاض بيت جده؟
.
وقال:" ماذا سأقول لابنتي يسرى ابنة الثلاث أعوام، حين تعود من روضتها وتسألني عن لعبتها وعن أمها فلا تجد أمها ولا تجد لعبتها التي أخذتها أمها في ساعة غضب قبل أن يهجروها هي الأخرى!، أقول لها: لنذهب سوية لنسأل قاضي المحكمة؟ لم يسرق منك ألعابك بعد أن يسرق من جدتك أواني مطبخها وقهوتها ؟"

لانا: لن أرحل من البلاد مهما كلفني الثمن

أما زوجته "لانا" فلم تتردد بتأكيدها على أنها لن ترحل من البلاد شاء من شاء وأبى من أبى مؤكدة على انه قد مضى أكثر من 6 سنوات على زواجها وتكوين عائلتها، ولن تسمح لأي شخص مهما كان منصبه بأن يهدم حياتها بقرارات عنصرية فاشية همها الأول والأخير هدم أكثر من 150 إلف عائلة من الداخل الفلسطيني واصفة المعاناة اليومية التي تواجهها من خوف وذعر من ترحيلها وإبعادها عن أطفالها ، عدى عن حرمانها من العديد من الحقوق وتقييد حركتها والحد من مشاركتها بتحقيق ذاتها داخل البلاد.

وقالت:" في أي لحظة أتوقع أن يسحبوا مني تصريحي فقد مضى على تواجدي هنا أكثر من6 سنوات وأنا دون أي حقوق ، فلا املك تأمين صحي، ولا يمكنني أن اعمل، ولا يمكنني أن أقود مع العلم أني املك شهادة قيادة، لا يمكنني أن انتقل بأبنائي، فكل يوم يمضي علي وأنا أصارع الخوف والذعر، فقد أجهضت لمرتين قبل إن أنجب ابني عدنان بسبب الإهمال الصحي فلا أتمكن من إن أعالج نفسي وفي نفس الوقت لا يمكنني إن اعمل في أي شيء مع أني املك شهادة من جامعة النجاح فلي حق إن احقق ذاتي وان يكون لي دور في هذا المجتمع".

وأكملت قائلة:" حتى لو أعادوني إلى جنين، وحتى لو أتت الشرطة وأعادتني إلى جنين فسوف أعود مرة أخرى إلى البلاد لأن بلدي هنا مع زوجي وأطفالي ، فهمهم الديمغرافي أنهم لا يريدون سكان عرب".

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]