لكل شخص في هذا العالم تطلعاته الخاصة، سواء كان هذا على المستوى الشخصي والعائلي، أو حتى على المستوى المهني والعملي. ولكل فرد في هذا الكون رؤياه وتطعاته المميزة، وصورة ومسار يرسمه لمستقبله المهني والعملي.
البعض يكون مسكونا بالمخاوف والشكوك التي تمنعه من الإقدام على اتخاذ خطوات جديدة وجديّة في مسيرته المهنية، بينما يكتسب البعض الآخر – من خلال سيرته المهنية – الكثير من المهارات والخبرة التي تتحول لاحقا إلى مصدر ثقة، يجتمع مع احتياجات المجتمع الذي يعيش فيه، فيدفعانه إلى ابتكار وتطوير خدمات مميزة يهدف من خلالها لخدمة المجتمع أولا، والتطور على الصعيد المهني والشخصي ثانيا.
إحدى المبادرات لإقامة مشروع مهني مجتمعي مميز، هي الأخصائية النفسية السيدة فاتن كامل، التي قامت مؤخرا بتأسيس "مركز سمانا" للخدمات العلاجية والتربوية، والتي حدثتنا عن تجربتها الشخصية واتخاذ القرار الهام بتأسيس مركز متعدد المجالات يقدّم الخدمات للفرد وللعائلة، بعد أن عملت لسنوات طويلة كأخصائية نفسية في عيادتها الخاصة
حدثينا عن خلفيتك العملية والمهنية السابقة، قبل البدء بمشروعك الحالي.
عملت كاخصائية نفسية، علاجية وتربوية في عيادة خاصة منذ اكثر من عشرون عاما واعمل مرشدة في مركز الخدمات النفسية التابع لبلدية الناصرة منذ عشر سنوات ومرشدة لطلاب اللقب الثاني في علم النفس في جامعة حيفا. عملت محاضرة في كلية اورانيم، مربية في اللغة الانجليزية ومستشارة تربوية في مدرسة مار يوسف وشاركت في مبادرات واطر اجتماعية مختلفة تناولت مواضيع الصحة النفسية للمجتمع العربي ومن المبادرين لاقامة مدرسة للتوحد (اوتيزم) في مدينة الناصرة.
ما هي العوامل التي دفعتك إلى تأسيس مركز "سمانا"؟
فاتن: "بعد سنوات طويلة من العمل كأخصائية نفسية تربوية وعلاجية، والتعامل مع مختلف الأطر التربوية والاجتماعية، وبعد الاطلاع على كل الاحتياجات والإشكاليات القائمة في المجال، قررت تأسيس (مركز سمانا) الذي يهدف لتوفير مجموعة من الخدمات العلاجية والتربوية. تتميز هذه الخدمات بشموليتها وتكاملها، بالإضافة لتوجهها المتعدد المجالات في طرح قضايا الفرد، العائلة والمجتمع.
يعمل في مركز سمانا طاقم متميز من الأخصائيين المهنيين، كل في مجاله. وهم يقومون بأداء عملهم في جو من التناغم الكامل بين أقسام المركز المختلفة. هذه الأقسام هي: قسم العلاج النفسي، العلاج الوظيفي، علاج النطق واللغة والاتصال، والعلاج بواسطة المسرح والفن الإبداعي. كما وتوجد وحدة خاصة لعلاج مشاكل اللغة والنطق بعد حوادث صعبة واصبات في الرأس . أما القسم الثاني فهو قسم التشخيص والفحص، الذي يوفر خدمات تشخيص "قصور الانتباه وفرط الحركة" (T.O.V.A)، تشخيص العسر التعلمي، التشخيص النفسي الشامل، اختبارات الذكاء، وتشخيص الإصابة بحالات التوحد (אוטיזם). كما يقدم القسم خدمات فحص النضوج للصف الأول وفحص الميول للتوجّه المهني.
كذلك عملت على تطوير برامج خاصة تتعلق بالجانب التربوي والإثرائي، مثل الدورات المتخصصة في استراتيجيات التعلّم، دورات التحضير للصف الأول، دورات الإثراء وتنمية الشخصية والتعبير عن الذات لدى الأولاد، التوجيه المهني لطلاب المرحلة الثانوية، دورات للأهل في كيفية التعامل مع الأولاد، ودورات ارشاد للأهل في تطوير الوالدية الناجعة وبرامج مجتمعية أخرى وفقا للاحتياجات". كما وتم اختيار مركز "سمانا" كمكان للتخصص (ستاج) للطلاب الذين يدرسون للقب الثاني في علاج الفنون والدراما في جامعة حيفا، كلية تل حاي، كلية دافيد يلين وسيمينار هكبوتسيم.
كيف قررت التوجه لمركز "ماطي"؟ وما هي الخدمات التي حصلت عليها هناك؟
فاتن: "كما ذكرت، عملت سابقا، ولسنوات عديدة، كأخصائية نفسية في عيادتي الخاصة، ولم يتطلب مني هذا الأمر حينها أي تجربة خاصة في المجال الإداري أو المالي أو التسويقي. ناهيك عن كل موضوع إدارة طاقم كبير من العاملين وغيرها من الأمور التي يحتاجها مركز كبير مثل "سمانا". وقد توجهت إلى مركز ماطي بعد توصية من أحد الأصدقاء، حيث أخبرني أنه استعان بمركز تطوير المبادرات الاقتصادية - ماطي الناصرة والجليل - الذي يوفر الخدمات لأصحاب المصالح التجارية.
