ما بين الشعارات والخطابات المطروحة بكل ما يتعلق بحق المرأة بالمساواة، وحقها في ضمان تمثيلها سياسيا، اجتماعيا واقتصاديا، وما بين الواقع الذي لا يزال ينظر اليها بنظرة استعلائية في المجتمع الأبوي، خرجت وفاء شاهين لتخوض معارك الحياة وتحارب من أجل ضمان تمثيل المرأة على الخارطة السياسية لتبادر الى اقامة جمعية "الزهراء" لرفع مكانة المرأة وتفرض وجودها باللجنة الشعبية في سخنين.
وانعكس باستمرار واقع المجتمع الذكوري في تعامل اعضاء اللجنة الشعبية معها كامرأة في اللجنة الشعبية في سخنين، في حين عكست وفاء بإيمانها العميق والكبير بقضايا المرأة ونضالها لتحصيل حقوقها ورفع مكانتها، إمكانية وقدرة المرأة الوصول لقيادة الجماهير، وذلك من خلال المعركة التي خاضتها في اللجنة الشعبية لتثبت أنها تستطيع ان تكون جزءً لا يتجزأ في جلسات تقرير المصير في سخنين.
ومن خلال التغطية لاجتماعات اللجنة الشعبية طوال سنة ونيّف كان واضحا المحاولات لإقصاء صوتها واقتراحاتها بشكل مستمر، وفي بعض الأحيان اتّبعت محاولات تجاهل صوتها، فتجاهلوها وتجاهلوها حتى انتصرت.
عن تجربتها الشخصية في اللجنة الشعبية في سخنين، وعن عملها في جمعية الزهراء التي وصل صوتها الى معظم دوائر اتخاذ القرار في اسرائيل مراسلنا التقى مع وفاء شاهين إبنة مدينة سخنين وإحدى النشيطات على الساحة السخنينية بشكل بارز وايضا بين النساء.
تهنئة نضالية للمرأة
بداية هنأت كافة النساء العربيات الفلسطينيات داخل اسرائيل بمناسبة يوم المرأة العالمي، مؤكدة ان يوم المرأة هو يوم نضالي بكل ما تحمله بالكلمة من معنى تتجسد فيه كافة القضايا المتعددة للنساء العربيات في كافة المجالات، مضيفة: "أؤمن اننا سنتخطى كافة الصعوبات رغم الطريق التي لا تزال طويلة، ولكل مرحلة لها سمات تتلاءم مع الواقع الذي تعيشه النساء، ولا يمكن الحديث عن تغيير سيحصل خلال سنة واحدة لكن معركتنا تحتاج الى العمل الدؤوب داخل الحقل، والحرب طويلة".
إنجازات الجمعية.. الانتقال من التخطيط للمطالبة الجديّة
وعن انجازات الجمعية قالت ان اهم الانجازات للجمعية كانت العمل مع النساء داخل الحقل من أجل تدعيمهنّ وتأسيس مؤسسات للنساء تعمل من خلال اولويات عديدة ومنها فتح فرص عمل للنساء وتأهيلهنّ، واليوم الجمعية تخطت مرحلة التدريب ووصلت مرحلة المطالبة، مضيفة: "يكفي تدريب وتخطيط نريد تطبيقا، هناك الكثير من الابحاث التي تشير الى اقصاء النساء عن سوق العمل وطرحنا هذه القضايا على كافة المنابر واليوم نحن موجودون بمرحلة مطالبة حقيقية لايجاد فرص عمل للنساء الاكاديميات منهنّ أو العاطلات عن العمل".
وايضا طرحت الجمعية المشاركة السياسية للنساء خاصة في السلطات المحلية العربية فكل المؤسسات المحلية والاحزاب التي تنادي باهمية وجود النساء في دوائر قيادية لا يوجد لديها تطبيق لما يصرّح به. واشارت الى انه من المهم العمل على تذويت قيم اهمية اشراك المرأة بالعمل السياسي من خلال تذويتها أولا بالمرأة نفسها، ثانيا لدى المؤسسات المحلية من أجل ان تكون المرأة شريكة في اتخاذ القرار، وثالثا العمل بشكل جدّي لتغيير قوانين مجحفة ضد المرأة. مضيفة: "هذا الهم الكبير لا يمكن ان تحمله فقط جمعية الزهراء، بل يجب توحيد كافة الجهود من قبل كافة المؤسسات النسوية الناشطة واليوم يتم العمل على تشكيل ائتلاف نسائي واسع للمطالبة بتعديل قانون انتخابات السلطات المحلية من أجل ضمان تمثيل نسائي في السلطات المحلية العربية".
الواقع ينظر الى المرأة كمعيل ثانوي للعائلة
واشارت الى ان واقع اقصاء النساء والنضال لتغيير هذا الواقع ينضم الى مشاريع نضالية أخرى على مستوى عام ومنها توسيع مناطق النفوذ ومسطحات القرى والبلدات العربية وهذه القضايا تتعلق ايضا بالنساء، فايجاد قسائم للازواج الشابة مهمة فالنساء ايضا سيسكنّ في البيوت.
واضافت: "النساء العربيات موجودات في وضعية خاصة، حيث ان النساء هنّ جزء من الأقلية العربية في هذه البلاد وأيضا يعشن في مجتمع أبوي، ولا يزال ينظر الى المرأة على أنها معيل ثانوي داخل العائلي، وعلى المستوى السياسي لا يزال المجتمع ينظر المجتمع ان القيادة هي للرجال فقط، ومن هنا تنبع الحاجة من أجل تدعيم المرأة بكل معنى الكلمة لأهمية شراكة النساء في قضايا صنع القرار وفي العمنل وغيرها".
لأني امرأة حاولوا إبقاء صوتهم أعلى
وعن تجربتها الشخصية في اللجنة الشعبية في سخنين قالت انها صعبة جدا لكنّها تفتخر بهذه التجربة بوجودها في إطار تطوعي لطرح قضايا المجتمع العربي عامة واهالي سخنين خاصة، مضيفة: "بداية لم يكن سهلا وجودي فكان صوتهم أعلى من صوتي لأنّي امرأة، لم أكن مهمّة لديهم رغم دعم البعض في اللجنة وطرح ارائي والعمل الجماهيري المختلف لكنّ وجودي كامرأة بين مجموعة من الرجال كان صعبا، والمؤسف وجود رجال قياديين في اللجنة مارسوا الرؤية الأبوية وجسّدوها من خلال التعامل معي، إضطريت بداية الى رفع صوتي كي يسمعوني لكن الأهم كان الاستمرارية والالتزام خاصة ان مجالات عملي كثيرة محليا وقطريا".
وأخيرا أشارت الى ان القضايا السياسية والاقتصادية والاجتماعية العامة التي تعصف بالأقلية العربية في البلاد لا تعني تهميش قضايا المرأة ونضالها من أجل تحصيل حقوقها ورفع مكانتها وتمثيلها في دوائر التخاق القرار، فلا يمكن استثناء آرائهم، فحتى تجاه القرارات التي تتخذ في الهيئات القيادية للجماهير العربية على المرأة ان تكون شريكة في اتخاذ هذه القرارات، مضيفة: "هنالك احصائيات تشير الى ان المرأة أثبتت ان لديها قدرة أكبر من الرجل في مجال التخطيط لذلك فالمرأة هي نصف المجتمع وعليها ان تكون جزءً لا يتجزأ في دوائر اتخاذ القرار".
[email protected]
أضف تعليق