في البداية، زارني أحد المستشارين العاملين في مركز "ماطي"، وهو السيد عاموس ليفي، حيث قام بفحص وتشخيص عمل المركز، ووجد أن احتياجات المركز تنحصر في مجالين: الأول هو الجانب الإداري والتنظيمي والمالي، والثاني هو الجانب التسويقي . على مستوى الجانب الأول، رافقني الخبير الاقتصادي السيد شادي شقحة. أما في الجانب التسويقي، فقد رافقني المستشار الإعلامي السيد محمود أسعد".
كيف تقيّمين جودة الخدمات التي حصلت عليها؟
فاتن: "ساعدتي ساعات الاستشارة الأسبوعية التي حصلت عليها، بتطوير مهاراتي في مجال إدرارة المركز وطاقم العاملين فيه، بالإضافة لكل ما يتعلق بالأمور المالية والبنكية. كذلك نجحنا في بناء خطة عمل لمجمل الخدمات التي يوفرها المركز، وحدّدنا السبل الأمثل لاستثمار الأموال في تطويرها.
كذلك كان الجانب التسويقى على قدر كبير من الأهمية، حيث كان علينا أن نسوّق المركز ونُعْلم الجمهور الواسع بوجوده من خلال إصدار المواد الإعلانية والدعائية اللازمة.
اليوم، أصبح مركز سمانا يتطور بشكل تدريجي وثابت، ويعمل وفق خطط عمل مدروسة، كما أنه أصبح مصد ررزق ثابت لطاقم المختصين والمزودين الذي يصل عددهم إلى أكثر من خمس عشرة جهة مختلفة. هذا التوسع، يفرض علينا تطوير المهارات التسويقية والإعلانية، مما دفعنا لتحديد جمهور الهدف بصورة أوضح، وبث رسائل إعلامية واضحة تعكس جودة الخدمات التي يقدمها المركز. بناءً على التوصيات التي تلقيناها من المستشار الاعلامي التابع لمركز ماطي، قمنا بإعداد المواد الإعلامية، كذلك تم إعداد ورسم شعار (لوجو) وبناء موقع خاص بالمركز على شبكة الإنترنت، بالإضافة للتسويق بواسطة مختلف وسائل الاتصال الحديثة. بشكل عام، أصبح المركز أكثر انكشافا أمام الجمهور الواسع، وازداد بشكل ملحوظ عدد المنتسبين وزخم الفعاليات التي يقوم المركز بتقديمها".
ما هو المقابل المادي الذي دفعته لمركز "ماطي" عن هذه الخدمات؟
فاتن: "تلقيت 50 ساعة استشارة شخصية عبر جلسات خاصة مع المستشارين المرافقين خلال فترة العمل، والتي امتدت على مدار خمسة أشهر. وقد كانت تكلفة كل ساعة 50 ش.ج تقريبا، وهي تكلفة رمزية مقابل جودة الخدمات ومستولى المستشارين المرافقين، ومقابل تأثيرها على عمل ونتائج وأداء المركز وتطوّره".
هل من نصيحة أو رسالة ترغبين بتوجيهها لأصحاب المصالح القائمة، أو لمن يرغبون بإقامة مصالح جديدة؟
فاتن: "من خلال مسار الاستشارة الذي مررت به مع مستشاري مركز "ماطي" المختلفين، تأكدت أن كل مصلحة اقتصادية بحاجة الى استشارة في مختلف المجالات، وليس بالضرورة لكونها تعاني من أزمات ما. هنالك مجال لتحسين الأداء دائما. فصاحب المصلحة منغمس في عمله بشكل شبه كامل، ومن الوارد ألاّ ينتبه في بعض الأحيان لبعض الأمور التي يراها المستشار الخارجي. كذلك، ليس من الممكن أن يمتلك صاحب المصلحة جميع المهارات في جميع المجالات التي تحتاج إليها مصلحته".
من جهته، قال الخبير الاقتصادي شادي شقحة، أحد المستشارين الذين رافقوا مركز سمانا: "يوفر مركز ماطي للمصالح الاقتصادية القائمة وللمبادرين إلى إقامة مصلحة جديدة خدمة (مستشار مرافق شخصي). في إطار هذه الخدمة، يقوم مستشار "ماطي" بمرافقة عمل المصلحة الاقتصادية من خلال جلسات عمل منظمة داخل المصلحة، وكذلك عبر الاتصال المباشر والدائم الهادف إلى تحسين أدائها في المجالات المطلوبة مثل: التمويل والقروض، الإدارة، البنوك، التسويق، المبيعات، القوى العاملة، وغيرها. كما يستطيع صاحب المصلحة اختيار مستشار متخصص في مجال عمله مثل: عالم السياحة الضيافة و المطاعم، الهايتك، النسيج، تجارة الأغذية وخلافها.
هذه الخدمة مدعومة من وزارة الصناعة التجارة والتشغيل، التي تموّل 75% من أجر المستشار المرافق، في حين يدفع صاحب المصلحة مبلغا رمزيا لا يتجاوز الـ 25% من تكلفة ساعة عمل المستشار.
بالإضافة إلى ذلك يوفر ماطي الناصرة خدمات أخرى، مثل القروض بكفالة الدولة، تقديم الاستشارة الاتصادية في المجالات المالية، البنكية، الإدارية والتسويقية ، تقديم استشارة أولية للمبادرين لإقامة مصلحة اقتصادية جديدة وكل ما يتعلق بفحص الجدوى الاقتصادية للمشروع من إعداد خطة عمل وتحضير دراسات جدوى اقتصادية. كما يبادر مركز ماطي من حين لآخر إلى عقد ورشات عمل مهنية لتطوير المهارات الإدارية للمبادرين ولرجال الأعمال.
[email protected]
أضف تعليق